احكام اسلاميةاسلاميات

الفرق بين الدية المغلظة والمخففة

تعرف الدية بأنها واجبة في حالات القتل العمد والشبهة في العمد، ما لم يعفو عنها ولي المقتول، وكذلك في حالات القتل العمد ولو مات القاتل أو تم الصلح، وفي حالات التسبب بالضرر المباشر أو غير المباشر، سواء كان الجاني عاقلا أو مجنونا، وسواء كان المتسبب بالضرر يقصد ذلك أو كان مخطئا، وتتمثل دور الدية في توفير عقوبة للجاني وتعويض للمجني عليه أو لأهله، ولكن الفرق بين الدية المغلظة والدية المخففة ماذا.

جدول المحتويات

الفرق بين الدية المخففة والدية المغلظة

عادة ما تكون الدية المخففة أو المغلظة في قضايا القتل الخطأ، وتكون الدية المغلظة عادة في قضايا القتل شبه العمد، أما دية القتل العمد فهي الدية المغلظة حتى إذا عفا أهل القتيل أو ولي الدم، وهذا رأي الحنابلة والشافعي.

أبو حنيفة يروج لرأيه بعدم وجود دية في القتل العمد، ولكن الاتفاق بين الطرفين ينص على شيء مختلف.

الدية المغلظة

ذكرت أحاديث لأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، عن رجل كريم من الصحابة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `إن قتل الخطأ العمد يعوض بالسوط والعصا والحجر، وله غرامة مرتفعة: مائة إبل، أربعون منها من ذي الثنية إلى البازل، وكل واحدة منهن حاملة جنينًا`.

كما أن التشديد لا يطبق إلا على الإبل بشكل خاص دون غيرها من الأشياء، فإن الدية يتم تشديدها في الأشهر الحرم وأيضا في البلد الحرم وعند جريمة القريب، ويقول الشافعي وغيره إن الدية الكبيرة يتم تشديدها على النفس والجراح عند جريمة في البلد الحرم، وأيضا في الشهر الحرم، وعند جريمة ذو الأرحام؛ وذلك لأن الشرع جعل تلك المحرمات كبيرة، ولذلك تم تبجيل الدية فيها، وعليه يجب أن يزيد في الدية مثل ثلثها.

على من يجب الدية

هناك نوعان من الأشخاص الذين عليهم دية واجبة.

النوع الأول هو القصاص المطلوب في ثروة الجاني، وهو القتل المتعمد، ولكن إذا تم التراجع عن القصاص، فقد قال مالك عن ابن شهاب أن السنة قد مرت في القصاص المتعمد حينما يعفو أولياء القتيل، وأن الدية تكون على المقتول في ثروته الخاصة، ما لم يغنه العاقلة عن نفسه.

النوع الآخر من الجريمة يحتاج إلى مسؤولية القاتل وتحملها بنفسها، خاصة إذا كانت الضحية عاقلة وكانت هناك تعاون من جانبها، ويعرف هذا النوع على أنه جريمة قتل بالخطأ أو بدون قصد، ويكون القاتل هنا شخص عاقل لأنه هو من ارتكب الجريمة، ولا يوجد مبرر لإخراجه من المسؤولية.

حتى الشافعي قال إنه لا يجب على القاتل دفع دية لأنه معذور.

معنى الدية العاقلة

هي الكلمة تم اخذها من العقل، أي انها تعقل الدماء أي تمسكها من ان تسفك، ويقال عقل البعير عقلا أي انه اشد العقلاء، ومنه جاء كلمة العقل وهي التي تعني عدم التورط في القبائح، والعاقلة هي الجماعة الذين يعقلون العقل، وهي الدية، مثل قول عقلت القتيل، أي انني اعطيته ديته، وعقلت عن القاتل، أي اديت ما لزمه من الدية.

يعتبر العقلاء هم النخبة من الناس، وخاصة الرجال البالغون العاقلون. ويشمل هذا النخبة الأعمى والهرم، ولكن لا تشمل الأنثى والفقير والصغير والمجنون.

في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت قبيلة الجاني هي العاقلة. وظلت العاقلة كذلك حتى عهد سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، حيث عندما نظم الجيوش من خارج الدواوين، جعل العاقلة هم أهل الديون.

ما هي دية الأعضاء

هناك عدد كبير من الأعضاء التي توجد في جسم الإنسان، مثلًا الأنف واللسان، وهناك أيضاً ما يوجد منه عضوان مثل الشفتين واليدين والعينين والأذنين والرجلين، وغيرها من الأعضاء التي توجد في جسم الإنسان.

إذا قام شخص بتلف أي عضو من أعضاء إنسان آخر، أو حتى عضوين، فإنه يجب عليه دفع الدية. وإذا تلف أحد العضوين، يجب عليه دفع نصف الدية. ولكن يجب دفع الدية كاملة في بعض الأعضاء مثل الأنف، لأن منفعتها تتجلى في تجميع الروائح في قصبة الأنف وارتفاعها عن الدماغ. وتنتهي جميع هذه الأمور عند قطع المارن. كما يجب دفع الدية الكاملة في حالة قطع اللسان، لأنه يفقد النطق ويصبح الشخص عاجزا عن الكلام، وهذا يميز الإنسان عن الحيوان، حيث يعتبر النطق والتحدث من الأشياء الهامة التي تفيد الإنسان في كل جوانب حياته، وكذلك مع باقي الأعضاء في الجسم، فكل عضو له دية محددة يجب على الشخص دفعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى