امثله على الاستهزاء بالدين
عانى المسلمون من العذاب الجسدي والمعنوي من الكفار والمنافقين، إذ تم سخرية المسلمين والإسلام ورسول الله (صل الله عليه وسلم) نفسه. وحتى الآن، ما زالت حملات التشويه والتجريح على الإسلام وعلى رموزه ومعتقداته من الكفار مستمرة، فالشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة دون غيرها .
ومع ذلك، للأسف، نجد أن المسلمين في أيامنا الحالية يستهزئون بالإسلام، فلنتحدث في هذه المقالة عن موضوع الاستهزاء بالدين ونقدم أمثلة ونماذج عليه.
الاستهزاء بالدين
من الطبيعي أن يكره أي شخص الاستهزاء به أو بأحد الذين يهتمون به، ومن الأسوأ أن يستهزئ الناس بالدين وبشعائره ورموزه، وغيرها من النصوص الدينية. فالاستهزاء بهذا الشكل يعتبر من أكبر المحرمات ومن نواقض الإسلام، وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الناقض السادس من نواقض الإسلام أن الاستهزاء بأي شيء صغير من دين الرسول أو ثواب الله أو عقابه يعتبر نوعا من الكفر، وهذا مدعوم بقوله تعالى في سورة التوبة في الآيتين 65 و 66 (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
وفي تفسير هذه الآيات ذكر العلماء أن المسلمين حل بهم التعب والجوع والعطش في غزوة تبوك بشكل كبير ، فقام بعض من الناس بالاستهزاء بالرسول وأصحابه وقالوا: (ما نرى قرآءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً ، وأكذبنا ألسنة ، وأجبننا عن اللقاء ، فرفع ذلك إلى رسول الله -صل الله عليه وسلم-، وقد ارتحل وركب ناقته ، فقالوا: يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب)
نزلت فيهم الآيتان الكريمتان (ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون. لا تعتذروا، إنكم كفرتم بعد إيمانكم. إن نعفوا عن طائفة منكم سنعاقب طائفة أخرى، بسبب كونهم مجرمين)، آية 65-66 من سورة التوبة.
والدليل هنا هو أنه على الرغم من خروجهم للجهاد وتركهم لأبنائهم وزوجاتهم وأموالهم وراءهم، إلا أن بعض اللعب والمزاح، كما يدعون في دين الله، أخرجهم من الملة. فور سماع رسول الله لمشاركتهم واستهزائهم بالدين، غضب بشدة ولم يسمح لهم ولم يغفر لهم على الرغم من توسلاتهم
فالاستهزاء بالدين أعزاءي هو دليل من دلائل النفاق والكفر ، فتجد البعض مما يدعون الإسلام سابقاً وفي أيامنا هذه يستهزئون في كتاباتهم وأقوالهم بالرسول أو بتعاليمه ومن الممكن أن يطول بهم التهكم والسخرية إلي أن يصل بهم الأمر إلي السخرية من الذات الآلهية ومن الله رب العالمين عز وجل، فقد قال الله عز وجل فيهم (وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً *إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) سورة الفرقان أية (42-41) .
وقال في النفاقين الذين يستهزئون بالدين مع أصدقائهم (إن الذين أجروا الفساد كانوا من الذين آمنوا يضحكون وعندما يمرون بهم يتطاولون وعندما يعودون إلى أهلهم يعودون مفتخرين وعندما يرونهم يقولون إن هؤلاء مضلون ولم يرسل عليهم حافظون) سورة المطففين من الآية 29 إلى الآية 3 .
توضح هذه الآيات الأشخاص الذين يستهزئون بالمؤمنين ويسخرون منهم ومن سماتهم المشرفة وتقليدهم لسنة الحبيب (صلى الله عليه وسلم). في أيامنا الحالية، يمكننا رؤية بعض الأشخاص يستهزئون بالمؤمنين الذين يتميزون بالأخلاق الحميدة التي يوصي بها الإسلام ويصفونهم بالتخلف والرجعية وغيرها من الصفات
أمثلة على الاستهزاء بالدين
منذ القدم، كان الكفار يستهزئون بالأنبياء وبرسالاتهم، ولم يكن الملحدون الإسلاميون فقط من يستهزئون ويسخرون منهم، بل وجد أن النبي نوح عليه السلام عانى من هذا الاستهزاء في دعوته للكفار عندما كان يبني السفينة .
قال الله تعالى في سورة هود آية:في الآيات 38-39 يذكر أنه عندما صنع الفلك ومر عليه قومه، سخروا منه وقالوا: `إن تستهزئوا بنا، فإننا سنستهزئ بكم كما تستهزئون. ستعلمون من سيأتيه عذاب مهين وسيصيبه عذاب مستدام`. واتهم بالجنون وقيل في سورة المؤمنون الآية 24-25: `ما هذا إلا إنسان مثلكم يريد أن يتفضل عليكم، ولو شاء الله لأنزل ملائكة. ما سمعنا بهذا من آبائنا الأولين. إنه إلا رجل به جنون، فاصبروا على أفعاله حتى يظهر الحق`
وقد عان”(5704)” “وقد عانى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من هذا الاستهزاء حتى بعد أن قويت شوكة المسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة، نجد العديد من الصور التي تعبر عن الاستهزاء المنافقين به، ومنها:
جاء أبي بن خلف لرسول الله (صل الله عليه وسلم) وفي يده رميم وهو يُفتِّته ويذريه في الهواء ، وهو يقول: يا محمد، أتزعم أن الله يبعث هذا؟ فقال (نعم، يميتك الله ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار)
يعد استهزاء زيد بن اللصيت بالرسول خلال غزوة تبوك من أمثلة استهزاء المنافقين. فقد قال زيد بن اللصيت: “أليس يزعم أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟” ورد عليه الرسول قائلا: “إن رجلا يقول، وإني والله لا أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها، هي في الوادي في شعب كذا وكذا، وقد حبستها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتوني به