الفرق بين المرجان والشعاب المرجانية
الفرق بين المرجان والشعاب المرجانية
التل الملون الذي نراه في البحار والمحيطات والمعروف عادة بالشعاب المرجانية، في الواقع يتكون من آلاف الحيوانات الصغيرة المسماة بـ `البوليبات` أو المرجان. المرجان هو نوع من اللافقاريات لا يتجاوز حجمه رأس الدبوس، وكل نوع من المرجان لديه جسم يشبه الكيس وفم محاط بمخالب حادة. يستخدم المرجان كربونات الكالسيوم (الحجر الجيري) من مياه البحر لبناء هيكل عظمي صلب على شكل كوب، وهذا الهيكل المعروف بالشعاب المرجانية يساعد في حماية الجسم الناعم والرقيق للمرجان.
ما هو المرجان
منذ آلاف السنين، استخدم المرجان الثمين ذو اللون الوردي الجذاب كحجر كريم للزينة، ولكن الكثيرون لا يدركون أن المرجان كائن حي ينتمي لفصيلة حيوانية تسمى اللاسعات Cnidaria، ونفس الفصيلة التي ينتمي إليها قناديل البحر وشقائق النعمان.
ويستخدم حيوان المرجان خلاياه اللاذعة للإمساك بفرائسه من الكائنات الحيوانية المعلقة في الماء، وعلى عكس أقاربه من الجيلاتين، المرجان يبني هيكلا صلبا كبيرا من الحجر الجيري، والذي يعتبر المفتاح لتشكيل الشعاب المرجانية. تتكون معظم حيوانات المرجان الصلبة من تجمعات تضم العديد من الأفراد، وتنمو أغلبية أفراد التجمع بشكل دائم وتكون مرتبطة بهياكل صلبة تشبه الصخور أو تعتمد على هياكل عظمية لأجداد المرجان الذين ماتوا. تخرج هذه الحيوانات من الهياكل الصلبة في الليل لتتغذى وتمتد أذرعها اللاذعة الطويلة لالتقاط المخلوقات التي تطفو بالقرب منها وتهضمها في معدتها
المرجان يتكاثر بطريقة غير جنسية، عن طريق التبرعم الجنسي، حيث ينتج العديد من اليرقات التي تقوم بالسباحة الحرة.
العلاقة التكافلية بين المرجان والطحالب
المرجان حيوان حقيقي يتغذى على العوالق، ولكن في حالة مرجان المياه الدافئة، يتشكل العديد من الأنواع علاقة تكافل حيوية مع الطحالب الدقيقة التي تنتمي إلى مجموعة الدينوفلاجيلات.
– يتمكن المرجان من النمو والازدهار في المياه الاستوائية رغم انخفاض نسبة المغذيات الرئيسية مثل النيتروجين والفوسفور في تلك المياه، وذلك بفضل العلاقة التكافلية بين المرجان والطحالب الدقيقة، فتلك العناصر الأساسية الحيوية للمركبات الخلوية للمرجان مثل الحمض النووي والبروتينات تمثل اللبنات الأساسية.
لا يمكن للمرجان والطحالب التي تعيش معه أن تنمو بدون النيتروجين والفسفور، ونظرا لأن النيتروجين والفسفور موجودان في المياه البحرية على شكل أمونيوم وفوسفات، ولا يمكن للمرجان امتصاص هذه المركبات المذابة بهذه الطريقة، لكن الطحالب التي تعيش داخل خلايا المرجان يمكنها امتصاص هذه المركبات وتحويلها إلى مركبات أمينية يمكن للمرجان الاستفادة منها.
هل جميع أنواع المرجان ملونة
على الرغم من أن بعض أنواع المرجان تتميز بألوان زاهية للغاية، إلا أن العديد منها بني اللون، ويتحكم الصباغ الضوئي الموجود في الطحالب المضيفة لها في لون المرجان.
ما هي الشعاب المرجانية
تعد الشعاب المرجانية هياكلا تم بناؤها بالكامل بواسطة كائن المرجان الحي، وعلى الرغم من أن الشعاب المرجانية تغطي أقل من 1% من قيعان المحيطات في العالم، فإنها تمثل 25% من جميع التنوع البيولوجي البحري، حيث يعيش بها عدد كبير من الكائنات الحية البحرية، ويعتقد أن التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية أعلى حتى من التنوع البيولوجي لأي نظام بيئي على الأرض، بما في ذلك الغابات الاستوائية المطيرة، وتتميز الشعاب المرجانية بألوانها الزاهية الرائعة.
كيف تتكون الشعاب المرجانية
يقوم المرجان ببناء منزله المشابه للصدفة والصلبة الواقية بإفراز كربونات الكالسيوم حوله، وهذه هي الطريقة التي تتشكل بها الشعاب المرجانية. ومع مرور الوقت، يموت المرجان في منزله ويصبح جزءا من هيكل الشعاب المرجانية، ثم يقوم الجيل التالي من المرجان ببناء منزله فوق منزل الجيل السابق، ويستمر في نمو الشعاب المرجانية.
لأن المرجان الذي يبني الشعاب المرجانية لا يتحمل درجة حرارة المياه التي تقل عن 18 درجة مئوية، نجد أن توزيع الجغرافي للشعاب المرجانية مقيد في مناطق محددة، حيث تتراوح درجة حرارة المياه بين 23 إلى 29 درجة مئوية، لكن بعض أنواع المرجان قد يتحمل درجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية لفترات قصيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المرجان إلى مياه شديدة الملوحة التي تتراوح بين 32 و 42 جزءاً في الألف، ويجب أن تكون المياه شفافة بما يكفي للسماح بدخول كمية كافية من الضوء، ونظرًا لاحتياج المرجان للضوء، فإن معظم الشعاب المرجانية توجد في المناطق السطحية للمحيط على عمق يتراوح حوالي 70 مترًا.
التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية
تعود أهمية الشعاب المرجانية إلى التنوع البيولوجي الكبير الذي تحتوي عليه، والذي يفيد الكائنات الحية البحرية والبشر. يستفيد البشر بشكل كبير من المناطق ذات التنوع الشديد، حيث تمثل هذه المناطق مصدرا للغذاء والدواء، بالإضافة إلى عوائد الصيد والسياحة في مناطق الشعاب المرجانية. وتشير التقديرات إلى وجود ستة ملايين شخص في 99 دولة يستفيدون من الصيد والسياحة في الشعاب المرجانية.
تعيش الأسماك ذات الألوان الزاهية والمرقطة أو المنقوشة بشكل أساسي حول الشعاب المرجانية، وهي غير مفيدة فقط في جذب السياح إلى تلك المناطق، بل لها فائدة أخرى كبيرة، حيث أن كل نوع من تلك الأسماك تتخصص في التغذية على نوع معين من الطحالب، وهذا يساعد في منع اختناق المرجان.
كما أن أسماك الببغاء التي تأكل الشعاب المرجانية نفسها تقوم بالتخلص من الشعاب المرجانية حتى تتمكن من أكل الطحالب الصغيرة التي تعيش داخل البوليبات المرجانية، وتقوم بطحن الهياكل المرجانية بأسنان موجودة داخل حناجرها، ثم تخرج تلك الهياكل على هيئة رمال، وهذه الرمال هي السبب في تكون الشواطئ الرملية البيضاء الجميلة.
أكبر تجمعات الشعاب المرجانية في العالم
تتكون الشعاب المرجانية الكبيرة من تجمع لعدد كبير من الشعاب الصغيرة، وأكبر تجمعاتها هي:
الحاجز المرجاني العظيم في استراليا
يقع شمال ساحل كوينزلاند في أستراليا ويمتد لأكثر من 1800 ميل، ويزيد عرضه في بعض المناطق إلى 40 ميل.
آبو ريف بالفلبين
تقع قبالة ساحل جزيرة ميندورو وتحيط بها غابة منغروف وتغطي مساحة 67877 فدانًا.
شعاب أمريكا الوسطى بحوض البحر الكاريبي
تعد تلك الشعاب أكبر شعاب مرجانية في المحيط الأطلسي، ويعيش فيها أكثر من 500 نوع من الأسماك و65 نوعًا من الشعاب المرجانية.
فلوريدا كيز بالولايات المتحدة الأمريكية
يعد هذا الحاجز المرجاني الوحيد في أمريكا الشمالية، ويمتد لمسافة 221 ميلًا على طول الساحل الجنوبي الشرقي لفلوريدا.
الحاجز المرجاني في كاليدونيا الجديدة: يقع في جنوب المحيط الهادئ، وهو ثاني أطول شعاب مرجانية في العالم، حيث يبلغ طوله 930 ميلًا، ويعيش فيه أكثر من 1000 نوع مختلف من الكائنات الحية.
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر
يصل عمر الشعاب المرجانية في البحر الأحمر قبالة سواحل مصر والمملكة العربية السعودية إلى ما يقرب من 5000 إلى 7000 عام، وتعيش في تلك المنطقة 10% من 1200 نوعًا من الكائنات البحرية التي تعيش في الشعاب المرجانية بشكل عام.
مخاطر تهدد الشعاب المرجانية
تتمثل أكبر التهديدات التي تواجه الشعاب المرجانية في ارتفاع درجات حرارة المياه وتحمض المحيطات المرتبط بارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، حيث يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى فقدان الشعاب المرجانية للطحالب المجهرية التي تنتج الغذاء الذي تحتاجه الشعاب المرجانية، وهذه الحالة تعرف باسم ابيضاض المرجان.
يمكن أن يؤدي التبييض الشديد أو المطول إلى موت المستعمرات المرجانية أو جعلها عرضة للتهديدات الأخرى، وفي نفس الوقت، تعني حموضة المحيطات وجود المزيد من مياه البحر الحمضية، مما يجعل من الصعب على المرجان بناء هياكل جديدة من كربونات الكالسيوم، وإذا كانت الحموضة شديدة بما فيه الكفاية، فقد تؤدي إلى تفكك الهياكل المرجانية الموجودة التي توفر البنية الأساسية للشعاب المرجانية، ويتوقع العلماء أن ظروف المحيط ستصبح حمضية بما يكفي بحلول عام 2085 لتبدأ الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم في الذوبان، ولقد حدث هذا بالفعل لإحدى الشعاب المرجانية في هاواي.