اسلاميات

الفرق بين النفس و الروح البشرية

تتميز النفس البشرية بغموضها وصعوبة فهمها، وعندما يعتقد الفلاسفة والعلماء أنهم فهموا وكشفوا أسرار النفس البشرية، فإنهم على خطأ، لأنهم لم يكتشفوا سوى معلومات قليلة حول هذا الموضوع، ويظل السؤال مطروحا دائما حول ما هي النفس وهل تختلف عن الروح أم لا؟ وفي هذه المقالة سيتم توضيح بعض النقاط حول النفس وكيفية اختلافها عن الروح .

جدول المحتويات

تعريف النفس 

النفس هي جزء لا يمكن فصله عن الجسم، وهي التي تحرك الجسم وتدفعه لممارسة الأنشطة المختلفة خلال اليوم، مثل الأنشطة الإدراكية والحركية والأخلاقية والانفعالية للإنسان .

أنواع النفس 

النفس المطمئنة

: هي الذات التي تأمر بالخير وتنهى عن الشر والمنكر، وهي أيضا الذات التي تسكن لربها وصفاته، وتسمى الذات المطمئنة لأن الله عز وجل ينزل الطمأنينة والسكينة على صاحب هذه الذات. يتم الوصول إلى هذه الذات من خلال ذكر الله بكثرة، فصاحب الذكر الكثير يصبح قلبه وبصره وسمعه بين يدي الله .

النفس الأمارة بالسوء

: النفس هي كائن يرتكب الأخطاء والخطايا بكثرة، وهي تأمر صاحبها بالقيام بالأفعال الفاضحة والابتعاد عن الله والسير على طريق الشيطان، وعليه أن يكافحها ويسيطر عليها لمنعها من السيطرة عليه، كما عليه الرجوع إلى الله والتقرب منه بالصلاة والعبادة .

النفس اللوامة

: إنها النفس التي تخاف عقاب الله وتراقب تصرفاتها على مدار الوقت وتسعى لإرضاء الله في كل لحظة، وقد منحها الله مكانة خاصة في القرآن الكريم، وذلك لأن تلك النفس توبخ صاحبها عندما يقع في المعصية أو يفعل ما يتعارض مع مشيئة الله، وتظل تلوم صاحبها حتى تردعه عن فعله وتعيده إلى الطريق المستقيم .

مصير النفس بعد الموت

تباينت آراء العلماء حول مصير النفس بعد موت الجسد، فبعضهم يقول أن النفس تموت وتفارق الجسد عند وفاة صاحبه، وهذا رأي أنقاغورس، وبعضهم يرى أن النفس تشترك مع الجسد في الموت، وهذا رأي أنباذقليس، وبعضهم يرى أن النفس تتصل بالأرواح التي خلقها الله بلا جسد، مثل الملائكة والشياطين، وهذا بعد وفاة صاحبه، وهذا رأي أرسطو طالي .

ذهب بعض الفلاسفة المسلمين إلى رأي أخر و هو أن النفس خالدة بعد موت ، و قد استندوا في هذا الرأي إلى أقوال الغزالي و هي ” إن النفس إن عدمت لم يخل عدمها من ثلاثة أحوال : إما أن تعدم مع البدن ، و إما أن تعدم من قبـل ضد موجود لها ، أو تُعدم بقدرة القادر ” ، ” باطل أن تعدم بموت البدن ، فإن البدن ليس محلاً لها ، بل هو آلة تستعملها النفس بواسطة القوى التي في البدن ، و فساد الآلة لا يوجب فساد مستعمل الآلة ، إلا أن يكون حالاً فيها منطبعًا ، كالنفوس البهيمية و القوى الجسمانية ” .

وسائل إصلاح النفس

أولًا : لابد من أداء الفرائض المطلوبة .
ثانيًا : على كل مسلم أن يؤدي السنن الرواتب .
ثالثًا : يجب على كل مسلم زيادة التذكير والاستغفار .
رابعًا : يجب حضور المجالس والدروس العلمية بانتظام، وينبغي مراجعة النفس بشكل دائم للتحقق من عدم التقصير .

تعريف الروح

الروح عبارة عن أمر إلهي ليس فرضًا على الإنسان أن يبحث عنها أو يحاول فهم و إدراك جوهرها ، و هي جسمًا خفيًا و يصعب تحليله ، فقد خلقت بأمر الله وحده ، بمعنى آخر يمكن القول بأن الروح هي اندماج روح البدن ، و روح القوة ، و روح الشهوة ، فتحتاج دائمًا للتهذيب و الإرشاد و الإصلاح .

إذا تم دمج الروح المختلطة بالشهوة والقوة مع روح الإيمان، فإنه يمكن تمييزها عن روح الحيوانات، وعندما تتحد روح الإيمان والنفس التقية للإنسان، فإنها ستصبح روح القدس التي يتميز بها الأنبياء والصالحين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى