المظاهرة أو التظاهر هما شكلان من أشكال المقاومة السلمية، وقد اتخذتا أشكالا متعددة مثل الأشكال السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. تتميز المظاهرة بتجمع عدد كبير من الأفراد للتعبير عن مطلب مشترك والمثابرة عليه حتى تحقيق مطالبهم. هناك بعض الاختلافات في استخدام المصطلحين، وسنوضح الفرق بين المظاهرة والتظاهرة في هذا المقال
وجه التباين بين المظاهرة والتظاهرة
يمكن التفريق بين المظاهرة والتظاهر كمصطلحات لغوية، حيث تعبر المظاهرة عن احتجاج أو اعتراض رسمي وإعلان عن مطالب ورغبات محددة، بينما يقصد بالتظاهر الابتعاد عن الحقيقة والتظاهر بشيء غير حقيقي.
– في المعاجم، تُعرف المظاهرة بمعنى المعاونة، أما التظاهر فهو التعاون ضد شخص أو شيء ما، كما يدل على الاتفاق والتعاون.
تعني المظاهرة ظهور مجموعة من الأشخاص الذين يتعاونون، ويمكن ترجمة المظاهرة بشكل غير دقيق إلى كلمة demonstration باللغة الإنجليزية. يتم التظاهر للتعبير عن أفكار مغايرة للحقيقة، وقد يظهر بعض المتظاهرين المندسين الذين يظهرون نوايا مختلفة عما يظهرونه بشكل علني.
قانون التظاهر
يعتبر قانون التظاهر أحد أنواع القوانين العصرية ، وهو مجموعة من المواد القانونية التي تعطي للمظاهرات شكل قانوني في حالة كانت مظاهرات سلمية خالية من أي عنف أو تخريب. ويكفل القانون المتظاهرين بتوفير الأمن لهم من قبل الشرطة وقوات الأمن المكان محل التظاهر.
يعد حق التظاهر السلمي شرعيًا، باعتباره حقًا من حقوق التعبير عن الرأي التي يكفلها الدستور.
ويتضمن تعريف دقيق له ، وطريقة تطبيقه والقيام به على أرض الواقع ، كما يحدد مختلف الحالات التي يسمح فيها بالتظاهر ، والعديد من المواد القانونية الأخرى. لكل دولة في العالم قانون تظاهر خاص ، أي أنه لا يوجد قانون تظاهر دولي أو موحد. وعلى الرغم من ذلك مازالت بعض الدول تمنح هذا الحق ولم تشرع فيها قوانين لتنظيمه.
أشهر المظاهرات التي شهدها العالم
المظاهرات المطالبة بالحقوق المدنية للسود في أمريكا
خلال الستينيات، كان السود يواجهون تمييزا عنصريا كبيرا في أمريكا، مما دفعهم إلى الاحتجاج وتنظيم مظاهرات كبيرة في العاصمة واشنطن، حيث شارك أكثر من 200,000 شخص. وفي هذه المناسبة، ألقى مارتن لوثر كينج خطابه الشهير وقال عبارة “لدي حلم”، قبل لقائه الرئيس كينيدي. ونتيجة لهذه المظاهرات، تم الاعتراف بحقوق السود المدنية في الفترة بين عامي 1964 و 1965.
المظاهرات المطالبة برحيل الحكم البريطاني في الهند
قاد زعيم الهند غاندي هذه المظاهرات وكانت “مسيرة الملح” من بين أشهر المظاهرات التي قادها، حيث نظمت في الثاني عشر من مارس عام 1930 مسيرة طولها 390 كيلومترا عبر مستنقعات الملح إلى المحيط الهندي، وسميت بذلك بسبب احتكار الإنجليز لجمع الملح وبيعه، وتم اعتقال أكثر من 60,000 هندي لجمعهم الملح، واستمرت الحركة حتى ذهاب غاندي إلى لندن لإجراء مفاوضات لمنح الهنود المزيد من الحقوق.
مظاهر محرم في إيران
في الثاني من ديسمبر عام 1978، تجمع مليونان من الأشخاص في طهران للمطالبة برحيل شاه إيران وعودة الخميني من المنفى، وانضم إليهم سبعة ملايين شخص إضافي خلال أسبوع واحد. وبعد شهر، تخلى شاه إيران عن السلطة.
مظاهرات ساحة تيانانمن في الصين
في هذا ميدان الضخم قامت مظاهرات كبيرة في عام 1989 ميلادي ، اجتمع فيها الحشد لمدة أسابيع بعد وفاة هو ياو بانغ ، القائد السياسي البارز الذي أقاله النظام بعد احتجاجات الطلاب في أواخر الثمانينات. وكان الطلب على الإصلاح متضمنا مئات الآلاف من الأشخاص ، وانتشر بعدها بسرعة في باقي المدن الرئيسية الأخرى في البلاد. في 4 يونيو 1989 ، أطلق الجيش النار على الحشد وراح فيها العديد من الضحايا ، ولم يبلغ النظام الذي قمع هذه المظاهرات في معهدها مطلقًا عن عدد الضحايا.
مظاهرات حركة Purple Rain في جنوب افريقيا
في عام 1989 ميلادي، جمعت حركة المطر الأرجواني في جنوب إفريقيا المئات من النشطاء المناهضين للفصل العنصري في كيب تاون قبل أربعة أيام من الانتخابات البرلمانية. وأخذت هذه المظاهرات اسمها الحركة تيمنا بخراطيم المياه التي استخدمتها الشرطة لوقف تقدم المتظاهرين، حيث كانت المياه المستخدمة مصبوغة باللون البنفسجي لتحديد المتظاهرين بدقة وفض المظاهرات. وأصبحت صورة المتظاهرين الذين رشوا بالماء البنفسجي رمزا للمقاومة في البلاد.
مظاهرات الثالث والعشرون من فبراير في سان بطرسبرج
تحولت المظاهرة التي نظمها النساء في 23 فبراير 1917 إلى إضراب عام، وطالب المشاركون فيها بالحصول على الخبز فقط، ورفعوا لافتات حمراء في أماكن التظاهر للمطالبة بالحقوق الاجتماعية دون أي هدف سياسي. ولم تتسبب هذه التظاهرات حسب التقارير في أي ضحايا، ولكن في اليوم التالي لها، شلت الإضرابات العامة سانت بطرسبرغ، مما أدى في بضعة أيام إلى تنازل القيصر.