اسلاميات

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر

ما هي السبع الموبقات

السبع الموبقات هي سبعة كبائر حرم على المسلمين ارتكابها، وهي الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله قتلها، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات. وتعني الموبقات الأفعال التي تؤدي إلى هلاك الشخص إذا ارتكبها.

صرح الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بالسبع الموبقات، وقد رواها البخاري ومسلم في الصحيحين، وذلك عندما سئل عنها، فأجاب بأنها الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وهذا ما ورد في رواية النسائي وغيره

  • الشرك بالله

ومن أكبر الأفعال الشنيعة هي الشرك بالله تعالى، حيث إذا مات شخص وهو يشرك بالله تعالى، فإنه يهلك في النار إلى الأبد. وقد ذكر ذلك في العديد من الآيات في القرآن الكريم. قال تعالى: `من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار` [المائدة: 72]. وقال تعالى: `ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين` [الزمر: 65]. وقال تعالى: `ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر. أولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون` [التوبة: 17].

يوجد نوعان من الشرك: الشرك الأكبر، وهو أن تجعل لغير الله ندا وتعبده مع الله سواء كان نبيا أو ملكا أو قبرا، والشرك الأصغر، وهو عدم الإخلاص في الأعمال لله تعالى، ويعرف هذا بالرياء.

  • السحر

كما يعتبر السحر أيضاً من الشرك، لأنه عبادة للجن وهو عبارة عن طلب المساعدة من الجن في التسبب بحدوث أضرار للناس، ويجب على الحاكم والمسؤل عن المسلمين قتل الساحر لأن شره عظيم يلحق بالإنسان أينما كان، وقد ثبت عن عمر أمير المؤمنين أنه كتب إلى أمراءه في الشام وغيره: “أن يقتلوا كل ساحر وساحرة” لعظم شرهم وخطرهم.

  • قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

يعد قتل النفس جريمة كبيرة يحرمها الله سبحانه وتعالى، وتتطلب حق القتل فقط للشخص الذي يستحقه، ويتوعد الله بالنار الخالدة لمن يرتكب هذه الجريمة، وذلك بسبب أن النفس ملك لله وحده، ولا يحق لأي شخص آخر أن يحييها أو يميتها.

  • أكل الربا

حرم الله الربا أي بيع الشئ بأضعاف الثمن حيث قال سبحانه وتعالى: قال الله: “أحل البيع وحرم الربا” (البقرة: 275)، وقال أيضًا: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله” (البقرة: 278-279)، فأكل الربا من الكبائر، فالواجب الحذر منه”، وهناك نوعان من الربا وهما ربا نسيئة وهو أن تبيع الشيء بضعفه من غير جنسه، وربا فضل وهو أن تبيع الشيء بضعفه من نفس جنسه.

  • أكل مال اليتيم

اليتيم هو الشخص الذي توفي والده في طفولته وهو لم يبلغ بعد. يجب أن يتعاملوا معه بالإحسان والعطف وحفظ ماله وعدم الاستيلاء عليه بغير حق، لأنه يعد طفلا ضعيفا يمكن الاعتداء عليه والاستيلاء على ماله. وهذا يعتبر من الكبائر، حيث وضح الله سبحانه وتعالى ذلك في قوله: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [النساء: 10].

  • التولي يوم الزحف

ويقصد به إلتقاء المسلمون بالكفار ينهزم، أي يوم زحف الكفار على المسلمين أو زحف المسلمين على الكفار، حيث قال سبحانه وتعالى “إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ” [الأنفال:16] إلا إذا تأخر حتى يستعد، يجهز سلاحه، يلبس درعه للاستعداد للقتال، أو منتقل من فئة إلى فئة أو من صف إلى صف أو من جماعة إلى جماعة لكيد العدو.

  • قذف المحصنات الغافلات المؤمنات

وهو الشخص الذي يقول على تلك وذاك زانية وهي لم تكن، أي يقذف بهم من الشئ كذباً فيقول على المحصنات المؤمنات الغافلات أنها زانية، حيث يقول: فلانة زانية، فلانة تدعو إلى الزنا وهو كاذب، فهذا من السبع الموبقات ومن يفعل ذلك يستحق أن يتم جلده ثمانين جلدة، حيث قال سبحانه وتعالى: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً” [النور:4]، وهذا يجوز أيضاً على المحصن من الرجال، حيث قال سبحانه وتعالى أن من يقذف المحصنات ويقول إنه أو إنها تزني فعليه أن يأتي بأربعة شهداء وإلا يتم جلده ثمانين مرة.

دليل السنة على أن السبع الموبقات من كبائر الذنوب

تعد السبع الموبقات من أكبر الذنوب، وقد وضح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك في بعض الأحاديث النبوية الشريفة

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ : وما هنَّ ؟ قال: الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، وأكلُ الرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ) [رواه البخاري]، وقد وضح الرسول السبع الموبقات في الحديث السابق.

دليل القرآن الكريم على أن السبع الموبقات من كبائر الذنوب

تعد السبع الموبقات من الذنوب الكبرى، وقد وضح الله سبحانه وتعالى ذلك في بعض آيات القرآن الكريم.

  • الشرك بالله

فقد قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء: 48].

“إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ” [المائدة:72].

وقال تعالى: “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ” [الزمر:65].

وقال تعالى: ينص القرآن الكريم على أنه لا يجوز للمشركين بناء مساجد الله، حيث يكونون شهودًا على كفرهم وتعطيلهم للعبادة، وتُبطل أعمالهم وسيكونون في النار خالدين فيها.

  • السحر

حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[الفلق: 4].

  • قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

حيث قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.

  • أكل الربا

حيث قال سبحانه وتعالى: قال الله: “أحل البيع وحرم الربا” (البقرة: 275)، وقال أيضًا: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله” (البقرة: 278-279).

قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}[ البقرة: 276].

  • أكل مال اليتيم

في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء: 10].

  • التولي يوم الزحف

وحذر منه الله تعالى في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ* وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[ الأنفال: 16].

  • قذف المحصنات المؤمنات الغافلات

كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَة}[ النور: 4].

ما هو الفرق بين السبع الموبقات والكبائر

  • الموبقات

الكبائر هي المعاصي الكبرى التي تؤدي إلى الهلاك والنار، وتم تسميتها بهذا الاسم لأنها تدمر صاحبها.

  • الكبائر

تشير الموبقات إلى أي خطيئة يرتكبها الإنسان ولها عقوبة محددة في الدنيا، مثل السرقة والقتل والزنا. وتؤدي هذه الخطايا إلى إلقاء أصحابها في النار وتدفعهم إلى الهلاك. وهناك اختلاف بين علماء الدين حول عددهم، فقيل إنهم سبعون أو أكثر، ويمكن تكفير هذه الخطايا من خلال التوبة، ولذلك فإن الموبقات أشمل وأشمل من الكبائر.

يُفهم من الحديثين التاليين أن الموبقات السبع تشير إلى الكبائر السبع

  • نص حديث الصحيحين: حذروا من السبع الموبقات، وسألوا: ما هي يا رسول الله؟ فأجاب: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله قتلها، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
  • نص الحديث كما في رواية النسائي وغيره: لا يوجد عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا وسيتم فتح أبواب الجنة له، وسيقال له: ادخل بسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى