مقارنةمنوعات

الفرق بين العلم الحقيقي والعلم الزائف

ماهي العلوم الزائف

العلم الزائف Pseudoscience هو علم مزيف يقوم بادعاءات تستند إلى أدلة علمية معيبة أو غير موجودة، وفي معظم الحالات، تقدم هذه العلوم الزائفة الادعاءات بطريقة تجعلها تبدو ممكنة، ولكن مع دعم تجريبي ضئيل أو بدون دعم تجريبي لهذه الادعاءات، ومن أمثلة العلوم التي يتم تصنيفها على أنها علوم زائفة علم التنجيم أو علم دراسة الخط (تحليل شخصية الإنسان من خلال خط يده).

يتهم البعض ممارسي الطب البديل بأنهم يمارسون علما زائفا، ويرون بعض العلماء أن تحديد الفرق بين العلم الزائف والعلم الحقيقي ليس أمرا سهلا لأن الفروقات بينهما غامضة، وقد يستخدم البعض اسم علم زائف ضد أي علم يكرهه لأي سبب من الأسباب.

كما يقول مؤرخ العلوم مايكل دي جوردين، فلم يعرف أي شخص في تاريخ العالم على أنه عالم زائف، ولذلك لا يوجد أحد يستيقظ في الصباح ويقول “سأذهب إلى مختبري الكاذب وأجري بعض التجارب الزائفة لتأكيد نظرياتي الكاذبة باستخدام الحقائق الزائفة

الاختلاف بين العلم الزائف والعلم الحقيقي

كارل بوبر هو أحد العلماء الرئيسيين الذين سعوا لتحديد الفصل بين العلم الحقيقي والعلم الزائف، ويرى بوبر أن الفارق الأساسي بينهما هو النهج المختلف. في حين يهدف العلم الزائف إلى جمع الأدلة التي تدعم صحة ادعاءاته، يهدف العلم الحقيقي إلى تحدي هذه الادعاءات والبحث عن أدلة تثبت خطأها. ببساطة، يسعى العلم الزائف لتأكيد ما يقوله، بينما يسعى العلم إما لدحضه أو إثبات خطأه.

خصائص العلم الحقيقي

تُميِّز الخصائص التالية بين العلم الحقيقي والعلم الزائف وتساعد على التفريق بينهما

  • يكون العلم دائمًا مفتوحًا للاختبار ويمكن إثبات خطأه أو تعديله من خلال الاختبارات.
  • يتضمن إثبات العلم الحقيقي العديد من الأدلة المختلفة، مثل الأدلة الفيزيائية والكيميائية.
  • تكون نتائج وتجارب العلم الحقيقي قابلة للتكرار.
  • غالبًا ما يتم تعديل الفرضيات والنظريات العلمية أو تجاهلهاتمامًا عندما لا تدعمها الملاحظات أو التجارب الجديدة أو عندما تكون هناك نظرية أفضل منها.
  • لا يوجد شيء في العلم الحقيقي يسمى الحقيقة المطلقة، ولكن يمكن جمع الأدلة الكافية وتحليلها للحصول على حقيقة موضوعية يمكن اعتبارها بدون شك.
  • العلم الحقيقي يتناول الاهتمام بالكون الطبيعي فقط ولا يهتم بعالم ما وراء الطبيعة.
  • لا يمكن للعلم الحقيقي أن يجيب على أسئلة حول الصواب والخطأ أو المعنى والغرض، ومع ذلك يجب أن يكون السلوك العلمي أخلاقيًا.

أنواع العلوم الحقيقية

يمكن تقسيم العلوم الحقيقة إلى ثلاثة فروع رئيسية، وهذه الفروع هي:

  • علوم طبيعية: العلوم الطبيعية هي جوهر فروع العلم، حيث تدرس طبيعة عالمنا المادي والكون الذي نعيش فيه، وتنقسم إلى عدة فروع، منها الفيزياء والكيمياء والأحياء.
  • علوم اجتماعية: تدرس العلوم الاجتماعية المجتمعات البشرية من جميع أنحاء العالم، وكذلك علاقة البشر ببيئتهم الاجتماعية. ، ومن أمثلتها علم النفس والاقتصاد والتاريخ والجغرافيا.
  • علوم شكلية: هذا المجال فريد من نوعه في الدراسات العلمية، حيث يستخدم أنظمة رسمية لإنتاج المعرفة واستكشاف طبيعة التخصصات المختلفة التي تتراوح بين الرياضيات والمنطق وعلوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات.

خصائص العلم الزائف

  • تعني كلمة “Pseudo” باللغة الإنجليزية “كاذبة”، وبالتالي، يشير المصطلح “العلم الزائف” إلى علم زائف أو ليس بمسعى علمي حقيقي.
  • يتضمن العلم الزائف ادعاءات لا تتوافق مع الأدلة والاختبارات العلمية المعتادة، ويمكن أن يزعم أنه يتعلق بمستوى أعلى من العلم الحقيقي أو في مجال لا يمكن للعلم فهمه، مثل عالم ما وراء الطبيعة.
  • غالبًا ما يتعارض العلم الزائف مع المعارف العلمية الحقيقية والموثوقة.
  • غالبًا ما يتم استخدام لغة رنانة مثل الخطب الرنانة، ولكنها ليست علمية.
  • غالبا ما تكون ادعاءات العلم الزائف غامضة إلى حد لا يفهم، على الرغم من أنها صحيحة في بعض الأحيان.
  • في العلم الزائف، يعتمد الحقيقة والصواب على شهرة الشخص الذي يتحدث، وليس على الحجج والأدلة العملية.

أمثلة على العلم الزائف

علم فراسة الدماغ هو مثال جيد على كيف يمكن للعلم الزائف أن يجذب انتباه الجمهور ويصبح شائعًا، حيث يعتمد علم فراسة الدماغ على فكرة أن الدماغ هو عضو العقل وأن المناطق الفيزيائية في الدماغ يمكن أن تساهم في تشكيل شخصية الإنسان، كان يعتقد أن النتوءات على الرأس تكشف جوانب شخصية الفرد وشخصيته.

وهذا العلم الزائف اعتمد بشكل كبير على كتابات الطبيب فرانز جوزيف جال من فيينا وبعض المؤيدون الأخرون لأفكاره مثل يوهان كاسبار سبورزهايم، وقد قدم الطبيب فرانز غال الفكرة لأول مرة في أواخر القرن الثامن عشر واقترح أن النتوءات الموجودة على رأس الشخص تتوافق مع السمات الفيزيائية لقشرة الدماغ.

قام جال بدراسة جماجم الأفراد في المستشفيات والسجون والمصحات وطور نظامًا لتشخيص الخصائص المختلفة بناءً على نتوءات جمجمة الشخص، تضمن نظامه 26 “ملكة عقلية”  يعتقد أنها تتوافق بشكل مباشر مع أجزاء معينة من الرأس، وقام برسم خرائط بمساحات فارغة داخل الرأس البشرية، وفي وقت قام بإعادة تسمية تلك الملكات وقسم تلك الأماكن في العقل إلى فئات مختلفة مثل الحذر والإحساس والذاكرة والوقت والقتال.

ومع ذلك، كما العلوم الزائفة الأخرى، فإن أساليب البحث التي اتبعها جال لم تكن دقيقة علميا، بل غالبا ما تجاهل أي نتائج تتعارض مع ادعاءاته. ومع ذلك، انتشرت أفكاره بشكل كبير في القرنين التاسع عشر والعشرين، ولكن كانت غالبا تستخدم كوسيلة للترفيه الشعبي. وكانت هناك حتى آلات لقياس فراسة الدماغ يمكن وضعها فوق رأس الشخص، حيث تقوم المجسات المحملة بزنبرك بقياس خصائص جمجمته.

ومع ذلك، رفض علم فراسة الدماغ في النهاية بسبب اعتباره علما زائفا، ولكنه كان له تأثير مهم على تطور علم الأعصاب الحديث. أدت فكرة جال بأن قدرات معينة مرتبطة بأجزاء محددة من الدماغ إلى اهتمام متزايد بفكرة توطين الدماغ، أو فكرة أن وظائف معينة مرتبطة بمناطق محددة من الدماغ، وساعدت الأبحاث والملاحظات الإضافية الباحثين على اكتساب فهم أعمق لكيفية تنظيم الدماغ ووظائف مناطقه المختلفة.

  • مجتمع الأرض المسطحة

تؤكد جمعية الأرض المسطحة أن الأرض مسطحة ولها شكل قرص، وهناك عدة إصدارات لـ `جمعية الأرض المسطحة`. ومع ذلك، يمكن تتبع أصلها إلى منتصف القرن العشرين، حيث تأسست أول منظمة من هذا النوع في عام 1956 من قبل الإنجليزي صمويل شنتون، الذي اعتمد عقيدة الكاتب صموئيل روبوثام. واقترح روبوثام أن الأرض هي قرص مسطح يدور حول القطب الشمالي ومحاط بجدار جليدي.

وقد دعمت جمعية الأرض المسطحة هذه الادعاءات من خلال الحواس والكتاب المقدس هذه الحجة، وهم مقتنعون أن من يرسموا خرائط وشكل الأرض يستخدموا التكنولولوجيا مثل (المؤثرات الخاصة ، Photoshop …) للمساعدة على الاستمرار في إخفاء الحقيقة حول شكل كوكبنا “المسطح”، وبالطبع لا يوجد شيء علمي يمكن العثور عليه في هذه النظرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى