في 23 يوليو 2016، أجرت المملكة المتحدة استفتاءا حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي عرف باسم “بريكسيت”، حيث شارك فيه 71% من نسبة المواطنين المسموح لهم بالتصويت قانونيا. وجاءت النتيجة بتصويت 52% لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما صوت 48% من إجمالي المشاركين في الاستفتاء للبقاء في الاتحاد الأوروبي .
ما هو بريكسيت ؟
بريكسيت هو مصطلح يُطلق على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويتم إنشاؤه من خلال دمج المقطع بري الذي يشير إلى بريطانيا وكلمة exit التي تعني الخروج، وبالتالي فإن بريكسيت يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .
الخروج من الاتحاد الأوروبي محل جدل بين المؤيدين والمعارضين
تنقسم الآراء بين المؤيد والمعارض، ولكل طرف وجهة نظر مدعومة بأدلة منطقية تدفعه إلى الاستمرار فيها والدفاع عنها، وفي الأسطر التالية سيتم عرض وجهتي النظر .
تشمل الأسباب التي دفعت بعض الأشخاص لدعم الخروج من الاتحاد الأوروبي
– “تفرض العديد من القوانين والقواعد على التجارة البريطانية، مما يتسبب في تكبد البلاد ملايين الجنيهات سنويًا، وذلك على الرغم من العائدات المادية الضئيلة .
يرغب البريطانيون في إعادة صياغة قوانينهم الخاصة بدلا من المشاركة في تشكيل قوانين الاتحاد .
يرغب الاتحاد في السيطرة على الحدود وتنظيمها للحد من هجرة مواطني دول الاتحاد الأخرى، حيث يسمح بالسفر بين دول الاتحاد دون الحاجة إلى تصاريح دخول وإقامة داخل البلاد .
الأسباب التي دفعت بعض الناس للمعارضة لخروج من الاتحاد الأوروبي
يسهل البقاء ضمن الاتحاد عمليات التجارة بين الدول الأعضاء، بما في ذلك بريطانيا، كما يسهل نقل البضائع والأموال حول العالم .
يعتبر وجود المملكة المتحدة كجزء من اتحاد يضم 28 دولة موقفًا قويًا، ويثير الخوف من اهتزاز وضعها العالمي في حال كانت تعمل بمفردها كدولة .
هناك بعض الجدل حول تقليل معدلات الهجرة إلى بريطانيا، حيث يعتبر معظم المهاجرين شبابا مليئا بالحماس والرغبة في العمل، مما يساعد على تنشيط اقتصاد البلاد، ولا يشكلون عبئا اقتصاديا عليهم .
التغيرات السياسية بعد الاستفتاء
1- اعلن رئيس الوزراء دايفيد كاميرون عن استقالته من منصبه بعد ان تم اعلان نيتجة الاستفتاء ،حيث انه كان من المؤيدين بشدة للبقاء في الاتحاد الاوروبي ،و قد قاد الحملة الدعائية لصالح عدم الانفصال ،كما حصلت السيدة تريزا ماي على منصب أول رئيس وزراء لبريطانيا بعد استقالة كاميرون ،بالرغم من تايدها هي الاخرى لعدم الانسحاب ،لكنها ترى ان نتيجة الاستفتاء تعبر عن رغبة الشعب البريطاني بأكمله لذلك يجب احترامها .
أعلنت اسكتلندا رغبتها في البقاء كجزء من الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يتم إجراء استفتاء حول انفصالها عن بريطانيا العظمى، مما يعرض وحدة المملكة المتحدة للتفكك .
تتضمن التغييرات الاقتصادية في بريطانيا بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي
1- تنبأ دايفيد كاميرون وعدد من السياسيين والاقتصاديين البارزين المؤيدين للبقاء بأزمة اقتصادية كبيرة في حالة الخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي اليوم التالي لإعلان نتيجة الاستفتاء، انخفض سعر الجنيه الاسترليني مقابل اليورو بنسبة 15%، وانخفض بنسبة 10% مقابل الدولار. ولكن هذا الانخفاض لم يستمر لفترة طويلة، ولم يتعرض اقتصاد بريطانيا للانهيار الكامل كما توقعه مؤيدو البقاء في الاتحاد .
رغم بطء معدلات النمو، إلا أن الاقتصاد استمر في التوسع بنسبة 1.8٪، وتراجعت معدلات البطالة لأول مرة منذ 42 عامًا، كما انخفضت أسعار العقارات بشكل كبير، ومع ذلك، استمر معدل التضخم في الارتفاع بنسبة 2.9٪ في عام 2017 .
تمكنت بريطانيا من تحقيق فائض مادي بقيمة 184 مليون جنيه إسترليني في شهر يوليو من هذا العام، بعد أن كانت تعاني من عجز بقيمة 308 مليون جنيه في نفس الشهر من العام الماضي، وهذا يعد أول فائض مادي يتحقق في بريطانيا منذ عام 2002 .
يتمثل أحد التحديات المحتملة التي يواجهها بريطانيا في خسارة نسبة كبيرة من العمالة الماهرة لديها، حيث يفكر العديد من مواطني دول الاتحاد الأوروبي في ترك المملكة المتحدة بعد فصلها الفعلي .
يتم توسيع التعاون التجاري والاقتصادي مع حوالي 50 دولة نامية، من خلال الاستمرار في تطبيق قوانين الإعفاء الجمركي على معظم السلع باستثناء السلاح والذخيرة .
تشهد أسعار الجنيه الإسترليني تقلبات بسبب ضعف خطة مواجهة الأزمة الاقتصادية التي وضعتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وذلك بالنسبة لليورو والدولار .
خطوات الخروج من الاتحاد الاوروبي
نظمت المجموعتان المكلفتان بملف الانفصال من جانب الاتحاد الاوروبي وبريطانيا جدولاً بشأن المفاوضات ،و اتفق الجانبان على تحديد اسبوع من كل شهر للعمل علي هذه المفاوضات، و تهدف المفواضات الى:
1- تم التوصل إلى اتفاقية بشأن حقوق المواطنين البريطانيين الذين يعيشون في باقي دول الاتحاد الأوروبي والأوروبيين الذين يعيشون في بريططانيا بعد الانفصال الفعلي .
المجموعتان تعملان على تمرير مشروع قانون الخروج أو الانفصال من الاتحاد الأوروبي، وهذا لتحديد المبلغ المطلوب دفعه من قبل بريطانيا لباقي دول الاتحاد لتسوية وضعها بعد الانفصال .
العمل على تسوية الحدود بين ايرلندا الشمالية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وجمهورية ايرلندا التي ستبقى عضوة في الاتحاد الأوروبي .
من المتوقع أن يحدث الانفصال الكامل والفعلي في عام 2019، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية لتأكيد قدرة الجانبين على الانفصال بسهولة، وتعد الأمور معقدة للغاية، وما زالت المفاوضات مستمرة من أجل التوصل إلى تسوية مناسبة للطرفين .
تساؤلات شعبية حول مستقبل بريطانيا
هناك الكثير من الأسئلة المشروعة التي يطرحها الكثيرون حول تفاصيل الحياة اليومية ومستقبل بلادهم، والتي تحتاج إلى إجابات من المسؤولين
هل ستبقى بطاقات التأمين الصحي الخاصة بالاتحاد صالحة وصالحة للاستخدام؟
هل سيتطلب تغيير أرقام لوحات السيارات؟
هل يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عدم الالتزام بقوانين محكمة حقوق الإنسان الأوروبية؟
4- هل يمكن لبريطانيا العودة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي
هل سيستمر الاتحاد الأوروبي في استخدام اللغة الإنجليزية؟