النظام الرئاسي هو نظام حكم يستند إلى فصل صارم بين السلطات التنفيذية، التي تتولاها الرئاسة، والسلطات التشريعية، التي تتمثل في البرلمان، والسلطات القضائية، ويمنح النظام الرئاسي صلاحيات واسعة للرئيس. أما النظام شبه الرئاسي فيمتاز بانتخاب الرئيس، ولكن الحكومة تنبثق من البرلمان وتكون مسؤولة أمامه وأمام الرئيس. وتتمركز السلطة التنفيذية في يد الرئيس الذي ينتخب عن طريق الاقتراع العام المباشر، ويشكل حكومة لتنفيذ برنامجه السياسي تكون مسؤولة أمامه وليس أمام البرلمان كما هو الحال في النظام البرلماني. وبسبب الفصل الصارم بين السلطات، لا يملك البرلمان صلاحية إسقاط الحكومة، وليس لديه السلطة اللازمة لحلها .
الأصول التاريخية للانظمة الرئاسية
تعود جذور النظام الرئاسي إلى النظام الملكي في العصور الوسطى في فرنسا وبريطانيا واسكتلندا حيث كانت السلطات التنفيذية تصدر أوامرها من التاج الملكي، وليس من اجتماعات مجلس الأعيان (البرلمان) .
رأى مونتسكيو أن تداخل السلطات يؤثر سلبا على النظام الديمقراطي، وأشار إلى أن تناغم البرلمان والحكومة (الأغلبية والحكومة التي تنبثق عنها) قد يكون عاملا يدعم الفساد في الحكم. ويحكم الحكومة البرلمان بسبب الولاء السياسي لأعضائه، مما يقلل من دور البرلمان كسلطة رقابية فعالة ويهدد التوازن. تم تبني نماذج هذا النظام في الغرب بقيادة الولايات المتحدة، التي اعتمدت النظام الرئاسي عام 1787م، وتأثرت أفكار لوك ومونتسكيو بالجمعية التأسيسية التي اجتمعت في فيلادلفيا في ذلك العام.
على الرغم من نجاح هذا النظام بشكل كبير في الولايات المتحدة، فإن تجربة النظام الرئاسي في الديمقراطيات الأوروبية والأمريكية اللاتينية كانت صعبة، مما اضطرها إلى اعتماد نظام مختلط أو شبه الرئاسي. في أوروبا، نتيجة الصراع المستمر بين السلطات التنفيذية والتشريعية، حدثت أزمات سياسية مستمرة. وفي أمريكا اللاتينية، تحولت هذه الصراعات إلى انقلابات عسكرية، أو إصدار الرئيس لمراسيم تنفيذية تتجاوز البرلمان. وكان هذا الواقع سببا في خلق بيئة سياسية غير صحية وتسبب في تدهور الديمقراطية الكبرى .
النظم الرئاسية الجمهورية
الخصائص المميزة للحكومات الرئاسية الجمهورية تتمثل في طريقة اختيار المسؤولين التنفيذيين في الدولة، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم الأنظمة الرئاسية لديها سمات مشتركة، ويكون الرئيس هو رئيس الحكومة أيضا. وقد لا يملك الرئيس السلطة المباشرة في التشريعات، وليس عضوا في التصويت، وقد لا يسمح له بتقديم مشروعات القوانين، ومع ذلك فإن الرئيس في بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، يملك سلطة الفيتو في حماية التشريعات. ويكون لدى الرئيس فترات ولاية محددة ويتم إجراء الانتخابات في مواعيد محددة، وتشمل بعض الأنظمة الرئاسية تشريعات أو أحكاما لمحاكمة الرئيس وإقالته من منصبه عن طريق السلطة التشريعية .
سلطة التنفيذ تكون أحادية، وأعضاء الحكومة ينفذون سياسات السلطتين التنفيذية والتشريعية، لكن سلطة التنفيذ قد تحتاج لموافقة المجالس التشريعية في بعض ترشيحات الوزراء أو تعيين القضاة. الرئيس يتمتع دائما بسلطة توجيه أعضاء الحكومة والجيش وأي ضابط أو موظف في السلطة التنفيذية. وعادة ما يكون للرئيس سلطة العفو عن المدانين، وهذا لا يتعارض مع مبدأ فصل السلطات .
أنواع النظم الرئاسية
الرئيس الشرفي
كما ذُكِر سابقًا، هناك رؤساء دول يشبهون الملوك الشرفيين؛ فهم ليسوا مسؤولين تنفيذيين أو أعضاء نشطاء في الحكومة .
الرئيس التنفيذي الشامل
– في الأنظمة الرئاسية الشاملة، يتم اختيار رئيس السلطة التنفيذية من قبل الشعب، وفي هذه الأنظمة لا يوجد تمييز بين رئيس الحكومة والوزراء، إذ يعملون جميعًا تحت قيادة الرئيس .
في معظم الدول البرلمانية، يتم تعيين رئيس الحكومة الذي يمارس السلطة الفعلية، في حين يكون الرئيس أو العاهل مسؤولًا فقط عن الإجراءات الشكلية.ويمكن انتخاب هذا الشخص بشكل غير مباشر، على سبيل المثال، عن طريق السلطة التشريعية .