المجتمعات اليوتوبية الفاضلة

في بدايات القرن التاسع عشر المنصرم، شكل أكثر من 100,000 شخص مجتمعات فاضلة، في محاولة لإنشاء مجتمعات مثالية وفاضلة. ويمكن تتبع فكرة المجتمع المثالي المتصلة بالشيوعية إلى جمهورية أفلاطون وكتاب أعمال الرسل في العهد الجديد وأعمال السير توماس مور، وقد أدى ذلك إلى ظهور حركات تأسيس المجتمعات الفاضلة في الفترة من 1820 إلى 1860 .

فتح القرن التاسع عشر الطريق أمام العديد من الحركات المثالية، بعضها استمر لفترة أطول من غيرها، وهذا المقال لا يستعرض فقط المواقع المختلفة التي حدثت فيها هذه اليوتوبيا، بل يوفر أيضًا معلومات عن المجموعات المختلفة التي رافقت كل من هذه الحركات.

نسعى إلى إلقاء الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعكسها هذه الفترة الزمنية، والتي ربما أثرت على فكرة الهروب من الحياة الحضرية. إن هذه الفترة الزمنية تعد المرحلة الأساسية للتاريخ الصناعي الأمريكي، حيث تم استكشاف الأفكار المجتمعية حول المكان والهوية من قبل مجموعات متنوعة بطرق عديدة، واشتهرت باسم المجتمعات اليوتوبية الفاضلة.

المورمون

تأسست كنيسة القديسين في الأيام الأخيرة من عام ١٨٣٠، والمعروفة أيضا باسم كنيسة المورمون، على يد جوزيف سميث، الذي ادعى أن الله قاده إلى مجموعة جديدة من الكتب المقدسة تسمى كتاب المورمون. وبالإضافة إلى ذلك، اعتنق سميث تعدد الزوجات كجزء من مجتمعه الطوباوي أو الفاضل، وتعرض سميث وأتباعه للاضطهاد في أوهايو والغرب الأوسط.

في عام 1844، قام أحد المتمردين بقتل سميث وشقيقه هيروم في إلينوي، ثم قاد أتباعه شخصا يدعى بريغهام يونغ، وكان أحد أتباع المورمونية الغربية وأسس ولاية يوتا، ثم تحولت الولاية يوتا إلى دولة في عام 1896، فقط عندما وافق المورمون على وقف ممارسة تعدد الزوجات.

مجتمع أونيدا

تأسس هذا المجتمع في عام 1848 على يد جون همفري نويز، وكان مقر الجماعة في ولاية نيويورك. ويميز هذا المجتمع بأنه شيوعي، ومارس الزواج المعقد الذي صاغه نويز، والذي يتضمن أن يتزوج كل رجل من كل امرأة والعكس صحيح. وحفظت الجماعة هذه الوثائق لحماية أسماء أعضائها من العائلات المعروفة. كما كانت الجماعة تمارس تحديد النسل من خلال استمرارية الذكور، وكان الرجل ممنوعا من القذف لمنع الإنجاب. كما اعتمدت الجماعة مبدأ النقد المتبادل، حيث كان يتعرض أعضاؤها للنقد من قبل المجتمع باستثناء نويز المؤسس. وفي النهاية، انهار المجتمع عندما حاول نويز تسليم القيادة لشخص آخر.

حركة شاكر

كانت هذه الحركة والشهيرة أيضًا باسم الجمعية المتحدة للمؤمنين في الظهور الثاني للمسيح ، منتشرة في عدة ولايات داخل أمريكا ، وكانت تحظى بشعبية كبيرة ، حيث نجحت في ضم الآلاف من الأعضاء في وقت واحد ، وكانت تلك الحركة قد بدأت في إنجلترا عام 1747 بقيادة آن لي ، والشهيرة أيضًا باسم الأم آن ؛ حيث انتقلت لي مع أتباعها إلى أمريكا في عام 1774 ، وسرعان ما توايد عدد أعضاء المجتمع ، في نهاية المطاف تضاءلت أعداد المنتمين لهذه الجماعة أو الحركة ، واليوم يمكنك التعرف على ماضي حركة شاكر في مواقع كثر ؛ مثل قرية شاكر في بليزانت هيل في هارودسبرج بولاية كنتاكي ، والتي تحولت إلى متحف تاريخ حي ، والأثاث المصنوع بأسلوب شاكر مطلوب للغاية من قبل الكثيرين.

الوئام الجديد

وصل عدد أعضاء تلك الحركة إلى حوالي 1000 شخص في ولاية إنديانا في عام 1824. قام روبرت أوين بشراء أرض من مجموعة يوتوبية أخرى تدعى رابيتس (Rappites) في نيو هارموني بولاية إنديانا. كان أوين يعتقد أن أفضل طريقة للتأثير على السلوك الفردي هي توفير البيئة المناسبة له. لاحظ أوين أنه لم يستند إلى الدين في أفكاره واعتبره سخيفا، على الرغم من اعتناقه للأفكار الروحانية في وقت لاحق من حياته. كانت المجموعة التي يقودها أوين تؤمن بالحياة المشتركة والتعليم التقدمي، وكانوا يعتقدون في عدم المساواة بين الجنسين. استمرت هذه الحركة لأقل من ثلاث سنوات. يجدر بالذكر أن حياة أعضاء الجماعة كانت صارمة وصعبة.

بروكس فارم

كانت مجتمع بروكس فارم تمثل المجتمع الفاضل في ولاية ماساتشوستس، والذي أسسه جورج ريبلي عام 1841، وتبنوا أفكارا تجاه الطبيعة والحياة المجتمعية والعمل الشاق، وأيد المؤسسون الرئيسيون مثل رالف والدو إيمرسون هذا المجتمع. ومع ذلك، لم يختاروا الانضمام إليه، وانهار المجتمع في عام 1846 بعد حريق دمر مبنى كبير غير مؤمن به. وعلى الرغم من أن عمر المجتمع كان قصيرا، فإن له تأثيرا في المعارك التي دارت حول إلغاء حقوق المرأة وحقوق العمل.

هيبس فالي

تأسست في عام 1824 من قبل فريدريك راب، تلك المجموعة التي برزت وازدهرت لتتكيف أكثر مع المجتمع الصناعي. وفي النهاية، نجحت تلك الحركة في تواجدها القوي في المطاحن والمحلات وحانات النبيذ والفنادق ومكاتب البريد. بحلول عام 1829، كان الاقتصاد المحلي قد ازدهر في المنطقة التي تأسست فيها تلك الحركة، مما جذب الاهتمام إلى ممارساتهم. ومع ذلك، تعرضت تلك المجموعة لانقسام كبير بحلول عام 1832؛ بسبب تشويه سمعتهم من قبل الأعضاء الجدد القادمين من أوروبا، مما أدى إلى تمزق كبير بين الأعضاء. ثم توفي راب في عام 1834 وانتقلت السلطة إلى روميليوس بيكر. وبين عامي 1903 و 1905، بدأت العضوية في هيبس فالي تتضاءل حتى وصل عدد الأعضاء النشطين فيها إلى 3 أعضاء فقط، وفي النهاية أغلقت.

الناشوبا

في عام 1825، بدأت حركة الناشوبا الفاضلة في ولاية تينيسي، بتأسيس من قبل فرانسيس رايت. وسميت باسم الغرض الذي أسست من أجله، وهو تعليم وتحرير العبيد. اشترى رايت 2000 فدان من الأراضي على طول نهر الذئب، وقام ببناء مجتمع متعدد الأعراق بغرض تحقيق المساواة بين أفراده. وكان الهدف الوحيد لهذا المجتمع هو تطوير نظام عمل موحد يشتري فيه العبيد حريتهم الخاصة، ثم يتم نقلهم إلى مستوطنات مستقلة في ليبيريا وهايتي. واقترح رايت أيضا أنه من خلال نظامه، لن يخسر أي مالك للعبد مالا لتحرير العبيد. ولكن في النهاية، تضاءلت أعمال تلك الجماعة بسبب زواج أعضائها بين الأعراق، وعندما اكتشف أنصار هذه الحركة ذلك، توقفوا عن التبرع بالمال لهذه القضية.