منوعات

ماهي السبع الموبقات

ماهي السبع الموبقات
يشير مصطلح السبع الموبقات في الدين الإسلامي إلى الأمور السبعة التي تحرم عملها بشدة، والتي يترتب عليها عقوبة كبيرة إذا حدثت، وذلك وفقًا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم

روي عن أبي هريرة في صحيح البخاري:
أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: اجتنبوا السبع الموبقات (المهلكات)، فقالوا: ما هي؟ فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات. رواه البخاري برقم (2615)، ومسلم برقم (145) .

وكما معروف، كل ما ذكر في الحديث الشريف هو تحريم ونهي وأمر بالابتعاد عن هذه المحظورات. إذا نظرنا إلى كل أمر على حدة من هذه الأشياء المدمرة، سنجد أن كل منها يؤثر إما على الفرد أو على عقيدته، مثل الشرك أو فساد المجتمع، سواء في العلاقات الاجتماعية أو السحر، وأكل مال اليتيم، أو القتل والتشهير بالمحصنات، أو في الذات البشرية، أو في الأمور المادية، أو في أمور الجهاد والهروب أثناء حرب على الجيش الإسلامي والمقاتلين، وما يترتب على ذلك من آثار سلبية وهزيمة في نفوسهم وما يتبعه من أضرار .

وكما ورد في الحديث الشريف أن أعظم الأعمال هي الشرك بالله وبالتالي فهي من المهلكات التي ليس معها رجاء ، فإذا مات الإنسان على شركه ، ظل مخلداً في النار ، كما قال تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) .

ويتبع الشرك بالله ، السحر لأن السحر من الشرك ؛ ولأنه عبادة وإستعانة بالجن ، مما ينتج عن الإستعانة بالله سبحانه وتعالى بالإضافة إلى إضلال الناس ، فالساحر هو الذي يسخر الجن في ما يضر الناس من أقوال وأعمال ونفث في العقد وتارة بالتخييل حتى يرى الشيء على غير وضعه كما قال في حق سحرة فرعون يقول سبحانه: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى) ، وقال في حقهم: (فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) فالساحر تارة يعمل أشياء تضر الناس بواسطة الجن وعبادتهم من دون الله كما قال تعالى: (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) ، وتارة بالتخييل حتى يرى الأمور على غير موضعها فيرى الحبل حية ويرى العصا حية ويرى الحجر بيضة ، ويرى الإنسان على غير ما هو عليه .

قتل النفوس من أعظم الجرائم ، وهي من جنس المعاصي الكبيرة مثل الزنا والسرقة ونحو ذلك ، ولهذا قال في حقه سبحانه: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ، ويقول نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم -: (اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق)

أكل الربا ، وهي تعاطى الربا المحرم الذي حرمه الله ، فأكل الربا من الكبائر ، فالواجب الحذر منه . وقال فيه عز وجل: (وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ)

الشخص الذي يأكل مال اليتيم، الذي فقد والده ولم يبلغ بعد، ينتهك حقوقه. والواجب عليه هو الحفاظ على مال اليتيم وتنميته، وإصلاحه إذا كان ضعيفاً. ولا ينبغي له أن يستغله ويأكل منه .

التولي يوم الزحف هو التخلي عن الحرب مع السملين أثناء القتال، وقد وعد الله بالوعيد الشديد بهذا الفعل لأنه يعتبر واحدًا من السبع الموبقات نظرًا لتأثيره الإنهزامي على الجيوش. وعلى الجنود الاستعداد للحرب من خلال إحضار أسلحتهم ولبس دروعهم والاستعداد للقتال، ولا يجب عليهم الاستسلام والتخلي عن الحرب خلال القتال .

إلقاء القذف على النساء المحصنات المؤمنات، وذلك بإلقاء القذف عليهن ونشر سمعتهن بفعلة سيئة مثل الزنا، وفي ذلك الوقت يقول فلانة زانية وهو كاذب، وبهذا فإنه يستحق الجلد بثمانين جلدة كما ذكر الله تعالى: `والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة`، سبحانه حفظ سمعتنا وجعل إلقاء القذف على المحصنات من الكبائر .

نسأل الله السلامة والعافية وحسن الخاتمة من كل المهلكات التي ظهرت والتي بطنت، ونتعوذ بالله من هذه السبع الموبقات بسبب شرورها. سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أستغفر الله العظيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى