المملكة تعزز جهودها لاستقبال أي حالة جديدة بحمى الخرمة
أعلنت مديرية الشؤون الصحية في جدة استعداد كافة المستشفياتلاستقبال أي حالة جديدة تظهر مصابة بحمى الخرمة، وأكدت على أهمية الإبلاغ عن أي اشتباه في الإصابة بهذا الفيروس، خاصةً للفئات التي تتعامل مع اللحوم النيئة .
تعمل المملكة على تعبئة جهودها لاستقبال أي حالة جديدة لمرض حمى الخرمة
أعلنت مديرية الصحة في جدة عن استنفار جميع مستشفياتها في حال ظهور أي حالة جديدة مصابة بحمى الخرمة أو فيروس الخرمة، والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى محافظة الخرمة في جنوب مكة المكرمة. هذا هو المكان الذي ظهرت فيه أول حالات الإصابة بالمرض منذ أكثر من ٢٠ عاما، وسجلت حوالي ٤٠ حالة إصابة به خلال السنوات الماضية .
طالبت المديرية بضرورة الإبلاغ فورا إذا كان هناك اشتباه في الإصابة بالفيروس، وخاصة بالنسبة للفئات المعرضة للإصابة بشكل أكبر، وهذه الفئات تشمل تجار المواشي والرعاة وربات البيوت والجزارين والحجاج أثناء الذبح، ولكنها أكدت أن المواطنين ليسوا في خطر، حيث لم تثبت الدراسات العلمية والطبية أن المرض ينتقل من شخص لآخر .
حمى الخرمة ” فيروس الخرمة “
فيروس الخرمة هو نوع من أنواع الفيروسة المصفرة، وهي جنس ينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة، والتي تعد أشهرها : فيروس غرب النيل، فيروس الضنك، فيروس الحمى الصفراء، فيروس التهاب الدماغ المحمول بالقراد، وغيرهم، ويشبه فيروس الخرمة فيروس ” داء غابة كياسانور “، وذلك كونهم يشتركان في تنادد تسلسل النوكليوتيدات، بنسبة تبلغ 89 % .
ويرجع عمر هذا الفيروس إلى 700 سنة مضت، وقد تم اكتشافه لأول مرة في المملكة في محافظة الخرمة، وهذا يفسر لماذا يحمل اسم الخرمة المكان التي شهد ظهور أول حالة مصابة به، وقد تم تسجيل حوالي 24 حالة مصابة في تسعينيات القرن الماضي، أغلبهم كان من الجزارين، وبلغت نسبة الوفاة بينهم حوالي 30 % .
أعراض المرض
يسبب فيروس الخرمة نوعا من الحمى النزفية التي تنتقل عن طريق القراد. تتمثل الأعراض في ظهور حمى، صداع، آلام شديدة في المفاصل والعضلات، قيء، انخفاض صفائح الدم مما يؤدي إلى حمى نزفية والتهاب في الدماغ، وقد يؤدي إلى الوفاة. يجب الإشارة إلى أن الحمى النزفية هي مجموعة من الأمراض التي تحدث بسبب خمس عائلات مختلفة من فيروسات الرنا، وهي: الفيروسات الخيطية، الفيروسات البانيوية، الفيروسات المصفرة، الفيروسات الرملية، والفيروسات الربدي .
المضيف الأساسي للفيروس
تعد كلا من الجمال والأغنام هي المضيف الطبيعي والأساسي لهذا الفيروس، ولم يتم التأكد بعد ما إذا كانت الثدييات الأخرى تساهم في دورة حياة هذا الفيروس أم لا، أما عن طرق انتقال الفيروس إلى البشر فيتم بعدة طرق، حيث يمكن أن ينتقل المرض عن طريق حليب الإبل غير المبستر، لدغات القراد المعدية، أو الجروح، كما يمكن أن تنتقل عن طريق الاتصال المباشر مع دم الماشية، أو التعامل مع لحومها النيئة .
تصريحات الدكتور سامي باداود استشاري الأمراض الباطنية
صرح الدكتور سامي باداود، استشاري الأمراض الباطنية ومدير الشؤون الصحية في محافظة جدة سابقا، أنه تم اكتشاف هذا المرض لأول مرة في عام 1994، وكان بين 6 أشخاص، وسمي المرض في ذلك الوقت باسم “حمى الخرمة النزفية” نسبة للماعز التي تسببت في العدوى وكانت من منطقة الخرمة. وأكد باداود أنه تم تأكيد 11 حالة أخرى مصابة بالمرض في الخمرة جنوب جدة، خلال الفترة من عام 1994 إلى عام 1999. ثم عاد المرض للظهور مرة أخرى في عام 2001، وذلك في فترة موسم الحج، حيث بلغ عدد الحالات المصابة 4 أفراد، ثم سجلت 20 حالة في الفترة من عام 2001 إلى عام 2003 .
تحذيرات الدكتور سامي باداود
صرح باداود أن هذا المرض يعد من الأمراض الفيروسية النزفية، موضحا أن القراد هو من يقوم بنقل هذه العدوى من الحيوان إلى الإنسان، وهذا القراد هو الذي يعيش دائما في حظائر المواشي سواء عند الخراف أو الأغنام أو الجمال، وقد حظر باداود أيضا من الحيوانات الأليفة في المنزل مثل القطط والأرانب، وأكد أنها من الممكن أن تكون حاملة للقراد الناقل للمرض، وأكد أن كل الأشخاص الذين يتعاملون مع اللحوم النيئة مثل الجزارين وربات المنزل والرعاة والعاملين في المسالخ، هم أكثر شريحة اجتماعية معرض للإصابة، وكذلك الأشخاص الذين يتناولون ألبان الأبقار والماعز والإبل دون غليها أو معالجتها عن طريق البسترة .
نصائح باداود للوقاية من المرض
من أهم طرق الوقاية من هذا المرض كما صرح باداود : التأكد من سلامة الماشية، تجنب الاحتكاك مع المواشي أو مع منتجاتها لاسيما إذا كان هذا غير ضروريا، التعامل بحذر مع الماشية المريضة، وارتداء القفازات عند لمس اللحوم النيئة في المنزل، الكشف بصورة دورية على المواشي للتأكد من خلوها من القراد، استعمال المبيدات الحشرية الغير الضارة على الحيوانات، وتجنب شرب الحليب أو اللبن الغير مبستر أو المأخوذ مباشرة من الماشية دون غليه .