المصابين بعمى الوجه يكون لديهم تشوهات بمناطق الدماغ
الأشخاص المصابون بالعمى أو العيوب التطورية (DP)، وهي نوع من العمى يطلق عليه `عمى الوجوه`، يواجهون صعوبات شديدة في التعرف على الوجوه وتمييزها، بما في ذلك وجوه العائلة والأصدقاء، ويحدث هذا المرض دون وجود تاريخ من تلف في الدماغ (أي أنهم لم يتعرضوا لأي صدمة في الدماغ أو إصابات في الرأس، على سبيل المثال)، ووفقا لدراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن حدوث مشكلة عصبية في الدماغ هو ما يؤثر على التعرف البصري .
يعاني المصابون بعمى الوجه من تشوهات في مناطق محددة في الدماغ
يشير الباحث البارز في الدراسة برادلي دوتشاين، الذي يعمل كأستاذ في العلوم النفسية والدماغية والباحث الرئيسي في مختبر الإدراك الاجتماعي في كلية دارتموث، إلى أن نتائجنا تشير إلى أن التشوهات العصبية شائعة بشكل أكبر لدى الأشخاص المصابين بمرض DP مما اقترحته الدراسات السابقة. قام دوتشاين بالتعاون مع الباحث جو جياهوي، الذي هو طالب دراسات عليا في قسم العلوم النفسية والدماغية في دارتموث، وهو عضو في مختبر دوتشاين وشارك بشكل رئيسي في هذه الدراسة .
ما قام به الباحثون
استخدم فريق دارتموث فحص الرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس استجابة الدماغ لمقاطع الفيديو التي تعرض الوجوه والأجسام والأشياء والمشاهد والهيئات، ثم قارنوا هذه الاستجابات بين 22 شخصا يعانون من النزعة العصبية التطورية و 25 مشاركا يعانون من صعوبة في تحديد الوجوه، لمعرفة ما إذا كانت هناك مناطق تستجيب بشكل مفضل للمشاهد أو الأجسام، أو حدوث استجابة غير طبيعية تؤدي إلى تطوير مرض عدم قدرة التعرف على الوجوه، وتعد هذه أول دراسة للاستخدام الفعال لقياس الرنين المغناطيسي الوظيفي في حركة الوجوه بدلا من الاعتماد على الصور الثابتة للوجوه، وهي أيضا أول دراسة تستكشف التنشيط في مناطق المشهد والأجسام باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي .
فحص الباحثون 12 منطقة انتقائية للوجه في الدماغ (ست مناطق في كل نصف من الجمجمة)، وتشكل هذه الأجزاء شبكة معالجة الوجه المترابطة في الدماغ. وقد أظهرت النتائج أن الـ DPs قللت من الاستجابة للوجوه .
أشياء أخرى بحثت فيها الدراسة
قام الباحثون في الدراسة أيضا بتقييم قوة المنطقة القشرية في فئة محددة في الدماغ، واكتشفوا أنه إذا لم تتطور القشرة بشكل صحيح، فإن العجز السلوكي ينشأ من هذه النقطة، وتسبب ذلك في حدوث تخفيضات في رؤية المشاركين في الدراسة للمشاهد، وتخفيض أقل في رؤية الأجساد، وعلى الرغم من ذلك كانت استجابات الأفراد في العينة للأجسام الموجودة طبيعية ومشابهة لاستجابات عناصر التحكم .
أوضح دوتشاين : لقد قلل المشاركون في الدراسة الذين يعانون من النزعة الوعائية التنموية من استجابتهم، ليس فقط في مناطق الوجه ولكن أيضا في مناطق المشاهدة نفسها ومناطق الجسد. تشير نتائجنا إلى أن معظم حالات التداعيات العصبية التطورية ليست ناتجة عن نقص الخبرة في الوجوه أثناء عملية التطور، بل يرجع السبب إلى الأعصاب البيولوجية الأوسع. تشير نتائجنا أيضا إلى أن النقص في مناطق الوجه ومناطق المشاهدة ومناطق الجسد ربما يكون بسبب وجود منطقة كبيرة في القشرة الدماغية لم تتطور بشكل صحيح .
الأبحاث السابقة
تشير الدراسات السابقة إلى أن العديد من الوحدات التعبيرية تعاني من ضعف يمتد إلى مناطق الوجه وما بعدها، ويبدو أن تشوهات المشهد والجسم تسبب صعوبات في فهم طبيعة الجسم والمشهد بشكل عام. يخطط دوتشاين لإجراء مزيد من الأبحاث لفهم أفضل لأنواع الاضطرابات التي تؤثر على النظام البصري .
قام دوتشاين بإجراء أبحاث على الإدراك البصري والعمى لأكثر من 20 عامًا، وبالتالي فإن هذه النتائج الجديدة تعتمد على نتائج أبحاثه السابقة .