المستعمرات البريطانية
الإمبراطورية البريطانية هي نظام عالمي للتبعيات والمستعمرات والمحميات وغيرها من المناطق التي تم وضعها تحت سيادة تاج بريطانيا العظمى وإدارة الحكومة البريطانية على مدى ثلاثة قرون .
نشأة المستعمرات البريطانية
عند دراسة خريطة الاستعمار البريطاني، يظهر أن بريطانيا العظمى كانت تهتم في القرن السادس عشر بإنشاء مستوطنات في الخارج، وكان التوسع البحري والطموحات التجارية والمنافسة مع فرنسا من الأسباب التي دفعتها لإنشاء مستوطنات في أمريكا الشمالية وجزر الهند الغربية .
بحلول عام 1670 كانت هناك مستعمرات أمريكية بريطانية في نيو إنجلاند وفرجينيا وميريلاند ومستوطنات في برمودا وهندوراس وأنتيجوا وبربادوس ونوفا سكوتيا ، كما تم الحصول على جامايكا عن طريق الفتح في عام 1655 ، وأنشأت شركة خليج هدسون نفسها في ما أصبح شمال غرب كندا منذ سبعينيات القرن الماضي .
في عام 1600، بدأت شركة الهند الشرقية إنشاء مراكز تجارية في الهند، وامتدت أنشطة هذه الشركة لتشمل مستوطنات مثل سنغافورة ومالاكا ولابوان، وأصبحت هذه المستوطنات بريطانية. وتم إنشاء أول مستوطنة بريطانية دائمة في القارة الإفريقية عام 1661 في جزيرة جيمس في نهر جامبيا. وكانت تجارة الرقيق موجودة في سيراليون في وقت سابق، لكن هذه المنطقة لم تصبح ملكية بريطانية إلا في عام 1787. وحصلت بريطانيا على رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا عام 1806، وتم فتح المنطقة من قبل الرواد البريطانيين الذين كانوا يخضعون للسيطرة البريطانية .
المنافسة مع فرنسا
تحت قيادة رجال مثل روبرت كلايف وجيمس وولف، اكتسبت القوة العسكرية والبحرية البريطانية أجزاء هامة من إمبراطوريتها وهي كندا والهند. كانت الحروب بين المستعمرات البريطانية والفرنسية في أمريكا الشمالية تستمر في النصف الأول من القرن الثامن عشر. ومع توقيع معاهدة باريس في عام 1763 لإنهاء الحرب الفرنسية والهندية في أمريكا الشمالية، انسحبت بريطانيا من كندا التي كانت تسيطر عليها. في الهند، كانت شركة الهند الشرقية تواجه الشركة الفرنسية. لكن انتصارات روبرت كلايف العسكرية ضد الفرنسيين في الخمسينيات من القرن التاسع عشر زودت البريطانيين بعدد كبير من المناطق وضمان تفوقهم المستقبلي في الهند .
الهيمنة التامة للإمبراطورية البريطانية
شهد القرن التاسع عشر نموًا كاملاً للإمبراطورية البريطانية، حيث تغيرت الإدارة والسياسة خلال هذا القرن من الترتيبات العشوائية في القرنين السابع عشر والثامن عشر .
في عام 1840، أصبحت نيوزيلندا مستعمرة بريطانية رسميًا، وامتدت السيطرة البريطانية لتشمل فيجي وتونغا وبابوا وجزرًا أخرى في المحيط الهادئ، وفي عام 1877 تأسست المفوضية البريطانية العليا لجزر المحيط الهادئ الغربية .
بعد تمرد الهند عام 1857، سيطرت الحكومة البريطانية على شركة الهند الشرقية في الهند، واستحوذت بريطانيا على بورما في عام 1886. كما قامت فرنسا ببناء قناة السويس عام 1869، والتي قدمت لبريطانيا ممرا بحريا أقصر بكثير إلى الهند. استغلت بريطانيا هذه الفرصة من خلال توسيع ميناءها في عدن وإقامة محمية في أرض الصومال .
القرن التاسع عشر وتوسع القوة البريطانية
حدث أكبر توسع للقوة البريطانية في القرن التاسع عشر في قارة أفريقيا. تم استعمار مصر من قبل بريطانيا، حيث كانت بريطانيا السلطة الحاكمة المعترف بها في مصر منذ عام 1882 وفي السودان من عام 1899. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بدأت شركة النيجر الملكية في توسيع نفوذ بريطانيا في نيجيريا، وأصبحت غانا وجامبيا أيضا ممتلكات بريطانية .
تطورت المشاعر القومية بسرعة في العديد من هذه المناطق بعد الحرب العالمية الأولى وحتى أكثر من ذلك بعد الحرب العالمية الثانية ، مما أدى إلى منحهم الاستقلال ابتداءً من الهند في عام 1947 ، إلى جانب خيار الإبقاء على الارتباط مع بريطانيا العظمى و التبعيات السابقة الأخرى في كومنولث الأمم .