المهارات الاستقلالية لذوي الاحتياجات الخاصة
تسعى أهالي ومعلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لتعليم المهارات الاجتماعية السلوكية والاستقلالية للأطفال. يهدفون إلى تمكينهم من ممارسة بعض المهارات الحياتية والاجتماعية الأساسية بأنفسهم بأقصى قدر ممكن دون الاعتماد على الآخرين .
أنواع المهارات الحياتية والاستقلالية
يجب تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مهارات الحياة الأساسية والاستقلالية المختلفة بأعداد كبيرة جدًا، مثل:
المهارات الاجتماعية
وهي تضم ثلاثة أنواع فرعية من المهارات ، مثل :
- المهارات الاجتماعية الأساسية .
- العلاقات الشخصية .
- التقاليد الاجتماعية .
المهارات اليومية
وهي تضم أيضًا ثلاثة أقسام ، هي :
- الأنشطة اليومية .
- العناية الصحية والشخصية بالنفس .
- المهارات الاستقلالية وتحمل المسؤولية .
أمثلة على المهارات الاستقلالية
المهارات الاستقلالية هي المهارات التي يجب على كل فرد القيام بها بمفرده دون الحاجة لأي شخص آخر، سواء كان ذلك الوالدين أو المعلمون أو الأشقاء، ومن بين أهم أمثلة تلك المهارات الاستقلالية:
- القدرة على تناول الطعام دون مساعدة .
- القدرة على ملء أكواب المياه وشربها بمفردك دون مساعدة .
- تعني القدرة على ارتداء وخلع الملابس والأحذية بدون مساعدة .
- أداء الحاجة والنظافة الشخصية بدون مساعدة .
- إعداد الحقائب المدرسية بأنفسهم .
أفكار تعليم المهارات الاستقلالية
هناك العديد من الأفكار التي يمكن من خلالها تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة المهارات الاستقلالية الأساسية، ومن بينها:
مكافأة الطفل عن تنفيذ المهارة
يعد تطبيق المكافأة أحد أهم العوامل التي تحث الطفل على تنفيذ بعض المهارات الهامة والحياتية بحماس وإقبال، وبالتالي، إذا كنت ترغب في تعليم طفلك مهارة جديدة، عليك أن تفهم تماما ما يحبه طفلك، وتعده بالحصول على مكافأة عندما ينجح في تنفيذ تلك المهمة بنجاح، مثل أن يتناول وجبة الطعام الخاصة به بمفرده وبطريقة صحيحة حتى يحصل على اللعبة المفضلة لديه وما إلى ذلك .
التسلسل في تنفيذ المهمة
تقسيم المهمة الواحدة إلى أجزاء أكثر من واحد كما يتم في استراتيجية تحليل المهام، ويمكن تنفيذ هذه الفكرة بإحدى الطرق التالية
التسلسل إلى الأمام
وهو يعني بتقسيم المهمة إلى مجموعة من الخطوات ثم البدء بالخطوة الأولى والبسيطة ثم الانتقال إلى جزء أكثر صعوبة وهكذا ؛ حتى يُتقن الطفل تنفيذ تلك المهمة ، ويُذكر أن هذه المهمة تُساعد على تهيئة وإعداد الطفل بدنيًا وذهنيًا جيدًا قبل الوصول إلى الجزء الأخير في المهمة والذي دائمًا ما يكون أكثر صعوبة .
التسلسل إلى الوراء
وهي على النقيض من التسلسل إلى الأمام ؛ حيث يتم البدء بالتدريب على تنفيذ الخطوة الأخيرة أولًا من المهمة حتى يُتقنها الطفل تمامًا ، ثم الانتقال إلى الخطوة قبل الأخيرة وهكذا ، وتُعد هذه الطريقة من الطرق المشوقة والمسلية والتي يفضلها بعض الأطفال لأنها تُعطيهم شعور بالقدرة على إتمام المهمة بنجاح ، وبالتالي ؛ يترسخ في أذهانهم أنهم قادرون بالفعل على تنفيذ كل خطوات المهمة الأخرى باقتدار وسهولة .
التعليم بالتكرار
التكرار هو واحد من أهم الأفكار الإيجابية التي يمكن من خلالها تعليم الطفل خطوات تنفيذ المهام بشكل أكثر قدرة وسهولة. أشار خبراء الرعاية الذاتية إلى أن التكرار يعد أحد أهم أسباب تعلم أي مهارة، حيث يكون التكرار اليومي للمهام صعبا في البداية، ولكن مع الاستمرار في التنفيذ اليومي، يصبح تنفيذها سهلا وسلسا للأطفال .
يجب على متخصص رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والوالدين أن يهتموا بتوفير الفرصة لأطفالهم لممارسة وتنفيذ المهارات الاستقلالية الأساسية بشكل يومي لتعلمها بشكل كامل، وتعتبر هذه الطريقة هي أحد أنجح الطرق لتعليم المهارات الاستقلالية .
التعليم بالثناء
من الأفضل أن يتم تعليم الأطفال مهارات الاستقلالية من خلال التقدير والثناء، فهذا يعتبر واحدا من أنجح الأساليب في تعليم الأطفال. يجب على المعلم أو الوالدين أن يثنوا على أي مهمة أو خطوة يقوم بها الطفل وأن يعطوه الثقة بنفسه، حتى وإن لم ينجح في تنفيذها بشكل صحيح بنسبة 100%. يمكن تطبيق هذا المبدأ على أي مهارة يتعلمها الطفل سواء كانت مهارة تدريبية أو مهمة أخرى مفيدة له. على سبيل المثال، إذا أمسك الطفل بالمشط وحاول تمشيط شعره بنفسه، يجب عليك أن تثني عليه وتشجعه على تنفيذ المزيد من المهارات الأخرى المفيدة .
التعليم بالتدريج
من غير الصحيح بدء تعليم الأطفال بمهام صعبة في البداية. بل يتم البدء باكتساب بعض المهارات البسيطة بالتدرج ومن ثم الانتقال إلى المهارات الأصعب تدريجيا. ويمكن أن يتضمن ذلك توجيه الطفل للضغط على بعض الأزرار، وتمشيط شعره، وشرب الماء بمفرده، وارتداء ملابسه، وما إلى ذلك .
التطبيق العملي
يجد الكثيرون صعوبة في إتقان المهام، ولا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة المرتبطة بالإعاقة الجسدية، إلا عند تنفيذها في بيئة معينة. فلا يستطيعون التركيز على مهمة معينة مثل المشي إلا إذا كانوا في مكان معين مثل الشارع أو النادي. ولا يمكن لأولئك الذين يعانون من إعاقة في الأطراف العلوية تنفيذ مهمة التقاط الأشياء بشكل مستقل إلا إذا كانوا في موقف يلزمهم بذلك. ولذلك، فإن التكيف والتطبيق العملي هما من أهم العوامل التي تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على اكتساب المهارات الاستقلالية التي يحتاجون إليها .
ينبغي توفير مجموعة من الأدوات والمعدات التي تساعد الطفل في البدء بتنفيذ المهمة، ثم يمكن تدريجياً تقليل هذه الأدوات حتى يصبح الطفل قادراً على تنفيذ المهمة بمفرده دون الحاجة لأي مساعدة من الآخرين أو الأدوات الحسية أو المادية .
التعليم في مجموعة
تدريب الأطفال في مجموعة، وخاصة إذا كانوا يعانون من نفس نوع الإعاقة، يمكن أن يكون عاملا مساعدا في تشجيع الطفل على المشاركة مع أقرانه وتنمية قدرته على تنفيذ المهام في بيئة ودية وهادئة وتعاونية بين الأطفال. ومع ذلك، يجب استشارة الأخصائي المختص في علاج الطفل أولا لتحديد ما إذا كانت المشاركة في المجموعة مناسبة لحالة الطفل أم لا .
ويجدر بالذكر أن العديد من المدارس الفكرية ومراكز الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من البلدان المتقدمة والنامية، قد اعتمدت تطبيق مفاهيم وخطوات الاستراتيجيات الحديثة المتعلقة بتدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بغض النظر عن طبيعة حالة كل طفل، لمساعدتهم على اكتساب المهارات الحياتية الأساسية، وتحقيق الاستقلالية، وتنمية المهارات الاجتماعية والعناية الذاتية بسهولة وفي وقت قصير .
من جهة أخرى، يشير بعض خبراء التنمية الذاتية إلى أنه من المهم توجيه الآباء حول كيفية تدريب الأطفال على تنفيذ المهام المختلفة بتسلسل صحيح في المنزل، لأن ذلك يساعد على زيادة تركيز الطفل وقدرته على تنفيذ تلك المهام بسهولة .