صحة

المؤشرات الحيوية وراء مخاطر مرض الخرف المستقبلية

حدد باحثون طبيون من جامعة تكساس في مركز العلوم الصحية في سان أنطونيو العلامات الحيوية التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الخرف في المستقبل، ويجدر الإشارة إلىأن الباحثين قاموا بسحب عينات دم من المشاركين قبل سنوات من تشخيص الخرف .

المؤشرات الحيوية وراء خطر الإصابة بمرض الخرف في المستقبل
أعلنت سودها سيشادري المدير المؤسس لمعهد جلين بيغز لأمراض الزهايمر وأمراض الأعصاب في أوت هيلث سان أنطونيو، وهوي الزعيم المشارك وكاتبة كبيرة في مجال البحوث، في دراسة تم نشرها أول أمس الموافق السادس من مارس الجاري، أنه قد تم تحديد المؤشرات الحيوية الجديدة وراء مخاطر الخرف المستقبلية .

الخرف
الخرف هو ارتفاع في موجة المد والجزر يسبب الدمار، سواء بالنسبة للعائلات أو المجتمع، ويعد المرض الزهايمر السبب الرئيسي لظهور الخرف، كما أنه السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعاني حاليا أكثر من 5 ملايين أمريكي من مرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد ثلاث مرات بحلول عام 2050 .

تم نشر وصف الاكتشاف حول مرض الزهايمر والخرف في مجلة جمعية الزهايمر، وقد قامت الدراسة بتحليل جزيئات صغيرة تسمى المستقلبات في عينات الدم التي جمعت من 22,623 فردا، بما في ذلك 995 مريضا يعانون من الخرف، وشارك في الدراسة ثمانية فرق بحثية في خمس دول .

انخفاض وارتفاع المخاطر
وجد الباحثون أن ارتفاع تركيز الجزيئات المعروفة بـ”الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة” (branched-chain amino acids) في الدم مرتبط بخطر أقل للإصابة بالخرف في المستقبل. كما وجدوا أن الكرياتينين واثنين من البروتينات الدهنية، وخاصة بروتين الدهني ذو الكثافة المنخفضة جدا (VLDL)، مرتبطة أيضا بانخفاض خطر الخرف. وتم ربط البروتينات الدهنية عالية الكثافة (HDL) وفئة واحدة من البروتينات الدهنية (VLDL) بزيادة خطر الخرف .

تصريحات الدكتور سيشادري
قالت الدكتورة سيشادري، أستاذة علم الأعصاب في أوت هيلث في سان أنطونيو، إن هذه النتائج ستساهم في توسيع أبحاث أدوية الخرف المرتبط بمرض الزهايمر وأمراض الأوعية الدموية والأنواع الفرعية الأخرى. كانت الدكتورة سيشادري سابقا باحثة في جامعة بوسطن، وهي الآن باحثة كبيرة في دراسة فرامنغهام للقلب ذات الطول المستمر، وتقود فريقا للأبحاث العصبية ضمن عدة اتحادات دولية .

وقد قالت الدكتور سيشادري : من الواضح الآن أننا بحاجة إلى التركيز على ما هو أبعد من مسارات الأميلويد وبروتين تاو التي تم دراستها تقليديا، وفهم الأمراض المتنوعة التي يشترك فيها الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض الزهايمر وغيرها مثل الخرف. ومن المهم العثور على مؤشرات حيوية جديدة يمكن أن تساعدنا في تحديد الأشخاص الذين يكونون في خطر أعلى للإصابة بمرض الخرف .

الاختبار التشخيصي
في المستقبل، قد يقوم معهد جلين بيغز بالتحقيق في جدوى تطوير الاختبار التشخيصي، مثل اختبار الدم، لتقييم التوقيع الجزيئي لكل مريض من خطر الخرف، ويمكن أن يشمل التوقيع تركيز الدم من الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة، وقد لوحظ أن توقيعات الأيض تغيرت قبل سنوات من تشخيص الخرف عندما كان المشاركون في الدراسة بكامل صحتهم، وقالت الدكتور سيشادري : ” إذا كان الاختبار قد أصبح متاحا، فإنه يمكن البدء في العلاج مبكرا ” .

معلومات حول الدراسة
أجريت الدراسة على أشخاص من أصول أوروبية، ونفذت بالتعاون مع باحثين في فنلندا وهولندا والمملكة المتحدة واستونيا، والدكتور سيشادري حريصة على تكرار ذلك في جنوب تكساس، وأضافت أن ” معهد جلين بيغز في أوت هيلث سان انطونيو سيوسع هذه الدراسات لتشمل المجموعات العرقية والعرقيات المتنوعة التي تعيش في جنوب تكساس ” .

البروتينات في الأطعمة مثل اللحوم والبقوليات تحتوي على الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة، وهي المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم. وتشمل هذه الأحماض الأمينية الليوسين والأيزوليوسين والفلين. وقد أشارت الدكتورة سيشادري إلى أن الفلين يشارك في تحديد خطر الإصابة بمرض السكري، وهذا مشكلة كبيرة بشكل خاص في منطقتنا، وخاصة بين السكان من أصل إسباني. كما أنه يرتبط أيضا بخطر الإصابة بالخرف والزهايمر، ويريدون البحث في هذا الاتصال .

تعديلات نمط الحياة
يتأثر الأيض بالعوامل الوراثية والبيئية، ويمكن تعديل مستوياته من خلال التدخلات الغذائية والدوائية، وقالت الدكتور سيشادري: “آمل أن يفهم الأشخاص الذين يقرؤون هذه الدراسة أنهم بإمكانهم تحديد حالتهم الصحية، وأن قرارات نمط الحياة التي يتخذونها، مثل اعتماد نظام البحر المتوسط أو أي نظام غذائي صحي آخر، يمكن أن تؤثر على هذه العمليات الأيضية بطرق غير مفهومة تماما .

تشير دراسات أخرى إلى أن الأحماض الأمينية المتفرعة السلسلة وغيرها من الجزيئات قد تلعب دورًا سببيًا في مرض الخرف، وقد يوضح ذلك دراسات أخرى، أو قد تكون مجرد علامات مبكرة للمرض، وفقًا لتصريحات الدكتور سيشادري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى