المصدر الصريح
ينشر الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا أو صورا دون التأكد من صحتها أو مصدرها، على سبيل المثال، يمكن لشخص ما كتابة منشور يزعم فيه أن هناك دراسة أثبتت أن الرجل المصري هو الرجل الأكثر وسامة في العالم، دون وجود دليل أو مصدر لهذه الدراسة. ولهذا السبب، يجب أن يكون لكل شيء مصدر أو دليل، بما في ذلك الأفعال في اللغة العربية، حيث يوجد مصدر لكل فعل.
أمثلة:
- الفعل “كتب” المصدر كتابة.
- الفعل “شربَ” المصدر شُرب.
- الفعل “علم” المصدر تعليم.
- الفعل “قرأ” المصدر قراءة.
تلك المصادر هي الأصل وهي التي وجدت أولاً في علم اللغة العربية، ومنها تم اشتقاق الأفعال، فما الفرق بين الفعل والمصدر؟
- مثال(1): قرأ الولد رواية.
- مثال(2): قراءة الروايات مسلية.
- مثال(3): يكتب الولد الواجب.
- مثال(4): كتابة الولد رائعة.
في المثال(1) الفعل قرأ يدل على شيئين حدث وزمن، فالحدث يعني أن شيء يمكن أن يتم فعله مثل أن الولد يستطيع أن يقرأ والزمن للماضي لذلك دائماً الفعل يدل على حدث وزمن بينما في المثال(2) المصدر قراءة جاء هنا ليدل على حدث لذلك دلت على شيء يمكن قراءته لكن لم تدل على زمن فالمصدر يدل على حدث وليس الزمن.
في المثال (3)، يدل الفعل “يكتب” على حدث وزمن، حيث يدل على حدث يمكن فعله وهو الكتابة، ويدل على زمن مضارع، بينما في المثال (4)، جاء المصدر “كتابة” لأنه يدل على حدث يمكن كتابته ولكنه لا يدل على زمن، أي لا يدل على زمن الماضي أو المضارع أو الأمر لأنه اسم، ولذلك يسمى المصدر بأنه اسم يدل على حدث مجرد من الزمن.
أنواع المصادر
- مصادر سمعية: أتت كلمات العرب بدون مقاييس أو أوزان ثابتة مثل المصدر الثلاثي “صناعة، زراعة، طيران، صداع، رحيل، خضرة، صعود، نزول، حول”. تعتبر هذه الكلمات مصادر لأنها تشير إلى حدث، ولكنها لا تشير إلى زمن. ولكن لماذا يطلق عليها مصدر ثلاثي؟ يطلق هذا الاسم لأن المصدر مشتق من فعل ثلاثي. لنتحقق من ذلك عن طريق النظر إلى الماضي لكل فعل في المصدر. إذا كان الماضي مكونا من ثلاثة أحرف، فهذا يعني أن المصدر ثلاثي.
- مصادر قياسية: تم اطلاق هذا الاسم للمصدر الثلاثي لأنه يتكون من ثلاثة أنواع من المصدرات القياسية والتي هي المصدر الرباعي والخماسي والسداسي، واسم المصدر الرباعي يأتي من أن الفعل الماضي لهذا المصدر يتكون من أربعة حروف مثل (إخلاص، إدارة، تعليم، تربية)، وسمي بالرباعي لأن الفعل الماضي يتكون من أربعة حروف مثل (أخلص، أدار، علم، ربى)، ولأنه يتميز بوزن وشكل ثابت لا يتغير تماما.
بالنسبة للمصدر القياسي الرباعي، هناك أوزان خاصة يجب حفظها حتى يتمكن الطالب من استخراج المصدر
- يُشكل الفعل على وزن “أفعل” مصادر عديدة، على سبيل المثال: مصدر الإضراب من أفعل، ومصدر الإبداع من أبدع، ومصدر الإخلاص من أخلص، ومصدر الإمداد من أمد، وغيرها من الكلمات التي تتبع وزن الأفعال.
- إذا كان الفعل على وزن “أفعل” ولكنه معتل في حرف “ع”، وهو يحتوي على حرف علة، والحروف العلة هي الواو والألف والياء، فإن المصدر يكون على وزن “إفعلة”، على سبيل المثال، إذا كان الفعل “أدار” وهو معتل في حرف الألف، فإنالمصدر يكون “إدارة.
- الفعل على وزن “فعل” المصدر “تفيعل”، كمثال على ذلك الفعل “شرد” والمصدر “تشريد”، وإذا كان الوزن معتلا في الحرف الآخر، فإن الوزن يكون “تفعلة”، كمثال على ذلك المصدر “تربية” والفعل “رب.
- الفعل على وزن فاعل المصدر فعال ومفعول به، على سبيل المثال، كلمة قاتل جاء المصدر قتال ومقاتلة.
- يتم تصريف الفعل على وزن “فعلل” والمصدر “فعللة”، مثل كلمة “ترجم” التي يتم تصريفها على وزن “فعلل”، والمصدر “ترجمة” على وزن “فعللة.
أمثلة على المصدر الصريح
مثال(1): من المستحب أن ندعو عندما يمطر، ونستخرج مصدرا (سماعيا أو مكتوبا) ونوضح نوع الدعاء.
الإجابة:
- المصدر هنا كلمتي “الدعاء” و”النزول”، والفعل (دعا، نزل)، وهو فعل ثلاثي.
- نحصل على المفعول المطلق من الكلمتين “الدعاء” و”النزول” (يدعي المسلم بالدعاء، وينزل الولد نزولا).
مثال(2): عليك أن تكون صامتا إذا تحدث أحد بشيء لا يعجبك.
الإجابة:
- المصدر هنا كلمة “الصمت” والفعل(صمت)والفعل ثلاثي.
- نأتي بالمفعول المطلق من كلمة “الصمت” أي صمت تام.
مثال(3): الرجوع عن الباطل أحسن من الاستمرار عليه.
الإجابة:
- المصدر هنا كلمة “الرجوع” والفعل(رجع)والفعل ثلاثي.
- يتم استخدام المفعول المطلق لكلمة `الرجوع` (رجع رجوعًا).
الإعراب يتم وفقًا لموقع الكلمة في الجملة ولا يوجد إعراب ثابت.
هناك طريقة أخري لحل تلك الأمثلة:
يمكن استخدام جملة `حصلت العملية على…` لحل هذه الأمثلة بسهولة.
- في مثال(1): يأتي المصدر من كلمتي “دعاء” و”نزول”، وإذا استخدمت في جملة، فإنها تعبر عن عملية الدعاء والنزول، وتفيد الغرض المطلوب، لذلك فإن المصدر ثلاثي وسماعي.
- في مثال(2): إذا استخدمنا كلمة `الصمت` كمصدر، فإن جملة `حصلت عملية` ستفيد وتكون موزنة.
- في مثال(3): يستخدم مصطلح `الرجوع` للإشارة إلى عملية العودة، ويمكن استخدام الجملة `حصلت عملية رجوع تفي بالغرض ومتوازنة` للتعبير عن هذه العملية.
ومع ذلك، يفضل استخدام الطريقة الأولى لأن الطريقة الثانية لا تتناسب مع جميع الجمل، والطريقة الأولى سهلة في الاستخدام فقط، ولكن هناك بعض الجمل التي يأتي فيها المصدر متصلاً بالضمير.
مثال: سنحزن على رحيلهم.
إذا كتب الطالب المفعول المطلق بأنه رحل رحليهم ولم يتطابق تمامًا، فمن الأفضل أن يقوم بإزالة الضمير، وذلك بالإضافة إلى إزالة الحرف المتصل إذا كانت الكلمة المتبوعة تبدأ بحرف الـ.
الإجابة:
- المصدر رحيل.
- المفعول المطلق رحل الولد رحيلهم.
- الفعل الماضي رحل(الفعل ثلاثي).
- المصدر ثلاثي سماعي.
المصدر الصريح وعمله في القرآن الكريم
- قال تعالى في سورة لقمان الآية 28: {مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.
- قال تعالى في سورة لقمان الآية 19: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ}.
- في سورة النساء الآية 148، قال تعالى: `لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم، وكان الله سميعا عليما`.
- قال تعالى في سورة فصلت الآية 49: {لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْر}.
- قال تعالى في سورة التوبة الآية 14: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}
- قال تعالى في سورة البقرة الآية 251: {ولولا دفع الله الناس بعضهم}.
- قال تعالى في سورة النساء الآية 161: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}.
أمثلة عن المصدر المؤول
يأتي المصدر المؤول غالباً في ثلاثة صور:
- أن يكون + الفعل، وعادة يكون الفعل في المضارع.
- ما + الفعل غالباً يكون في الماضي.
- أن واسمها وخبرها.
- أولاً أن + الفعل المضارع:
مثال(1): يدهشني أن تحرص على صلاتك.
ظهرت عبارة (أن تحرص) كمصدر مؤول بعد ظهور الفعل المضارع.
مثال(2): وأن تصوموا خيراً لكم.
يعتبر ذلك المصدر مؤولًا بعد استخدام المضارع (أن تصوموا).
مثال(3): وإن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى.
جاء بعد الفعل المضارع (ألا تجوع)، وهذا هو المصدر المؤول.
تتألف الكلمة `ألا` من `أن` و `لا`، حيث أن `أن` هي الناصبة و `لا` هي النافية، ولا يوجد لها أي دلالة في هذا السياق، لذلك إذا استخدمت `ألا` في أي جملة، فإن معناها يكون `أن + لا`.
- ثانياً ما+ الفعل الماضي:
مثال(1): أعجبني ما فعلت.
جاء بعدما فعلت الماضي والمصدر المؤول هو ما فعلت.
مثال(2): أدهشني ما حافظت عليه.
يأتي بعد فعل ماض والمصدر المؤول عليه لم يحفظ.
- ثالثاً أن واسمها وخبرها:
مثال(1): رأيت أن السماء صافية.
وأتى واسمها وخبرها في الجملة من أجل ذلك المصدر المفهوم (أن السماء صافية).
مثال(2): يعجبني أنك مخلص.
جاءت اسمها وخبرها في الجملة بهذا الشكل للإشارة إلى المصدر المؤول (أنك مخلص).