صحة

الفرق بين الوسواس القهري والشك

اضطراب الوسواس القهري OCD هو اضطراب القلق العصبي، الذي يتميز بالأفكار المتداخلة وغير المرغوب فيها أو الهواجس والسلوكيات المتكررة، التي يشعر المريض بأنه مكره عليها، ولكن غالبا ما يخلط الناس بين الوسواس القهري والشك، رغم أنهما يختلفان اختلافا كبيرا.

جدول المحتويات

الشك وعلاقته بالوسواس القهري

غالبا ما يكون الشك هو العامل الذي يغذي حالة الوسواس القهري المضطربة، حيث يشعر المريض بالحاجة إلى السيطرة الكاملة على كل شيء في حياته، ويريدون التخلص من الشك تماما، ولكن المفارقة هي أن هذا السعي إلى السيطرة يؤدي حتما إلى الفشل في السيطرة على حياته بشكل كامل.

مثال على الوسواس القهري والشك

يمكن أن يؤدي الوسواس القهري إلى إعاقة حياة المريض. على سبيل المثال، يمكن أن يكون لدى المريض هوسًا بإيذاء الآخرين أثناء القيادة، ويصبح غير قادر على القيادة بسبب الوسواس القهري. فقد يشعر بأنه سيصدم سيارة أخرى طوال الطريق، ولكن يصل دون أن يحدث أي حادث.

لو كان الامر مجرد شك فإنه سينتهي عند هذه المرحلة، ولكن الوسواس القهري يعيد الهواجس للمريض من جديد، فربما يكون قد صدم شخصا ما ولم يدرك ذلك، وبالتالي يجب أن يعود مرة أخرى للتحقق، فيعود في نفس الطريق ويجد أنه لا يوجد أي مصاب على الطريق، ولا ينتهي الهاجس هنا، بل سيفكر أنه ربما يكون هذه المرة صدم أحدا ما فيعود ثانية للتحقق وثالثة وهكذا يتكرر الأمر بشكل قهري ويصبح المريض عاجز عن السيطرة على حياته، وبالتالي الشك وحده يمكن السيطرة عليه، ولكن الوسواس القهري لا يستطيع المرء ان يتغلب عليه بدون مساعدة.

اليقين هو مشكلة الوسواس القهري

يهدف عملية التحقق إلى التأكد من أن كل شيء على ما يرام وأن الأمور تسير بشكل صحيح، ولكن بمجرد التأكد من ذلك، يشعر المريض ببعض الارتياح الذي يختفي بسرعة بسبب الوسواس القهري، مما يزيد الحاجة إلى إعادة الطمأنة بشكل أكبر، ويبدأ الدورة المفرغة من جديد.

يمكن أن يتسلل هذا التوجه المستمر نحو التأكيد إلى كافة جوانب حياة المصابين بالوسواس القهري، مثل البعض الذين يعانون من هواجس تتعلق بالجراثيم ويقومون بغسل أيديهم حتى ينزفوا، ونفس الشكوك التي تدفع شخصا آخر إلى إعادة قراءة صفحة في كتاب مرارا وتكرارا، وهو نفس الشك الذي يدفع شخصا آخر مصابا بالوسواس القهري للاستفسار باستمرار بهدف الاطمئنان. وعلى الرغم من أن مرضى الوسواس القهري يدركون عدم عقلانية طقوسهم، إلا أنهم غير قادرين على منع أنفسهم من أداء هذه الطقوس، فحاجتهم إلى التأكيد كبيرة جدا.

المشكلة هي أن الحياة مليئة بعدم اليقين، ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة، فهي صحيحة للجميع وليس فقط لأولئك الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري، حيث سنواجه في حياتنا أشياء جيدة وسيئة ولن نكون قادرين على التنبؤ بما سيحدث في اليوم التالي، وستواجهنا تحديات ومفاجآت سواء كنا نعاني من اضطراب الوسواس القهري أم لا، ولذلك نحتاج إلى التعامل معها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى