مقارنةمنوعات

الفرق بين الحُلم والحِلم

تعريف الحُلم بضم الحاء

الحلم هو مايراه النائم، وقد يكون بضم الحاء واللام أو بضم الحاء وسكون اللام، وقال الجوهري في الصحاح إن الحلم بالضم هو ما يراه النائم، وتقول بعض الناس حلمت بشيء وحلمت به أيضا، ويمكن أن يتجلى معنى الحلم ببلوغ الصبي مبلغ الرجال {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم }. ويشير ابن منظور في لسان العرب إلى أن الحلم والحلمة تعنيان الرؤيا، وجمعهما هو أحلام .

تعريف الحِلم بكسر الحاء

الحلم يعني الهدوء والتحكم الذاتي وضبط النفس عند الغضب، ويمكن أيضا أن يعني التفكير العقلاني والتروي. وقد ورد في قصيدة لأحد الشعراء تعبيرا عن الغضب والطيش: `للحلم أوقات وللجهل مثلها، ولكن أوقاتي أقرب إلى الحلم`. وتجمعها الأحلام والحلوم. وأيضا ورد في السنة النبوية الشريفة بخصوص الحلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: `إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والتروي`. والحلم هو العكس التام للطيش، حيث يقال `حلمت عنه` أي لم أتسرع، فأنا حليم.

أما معنى الحلم اصطلاحا، فهو ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، وقيل أيضا بأنه هو الطمأنينة عندما يكون هناك سورة الغضب، وقيل أيضا بأنه هو تأخير مكافأة الظالم، بالإضافة إلى أن معناه يتجلى في أنه اسم يقع على زم النفس وعدم السماح لها بأن تخرج عن الورود عليها، بأن تكون ضد ما تحب إلى ما نهي عنه.

معاني بعض الصفات والفرق بينها وبين الحِلم

تحتوي بعض صفات الإنسان على صفات حميدة وأخرى غير حميدة، وفي هذا المقال سنستعرض بعض هذه الصفات ونقارنها بمعنى الحلم

  • الصبر هو قدرة الإنسان على احتواء نفسه عند مواجهة المصائب، ويمكن استخدامها للتحكم في مشاعر الحزن واليأس، أما الحلم فهو قدرة الإنسان على تأجيل العقاب المستحق، ويجب أن يكون الحلم متاحا فقط لأولئك الذين يمكنهم تحمل العقوبة.
  • الوقار هو صفة تعني الهدوء والسكون وقلة الحركة في الجلسة، وهي مشتقة من الوَقر الذي يعني الحِمل.
  • يتضمن مصطلح الإمهال العفو والتسامح، ومع ذلك، ليس كل إمهال حلمًا، حيث يكمن السبب في أن الله تعالى إذا أمهل شخصًا ولم يتوب، فإن ذلك الإمهال ليس حلمًا.
  • صفة الأناة وهي التأني في الأمور وعدم الاستعجال فيها بالإضافة إلى أن الإنسان يجب عليه ألا يأخذ الأمور بظاهرها فيتعجل ويحكم على الشيء قبل أن يتأنى وينظر في كل جوانبه، أما صفة الرفق فتتجلى في معاملة الناس بالهون والرفق وحتى لو كانوا يستحقوا الكثير من العقوبة والنكال، ولكن يتم الرفق بهم، أما الحِلم فمعناه أن يملك الإنسان نفسه عندما يغضب، فإذا حصل الغضب وكان قادراً على العقاب فإنه يبادر بعدم العقوبة وبالاتصاف بصفة الحِلم.

الترغيب في الحِلم

تم تشجيع المسلمين على اعتناق صفة الحلم التي سيكون لها أجر يوم القيامة، حيث ذكرت هذه الصفة في القرآن الكريم في آيات عديدة. وقد وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالحلم، وأحد أسمائه الحسنى هو الحليم. فدعت هذه الآيات الواضحة المسلمين إلى تجسيد هذه الأخلاق النبيلة وتجنب معاملة الناس بالمثل والرد على الإساءة بالإساءة. بالإضافة إلى ذلك، حثتهم على الانتصار بالتسامح والعفو عن الأذى والسماح بالإساءة، ومن بين هذه الآيات الكريمة أيضا

