الفوائد الصحية للأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة

اكتسبت الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة سمعةً باعتبارها واحدةً من الدهون الجيدة التي تعود بالفائدة على الصحة، وأكد العديد من الخبراء أن هذه الدهون مفيدةٌ للصحة العامة وكذلك لصحة القلب والأوعية الدموية .

ما هي الأحماض الدهنية الأحادية ؟
الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة هي واحدة من نوعين من الأحماض الدهنية غير المشبعة، وتحتوي الأحماض الدهنية غير المشبعة على رابطة ثنائية واحدة على الأقل في السلسلة الكربونية، وذلك على عكس الأحماض الدهنية المشبعة ، التي ليس لها روابط مزدوج .

وكما ذكرنا سابقا، هناك نوعان من الأحماض الدهنية غير المشبعة، النوع الأول هو الدهون الأحادية غير المشبعة (MUFA) التي تحتوي على رابطة مزدوجة واحدة في السلسلة، وهناك الدهون غير المشبعة المتعددة (PUFA) التي تحتوي على اثنين أو أكثر من الروابط الثنائية .

يعتقد أن النوعين من الأحماض الدهنية غير المشبعة يوفران فوائد صحية كبيرة، على الرغم من أن الأدلة العلمية تشير إلى أن الفوائد أكثر بالنسبة للأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة .

ما هي الفوائد الصحية للأحماض الدهنية الأحادية ؟
الأدلة المؤيدة لإدراج الأحماض الدهنية الأحادية في نظام غذائي صحي للقلب هي إلى حد كبير ظرفية، على سبيل المثال ، لا توجد دراسات سريرية تبين أن الأحماض الدهنية الأحادية تقلل من الإصابة بأمراض الشريان التاجي (CAD)، ومع ذلك ، فهناك أدلة تشير إلى أن الأحماض الدهنية الأحادية لها آثار مفيدة على دهون الدم .

وقد تبين قدرتها في أنها تقلل من مستويات الكوليسترول السيئ ، وتزيد مستويات الكوليسترول الجيد، كما أنها تقلل مستويات الدم من الدهون الثلاثية، لذا فإن تناول الأحماض الدهنية الأحادية يميل إلى إحداث تحسن عام في النمط الكلي لشحوم الدم، والذي يتصل بنظام القلب والأوعية الدموية .

بالإضافة إلى ذلك، يشير الدليل إلى أن الأحماض الدهنية الأحادية يمكن أن تساعد في الحد من أكسدة جزيئات البروتين الدهني منخفض الكثافة الذي يلعب دورا هاما في تكوين تصلب الشرايين .

الأحماض الدهنية الأحادية يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2 أو متلازمة الأيض. تشير الأبحاث إلى أن خفض كمية الدهون غير المشبعة المتعددة في النظام الغذائي واستبدالها بالأحماض الدهنية الأحادية يساهم في تقليل مقاومة الأنسولين وتحسين وظيفة الأوعية الدموية. في دراسات قليلة، أدى التحول من الدهون غير المشبعة المتعددة إلى الأحماض الدهنية الأحادية أيضا إلى فقدان الوزن وانخفاض الدهون في البط .

الأحماض الدهنية الأحادية وحمية البحر المتوسط :
في العديد من الدراسات السريرية، تم ربط اتباع حمية البحر المتوسط بشكل قوي مع تقليل معدل الوفيات الشامل، وكذلك تقليل وفيات أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان (خاصة سرطان القولون وسرطان البروستاتا وسرطان الثدي). يبدو أيضا أن حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية يتناقص مع هذه الحمية، ويبدو أن هذا النظام الغذائي مرتبط بتقليل معدل الإصابة بمرض باركنسون ومرض الزهايمر .

تتميز حمية البحر المتوسط بأنها تحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، وزيت الزيتون الذي يستخدم بكميات كبيرة، كما يتم تضمين كميات معتدلة من الدواجن والأسماك والجبن والنبيذ الأحمر، ويعتبر استهلاك كميات كبيرة من زيت الزيتون العالي بالأحماض الدهنية الأحادية المتواجدة فيه، هو ما يميز هذا النظام الغذائي بشكل خاص، وفي رأي معظم خبراء التغذية، فإن الأحماض الدهنية الأحادية الموجودة به هي واحدة من الأسباب الرئيسية التي تجعل هذا النظام الغذائي صحيا للغاية .