امراض نفسيةصحة

الفرق بين الخوف و الرهاب في الطب النفسي

غالبًا ما نتحدث عن أشياء تثير خوفنا باعتبارها فوبيا، وفي كثير من الأحيان لا تكون هذه إلا كلمة نستخدمها بدون وعي لتزيد من خوفنا .

الخوف
الخوف هو شعور إنساني ينمو داخل الفرد منذ نعومة أظافره ، و يعتبر الخوف دليل على صحة المخ و صحة تطوره ، و دليلا على ذلك أن الأشخاص الذين يعانون من التأخر الذهني أو التخلف ، لا يمكنهم تقدير حجم المخاطر التي تساورهم ، و من هنا يتبين أن الخوف حالة من التطور الطبيعي عند الإنسان ، بالمعنى الأدق هو شئ يطمئن الأم تجاه نمو طفلها .

الرهاب
يعد الرهاب حالة مرضية تتمثَّل في الخوف الشديد، وقد تنتهي بنوبة الرعب التي تؤدي في معظم الحالات إلى فقدان الوعي، وتعاني معظم الحالات المصابة بالرهاب من القلق بشكل عام، ولكن يُفسر هذا القلق في حالة أو حالتين على شكل رهاب .

تطورات الخوف
اسلفنا في ذكر أن الخوف حالة من التطور تلاحق الإنسان منذ صغره ، و هذه الحالة تبدأ من عمر الأشهر ، فيكون أول مخاوف الطفل الخوف من الإنفصال ، و يتفسر هذا الخوف عند بكاء الطفل بمجرد ابتعاد أمه عنه ، لينتقل بعدها لمراحل أخرى من الخوف تبعا لتطور خبراته ، فكلما ازدادت خبرات الطفل كلما زادت مخاوفه ، فعلى سبيل المثال إذا حاولت أن تعطي لطفل حقنة في سن الأشهر لن تجد نفس رد الفعل إذا بلغ الطفل عامه الأول ، و يرجع السبب في ذلك لنمو الإدراك .

تطورات الرهاب
في أغلب الحالات يعتمد الرهاب على خبرات الطفل السابقة ، فنجد أن الرهاب تشكل في الأساس نتيجة خبرات سيئة تعرض لها الطفل في صغره ، أو حتى للإنسان بعد نضجه ، و من الممكن أن تكون هذه الخبرات ليست إلا خبرات استقاها من الأم ، كمثلا بعض الأمهات اللاتي يعتدن على تخويف أبنائهن من بعض الأمور مثل الكلاب أو القطط و غيرها ، و من الممكن أن تزداد هذه المخاوف إذا تعرض لحادث فيما بعد أو رأى بعض المقربين له يتعرض لحادث عضة كلب ، فيرسخ في ذهنه فكرة أن هذا الكلب قد يسبب الأذى ، و هناك حالات أخرى يكون الأمر معهم ليس إلا محاولة للمخ للتعبير عن القلق الكامن بداخله ، فيبدأ المخ تلقائيا بتفسير هذا القلق على شكل مخاوف .

علاج الخوف
الخوف ليس بحاجة للعلاج ، و إنما بحاجة فقط لطمأنة الأم للطفل و تشجيعها له ، و عليها ألا تقلق أن يكون جبان في المستقبل فالأمر ليس له علاقة ، كل ما عليها أن تتجنب أن تخيفه و تتجنب طمأنته أكثر من اللازم ، و على صعيد آخر على الأم أن تعي أن فكرة الخوف هذه أمر طبيعي لدى الإناث و الذكور ، فلا يصح مطلقا أن تقول للذكر الذكر لا يخاف فكليهما متساوييان ، و هذه الطريقة في المعاملة تزيد من اضطرابات الطفل و تخلق مشاكل في شخصيته فيما بعد .

علاج الرهاب
– يشمل علاج الرهاب عدة استراتيجيات نفسية ، تبدأ بفهم المريض لحالة الرهاب التي يعانيها و فهمه لطبيعتها ، و ذلك لأن حالة الرهاب تتفاقم بسبب تفكير المريض عن حالته ، فقد تكون المخاوف التي يعاني منها ليست إلا بعض الأمور البسيطة ، و لكن بسبب حديثه عنها و تفكيره فيها يشعر و كأنها أمور ضخمة تداهمه .

يجب على المريض تجنب التحدث بمخاوفه بطريقة مبالغ فيها، مثل القول إنه سيموت من الرعب، لأنه ببساطة لا يمكن أن يموت من مخاوفه، لذلك يجب عليه التعبير عن نفسه بدقة ودون المبالغة في الحديث .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى