تعليم

المقاربة الكلاسيكية في التعليم

مفهوم المقاربة الكلاسيكية في التعليم

تعني المقاربة بناء مشروع قابل للإنجاز في ضوء استراتيجية تأخذ في الاعتبار جميع العوامل المتداخلة في تحقيق الأداء الفعال والعائد الجيد، بما في ذلك الأساليب والوسائل والمكان والزمان وخصائص المتعلم والبيداغوجيا، بينما تشير الكلاسيكية إلى النظام التقليدي للتعليم أو النظام السابق.

المقاربة الكلاسيكية المقصود بها هنا هي النظام التقليدي والقديم، وهو المقاربة التي تركز على الأهداف، وتقابلها الآن المقاربة بالكفاءات، ويمكن تعريف المقاربة بالأهداف على أنها منهج يعتمد على محتويات معينة لتحقيق أهداف محددة، حيث يقوم المعلم بتقسيم المعلومات وتنظيم الأهداف وتوضيحها للطلاب ليفهموا ويستوعبوا ويحققوا هذه الأهداف.

والأهداف المقصود بها مجموعة السلوكيات والمميزات والإنجازات التي يجب تحقيقها عند حدوث معرفة وتعلم ما، وتنقسم الأهداف إلى أهداف عامة على مستوى عالياً من التجريد يحتاج تحقيقها وقت طويل وأهداف على مستوى الدرس الواحد ويمكن تطبيقها من خلال ما يعرف باسم التقويم مثلاً أو الواجبات السريعة.

تعرف الهدف على أنه نتيجة دقيقة ومحددة وقابلة للتشخيص، وتحتاج إلى مجموعة من الإجراءات والعمليات المتناسقة والمحددة لتحقيقها في فترة زمنية محددة. وبحسب العالم بيلو، يتضمن الهدف الإشارة والإجابة عن التساؤلات التالية: ماذا سيتم تحقيقه؟ ولماذا سيتم تحقيقه؟ وماذا سيتم تحقيقه بالضبط؟ ومن سيقوم بتحقيقه؟ وأين سيتم تحقيقه؟ في المجال التعليمي، تكون الأهداف عبارة صريحة عن التعبيرات المتوقعة لدى الطلاب خلال فترة زمنية محددة.

أهمية المقاربة الكلاسيكية في التعليم

– المقاربة الكلاسيكية هي النظام التعليمي القديم الذي يعتمد عليه العديد من وزارات التعليم، ويحمل العديد من الفوائد مثل:

  • تعتبر المقاربة بالأهداف دليلًا للمعلم في عملية التدريس.
  • تسهل المقاربة بالأهداف عملية التعلم، حيث يعرف المتعلم بدقة ما هو المطلوب منه ليتمكن من القيام به.
  • يساهم تحديد الأهداف وصياغتها بشكل واضح في القدرة على صياغة أسئلة التقييم بطريقة بسيطة وسهلة.
  • تقسم الأهداف التعليمية إلى مكوناتها الأساسية الأبسط، مما يجعلها واضحة ويسهل تقديمها بفاعلية ونشاط.

مستويات الأهداف التعليمية

تنقسم مستويات الأهداف التعليمية إلى ثلاث مستويات على النحو التالي:

  • مستوى الغايات

مستوى الأهداف هو مجموعة من الأهداف التربوية والغايات التي يجب تحقيقها في المستقبل القريب من خلال نظام تعليمي معين. وتستمد هذه الأهداف من قيم المجتمع وأهدافه وطبيعته وفلسفة الدولة، وتتوافق مع الحياة السياسية والاجتماعية وتتميز بالشمولية وعدم التفصيل، وتعتبر أهدافا غير قابلة للتحقيق في الوقت الحالي.

  • مستوى التوقعات

تعتبر أقل عمومية من الغايات وأكثر تحديد منا والفرق بينها وبين الغايات فقط هو الفرق في مستوى العمومية، فالغايات تهتم بالعملية التربوية بعموميتها مثل تنشئة المواطن الصالح حيث لا يود برنامج مدرسي معين أو منهج محدد يكفي لوحده تحقيق الغايات أما المرامي أو التوقعات تشير إلى منهج محدد وبرنامج معين، تتحقق من خلاله من مرحلة دراسية معينة، مثل مساعد المتعلمين على تذوق العلم وتقدير جهود العلماء ودورهم في خدمة الإنسانية والعلم.

  • مستوى الأهداف السلوكية

تعد الأهداف التعليمية محددة للغاية، حيث تصف بدقة سلوك المتعلم. تتحقق هذه الأهداف في السياق التعليمي أو في حصة التدريس، وتعمل على تحقيق جودة التعلم والتعليم. تنقسم الأهداف التعليمية إلى نوعين: سلوكية وغير سلوكية. النوع الأول يتمثل في تحديد الأهداف المرتبطة بسلوك يقوم به المتعلم نتيجة للتعلم، ويمكن ملاحظة هذا السلوك مثل الكتابة أو الرسم أو الكلام. أما الأهداف غير السلوكية، فلا يمكن ملاحظتها، مثل فهم المفاهيم، ومعرفة المعلومات، وتطبيقها.

تصنيف الأهداف التعليمية

تصنيف الأهداف التعليمية أحد الأمور الهامة التي ساعدت في تقدم العملية التعليمية، حيث إن التصنيف يفترض توظيف المعطيات التعليمية على نحو أفضل إذا صيغت في أفعال سلوكية قابلة للملاحظة، فهي نظام في التعليم يفيد القائمين بالتربية وعملية توصيل المعلومات في كافة الأنظمة التربوية وفي كل المراحل.

لذلك تم تقديم العديد من التصنيفات ذات الصلة بالأهداف التعليمية في مجالات ومستويات متنوعة. يفهم التصنيف كسلسلة من العناصر التي تشكل اللوائح في مجال علمي محدد. وهو ترتيب متسلسل لعناصر متشابهة تدريجية تعكس ظواهر التعلم أو النمو التي يمكن ملاحظتها في شكل مجموعة من السلوكيات أو الأفعال التي توضح عملية التطور في مراحلها. وبالتالي، فإنها تتبع مبدأ التطور والتدرج وفقا لمبدأ التعقيد التصاعدي، أي ترتيب الأهداف من المستوى البسيط إلى المعقد. ويشمل التصنيف التقييمي ثلاثة مجالات رئيسية

  • المجال المعرفي

تتركز المجالات المعرفية على القدرات العقلية الذهنية، مثل التذكر والفهم والتطبيق وغيرها، والتي تمثل عمليات عقلية محضة، ويتمثل المستوى المعرفي في:

  1. التذكير والحفظ
  2. الفهم والاستيعاب
  3. التطبيق
  4. التحليل
  5. التركيب
  6. التقويم
  • المجال المهاري الحركي (النفسحركي)

يتعلق المجال المهاري الحركي بأهداف المهارات الحركية، والمهارات في هذا المجال تشمل المهارات الحركية لأجزاء الجسم مثل اليدين والأقدام، وتتمثل هذه المهارات في الكثير من المعطيات الشائعة لغالبية الموضوعات المتعلقة بالحركة، مثل الكتابة والتحدث وغيرها من المهارات التي تتطلبها بعض التخصصات، مثل العلوم الطبية والتربية الصناعية والتربية البدنية ومجالات الموسيقى والفنون.

هناك العديد من التطبيقات التي ظهرت في المجال المهاري الحركي ولكن برز تصنيف إليزابيت سمبسون المقدم عام 1972م وذلك لبساطته وسهولة تطبيقه في مختلف المواد الدراسية، وهو شبيه جداً بتصنيف بلوك، الذي يبدأ بالنظام البسيط والانتقال إلى المستويات الأكثر تعقيداً، وتتمثل مستويات المجال المهاري الحركي في:

  1. الإدراك الحسي
  2. الميل والاستعداد
  3. الاستجابة الموجهة
  4. الآلية أو التعويد
  5. الاستجابة المعقدة
  6. التكيف
  7. الإبداع
  • المجال الوجداني

يشير الجانب الوجداني في علم النفس إلى المشاعر والأحاسيس التي يشعر بها الأفراد نحو أي تجربة إدراكية أو حركية يتعرضون لها، حيث قد يشعر الشخص بالراحة تجاه شيء ما وفيما يتعلق بشيء آخر قد يشعر بعدم الارتياح الكامل أو الرفض. وهذه المشاعر والأحاسيس تُعرف بالجانب الوجداني.

وليام فونت هو المسؤول عن الدراسات الأولى في دراسة المشاعر الوجدانية للأفراد، حيث قسمها إلى ثلاثة أبعاد على النحوالتالي:

  1. الأول: يمتد من الشعور السعيد والفرح إلى الشعور بالتقلص.
  2. الثاني: يمتد من التوتر إلى الاسترخاء.
  3. الثالث: يمتد من الإثارة إلى الانهباط.

وفقا للدراسات المتعلقة بالمقاربة الأهدافية أو الكلاسيكية، يتضح أن الجانب العاطفي هو واحد من الجوانب الأساسية التي يجب التركيز عليها، حيث لا يمكن الاستغناء عنه في الجوانب المعرفية أو السلوكية، بل يجب دمجه مع القيم والاتجاهات، ولذا قام كراثول عام 1964 بتصنيف الأهداف التعليمية الكلاسيكية في الجانب العاطفي على شكل هرم، ويتكون من خمسة أقسام ومستويات وهم

  1. الاستقبال
  2. الاستجابة
  3. التقييم
  4. التنظيم
  5. التخصيص

الانتقادات التي وجهت للمقاربة الكلاسيكية (المقاربة بالأهداف)

توجد انتقادات حول استخدام المقاربة الكلاسيكية أو مقاربة الأهداف أو المقاربة بالمحتوى في التعليم، وتتمثل هذه الانتقادات في:

  • المقاربة الكلاسيكية هي منهجية تركزت على جعل الطلاب يحصلون على المعرفة ويخزنونها كهدف في حد ذاته، من أجل استخدامها في يوم الاختبار.
  • تعد المقاربة الكلاسيكية لتعليم المعارف الخاملة التي توجد داخل جدران المدرسة محصورة ولا تسمح للتلميذ بتحريكها أو استغلالها خارج المؤسسة التعليمية.
  • هذه المعرفة قد تُنسى مباشرة بعد الانتهاء من الاختبار.
  • يتمحور الأمر حول كيفية نقل المدرس للمعرفة، وليس حول كيفية اكتساب التلميذ المعرفة الوظيفية التي يمكن تطبيقها خارج سياق التدريب.
  • النهج التقليدي لا يعني برغبات الطلاب الذين يعتبرون العنصر الأساسي في النهج الحديث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى