الشعر هو كتاب العرب، فمن خلاله حفظوا الأنساب وعرفوا المآثر، ومنه تعلموا اللغة، وهو حجة فيما يتعلق بالكلمات الغريبة في كتاب الله وأحاديث رسول الله وأصحابه. هذا كان وصفا بليغا لمفهوم الشعر بشكل عام. وهناك نوعان من الشعر، الشعر العمودي والشعر التفعيلي، المعروف أيضا بالتفعيلة. في السطور التالية سنعرض مفهوم كل نوع وأهم الاختلافات بينهما.
أولاً الشعر العمودي
مفهوم الشعر العمودي: الشعر العمودي هو الشكل الأول الذي ظهت عليه القصائد الشعرية قديماً ،القصيدة الشعرية التي تتكون من شطرين لهما نفس الوزن والقافية ،وفي كل القصائد الشعرية يسمى الشطر الأول الصدر ،بينما يطلق على الشطر الثاني العجز ،وتسير جميع أبيات القصيدة على نفس النهج والوزن من بداية القصيدة وحتى نهايتها ،وينقسم الشعر العمودي إلى:
1- شعر تقليدي: هو الشعر الذي يستند إلى الوقائع والحقائق ولا يحتوي على أي صور خيالية مبالغ فيها.
2- الشعر الحديث: الشعر الذي يعتمد على فكرة قوية تتمحور حولها الأبيات الشعرية وتزيينها باستخدام الخيال.
خصائص الشعر العمودي: يتميز الشعر العمودي بترابط الأفكار ووضوحها، وأيضا يحافظ على وزن وقافية متساويين في جميع أبيات القصيدة، كما يتميز الشعر العمودي بالاختيار الدقيق والوضوح في الألفاظ، وأيضا تنوع الأساليب البلاغية مثل التشبيه والكناية والاستعارة لتكوين وحدة القصيدة العمودية. عادة ما يكتب الشعر العمودي باللغة الفصحى القوية والدقيقة في معانيها وألفاظها، وتتميز المواضيع التي يعالجها الشعر العمودي بالتنوع.
وتشمل الأبيات الشعرية الرأسية التي صاغها الشاعر الفراهيدي 16 بحرا منها
أشهر بحور الشعر العمودي
الكمال، التقارب، التداخل، الطول، الخفة، البساطة، السرعة.
أشهر شعراء الشعر العمودي
ومن أشهر من نظموا الشعر العمودي الشاعر العبسي عنترة بن شداد ،وإمرؤ القيس ومن شعراء العصر الحديث أحمد شوقي ومحمود سامي البارودي .
ثانيا الشعر التفعيلي
بالرغم من تباين الآراء حول التفعيلة هل هى شعر أم أنها نثر ،إلا أن معظم الآراء إتفقت على أن التفعيلة هى شعر لها ما للشعر وعليها ما عليه ،كما يطلق على شعر التفعيلة الشعر المرسل ،والشعر الحر ،ويمكن تعريف شعر التفعيلة بأنه إتجاه جديد في الشعر العربي يقع مابين الشعر التقليدي والنثر ،لكنه يخضع لضوابط الشعر،و في الوقت ذاته فإنه لا يلتزام بتفعيلة واحدة داخل القصيدة مثل الشعر العمودي .
خصائص و مميزات شعر التفعيلة :
يتم تنظيم شعر التفعيلة وفقا لنوعين من البحور: البحور الصافية والبحور الممزوجة. يتميز هذا النوع من الشعر بعدم الالتزام بعدد محدد من التفعيلات داخل القصيدة الواحدة، حيث يمكن أن يصل إلى عشرة تفعيلات. كما يمكن لشعر التفعيلة استخدام الرمزية والخيال بشكل واضح وصريح، ويمكن أن يعبر عن حالة الشاعر النفسية من خلال الموسيقى الشعرية للقصيدة، بدلا من الوزن والقافية التابعين للقصيدة. ويعتبر التحرر من القافية وعدم الالتزام بقافية معينة هو السمة المميزة لشعر التفعيلة. وتستخدم اللغة العامية بكثرة في قصائد شعر التفعيلة، بينما يتم الاعتماد على اللغة العربية الفصحى في الشعر العمودي.
من أشهر شعراء شعر التفعيلة:
نازك الملائكة و التي تعتبر من أوائل من نظموا هذا النوع من الشعر في قصيدة الكوليرا التي تم طرحها عام 1974 م في بغداد ،وعبدالوهاب البياتي ،وأحمد عبدالمعطي حجازي ،و بيرم التونسي ،وغيرهم الكثيرون ممن فضلوا هذا النوع من الشعر ووجدوا فيه ضالتهم ليعبروا عن مكنوناتهم الداخلية و النفسية.
لا يعني اختلاف أنواع الشعر بالضرورة وجود أفضلية لنوع معين على آخر.فكل نوع من الأساليب الشعرية له محبيه ومتابعيه الذين يتذوقون هذا الفن الشعري ويفضلونه عن غيره من الفنون الأخرى.