  • قال تعالى: “وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ ُينفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”، فقد فسر ابن كثير أن الكاظمين أي الذين لا يعملون غضبهم في الناس بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون هذا الأمر عند الله سبحانه وتعالى .
  • إن الله سبحانه وتعالى قد وصف أنبياءه بالحِلم، قال تعالى: “فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ”، يقول ابن تيمية: (وقد انطوت البشارة على ثلاثٍ: على أنَّ الولد غلامٌ ذكرٌ، وأنَّه يبلغ الحِلْم، وأنَّه يكون حليمًا، وأيُّ حلمٍ أعظم مِن حلمه حين عرض عليه أبوه الذَّبح فقال تعالى: “سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”.
  • وقد وصف الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بالحليم بقوله تعالى: “إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ”.

كان حث المسلمين وتشجيعهم على التمسك بهذه الصفة الحميدة، صفة الحلم، في السنة النبوية الشريفة على النحو التالي:

  • قال صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبد القيس: إن فيك صفتين يحبهما الله: الحلم والأناة.
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: التأني من الله، والعجلة من الشيطان، ولا يوجد أحد يعتذر أكثر من الله، ولا يوجد شيء أحب إلى الله من الحلم.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).

ما هو الحِلم في الإسلام

إن الحلم هو صفة من الأخلاق الإسلامية العظيمة وتتجلى هذه الصفة في تريث الإنسان وأن يتثبت في الأمر، وتعني كما أسلفنا سابقاً بأنها هي الأناة وضبط النفس، ويكون هذا الضبط إرادياً حيث أنه يتم مواجهة إساءات الآخرين عن طريق هذا الضبط الإرادي للإنفعال، وهذا الضبط يكسب الفرد الحليم الفرصة بأن يفكر بشكل هادئ وبالتالي يقرر بطريقة سليمة من الجانب الخلقي والدين كيفية التعامل مع هذه الإساءة إما أن يقابلها بمثلها أو أن يعفو عنها، وإن الحِلم يكسب المؤمن خيراً كثيراً ويكون هذا الخير بــ:

  • الأجر العظيم الذي سيحصل عليه الإنسان من الله سبحانه وتعالى.
  • يأمن من الظلم أو انتهاك الفضيلة.
  • الاعتداء أو العقاب المخالف للقانون يعرض الشخص للخطر.
  • يُتاح له الفُرصة حتى يعفو ويصفح عن الإساءة.

حث القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أن يتميز المسلمون بهذه الصفة، بسبب وجود حقائق عظيمة تتعلق بهذه الفضيلة وتتجلى في:

  • يعتبر الغيظ أو الغضب العنيف مسلمة أولية للصبر، حيث أن الغضب لا يوجد إذا لم يوجد سبب للغضب.
  • الحلم هو صفة وفضيلة صعبة الوصول إليها، فهي صعبة المنال، ويتم تحقيقها بشخصية خلقية قوية بالإضافة إلى إرادة للسيطرة على الانفعالات.
  • ترتبط القيمة الخلقية للحلم بشكل وثيق بنية الفوز برضا الله عز وجل.

ما معنى كلمة الحلم والعفو

إن المعنى الحقيقي للحلم، كما ذكرنا سابقا، هو التأني والسكينة في الغضب. ومن أسماء الله تعالى اسم الحليم، ويعني الحلم ضبط النفس عند الغضب والاستقرار. وهو يتوسط بين رذيلتين وهما الغضب والجبن، فإذا أجاب المسلم على غضبه بدون تفكير فإنه يقع في الغضب، وإذا تجنب الدفاع عن حقوقه فإنه يقع في الجبن. أما إذا تحلى بالحلم واستخدمه مع القدرة، واستخدمه مع من يستحقه، فإنه يتصف بالفضيلة.

في اللغة، مصطلح العفو يعني التجاوز عن الذنب وعدم فرض العقاب عليه، ويعتبر إسقاطا كاملا للعقوبة. وقال الخليل: `إذا تركت الشخص الذي يستحق العقاب دون تطبيقه، فقد عفوت عنه.` يمكن أن يعني العفو أيضا ترك شيء دون القيام به، وليس ذلك بالضرورة لعدم استحقاقه. وفي المصطلحات، يعني العفو الابتعاد عن الذنب، ويقال أيضا أنه يعني القصد في التعامل مع الأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى