منوعات

النتائج الاقتصادية والاجتماعية للإدارة الفاشلة

يوجد العديد من السلبيات والعيوب والآثار السيئة المترتبة على وجود إدارة أعمال فاشلة، وهذا ينطبق على أي عمل، حيث يعد الإدارة أساس نجاح أي مؤسسة، ويقع دور هام جدا على عاتق العاملين في جميع الأقسام، إذ لا يمكن تحقيق العمل بدونهم، ولكن مهما كانت كفاءة وقدرات العاملين وخبراتهم، فإن إدارة المؤسسة هي التي توجه وتخطط وتحدد طريقة وخط سير العمل، وبالتالي يتوقف النجاح أو الفشل على كفاءة وقدرة إدارة المؤسسة قبل العاملين بها.

إدارة أي مؤسسة فاشلة ستترتب عليها آثار سلبية كثيرة، خاصة اقتصادية واجتماعية، وسنوضح هذه الآثار فيما يلي:

أولا : الآثار الاقتصادية المترتبة على سوء الإدارة
عندما يكون هناك إدارة سيئة في مؤسسة، فإن الوضع الاقتصادي للمؤسسة يتأثر بتغيرات سيئة أخرى، وهذه التغيرات يمكن أن تشمل زيادة تكاليف وأسعار الخدمات والمنتجات التي تنتجها الشركة، بالإضافة إلى تعرض ميزانية الشركة لضغوط مالية كبيرة بدون أي أولويات، وتزداد حدة الأزمة إذا انتشر الفساد وفشلت المؤسسة في أن تكون بيئة للرشاوى وهدر المال.

يؤدي سوء الخدمات المقدمة من المؤسسة وعدم وجود ضوابط للعاملين بها إلى نفور العملاء والمواطنين والزبائن من التعامل مع الشركة، ويترتب على ذلك ضياع الوقت والجهد والموارد المالية التي تسدد كرواتب للعاملين دون أن تنعكس على جودة الخدمات، وبسبب غياب الإدارة الفعالة يتمتع الموظفون بحرية غير مسؤولة.

العاملون في الشركة يفشلون في تنفيذ سياستها ورسالتها وأهدافها، لأن الإدارة مسؤولة عن توجيه العاملين لتحقيق أهداف وسياسات المؤسسة، وبالتأكيد إذا كانت الإدارة فاشلة وغير منضبطة فلن يكون لها أي دور أو تأثير داخل المؤسسة.

عندما تكون المؤسسة متخصصة في تقديم خدمات محددة للجمهور، فإن غياب دور الإدارة سيؤدي إلى وقوع العديد من الأخطاء الاقتصادية نتيجة تلاعب الموظفين بتلك الخدمات والصلاحيات المتاحة لهم في تمرير التراخيص والمزايا لرفاقهم وذويهم، وإماطة اللثام عنها عن الآخرين المحتاجين لها فعليًا.

ثانيا : الآثار الاجتماعية المترتبة على سوء الإدارة
قد يستغرب البعض الحديث عن تأثيرات اجتماعية مرتبطة بفشل إدارة المؤسسات، وقد يتساءل عن العلاقة بين العمل وفشل إدارة المؤسسات والحياة الاجتماعية للأفراد، لكن هناك علاقة وثيقة بينهما كما يلي:

1- إذا كانت إدارة مؤسسة ما فاشلة لا تنتقي قراراتها بحرص وحذر، فإن نتائج ذلك ستظهر في اختيار فريق العمل بعشوائية وسطحية، وما سيترتب عليه من فشل كل مهمة توكل لهم داخل المؤسسة، وإذا نظرنا للأمر من أعلى قليلا مع انتشار مثل تلك المؤسسات سنجد الفشل يسيطر على قدر لا بأس به من المجتمع.

سيكون هذا الموظف الفاشل الذي تم اختياره من قِبَل مدير فاشل ممثلاً سيئاً للشركة أمام المجتمع والعملاء والمنافسين.

غالبًا ما تواجه الإدارة الفاشلة مشاكل اجتماعية داخل المؤسسة بسبب عدم قدرتها على توحيد موظفيها وتوفيق آرائهم وخبراتهم ومقترحاتهم، وتقريب فريق العمل بعضهم البعض.

في الشركات التي تديرها إدارات ناجحة، يتم تنظيم حلقات نقاش وندوات دورية ومسابقات واجتماعات لتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقة بين أعضاء المؤسسة.

تؤدي الإدارة الفاشلة إلى تدهور سمعة المؤسسة، حيث يستصغر المجتمع الخارجي أي مؤسسة يديرها شخص غير محترف أو غير متزن.

4- تبقى المؤسسات التي ترأسها إدارة فاشلة معزولة عن البيئة الخارجية بسبب عدم التفاعل مع المؤسسات الأخرى؛ فنجد أن الشركات الناجحة تحافظ على علاقات ممتازة مع منافسيها وتستخدم وسائل التواصل والحوار واللقاءات الميدانية والمهنية والاجتماعية، وهذا ما لا يحدث مع إدارة فاشلة لا تستطيع السيطرة على موظفيها وتوجيههم نحو الاتجاه الصحيح لتنفيذ سياسة الشركة ورسالتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى