تبنى العلماء فكرة التطور الحيوي الأساسية ومناقشتها لفترة طويلة بسبب عدم وجود أدلة علمية تثبتها، ولكن تبين أن الأنماط التي تنتج عن عملية التطور هي نتيجة للانتخاب الطبيعي، وهو القوة التي تدفع عملية التطور، في حين يشير الانتخاب الصناعي إلى اختيار الإنسان للصفات المفضلة في النباتات والحيوانات وتربيتها للحصول على مزايا معينة.
الفرق بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي
هناك فروق متعددة بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي، وذلك لأن آلية الانتخاب الصناعي تختلف عن آلية الانتخاب الطبيعي؛ فعمليات الانتخاب الصناعي هي تجميع الجينات بمعنى تكوين خليط من جينات موجودة في السابق لدى النوعين الأصليين، بينما الانتخاب الطبيعي ينتج جينات جديدة لم تكن موجودة مسبقًا، وذلك يؤدي إلى ولادة كائن جديد أرقى من السابق.
الانتخاب الطبيعي
في العلم، التطور الذي يحدث في الطبيعة هو عملية غير عشوائية، حيث يظل الكائنات الأكثر تكيفا مع البيئة على قيد الحياة. تسبب الاختلافات الجينية في حدوث التكاثر التمايزي، ويؤدي ذلك إلى ظهور صفات ظاهرية مختلفة. يميز هذا التغيير في الصفات الوراثية كل مجموعة من الكائنات الحية، وتسمى هذه العملية “البقاء للأصلح”، ويعتبر الانتخاب الطبيعي هو الآلية الأساسية للتطور.
نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي
الانتخاب الطبيعي هو نظرية مهمة في علم الأحياء الحديث، وقد ظهرت هذه النظرية جنبا إلى جنب مع نظرية التطور التي ابتكرها العالم تشارلز داروين. وهو من صاغ مصطلح “الانتخاب الطبيعي”، وتنص هذه النظرية على أن الأصحاب الأكثر قدرة على البقاء هم الذين يتكيفون مع البيئة بشكل أفضل، ومن خلال ملاحظته لمجموعات من الطيور يمتلك كل مجموعة خصائص مختلفة عن المجموعات الأخرى، وهذا ما يساعد الطيور على البقاء في بيئتها. ونتيجة لذلك، توصل داروين إلى أن الكائنات التي تتكيف مع التغييرات البيئية ستستمر في العيش والازدهار، أما الكائنات التي لا تتكيف مع هذه التغييرات لن تستطيع البقاء على قيد الحياة وستموت.
بمرور الوقت، قد تصبح هناك أنواع جديدة متنوعة من الكائنات. على سبيل المثال، السمكة قد تتطور إلى ضفدع، ومن الممكن أن تتطور المجموعة بأكملها لتصبح كائنات أفضل. يتجلى التنوع في الكائنات الحية نتيجة حدوث تغييرات عشوائية في الجينوم، وهذه التغييرات تورث للأجيال اللاحقة. يتفاعل جينوم هذه الكائنات الحية مع البيئة المحيطة بها، وهذا يؤدي إلى تكون اختلافات في الصفات والسمات وتشمل البيئة المحيطة (الخلية، الكائنات الحية الأخرى، الأنواع، البيئة غير الحية، والتجمعات). هناك أيضا عوامل مهمة تؤثر على التكاثر، وقد اقترح داروين مفهوم الانتخاب الجنسي لشرح ذلك، والانتخاب الطبيعي يتعامل فقط مع الصفات الظاهرية وهو عملية هامة تؤدي إلى تطور المجموعات الحية، ولكنها ليست العملية الوحيدة.
الانتخاب الصناعي
هي عملية يقوم فيها المربي بانتقاء الصفات المرغوبة للحيوانات والنباتات لزيادة فرص تكاثر الأفراد الذين يحملون هذه الصفات. يتم الاختيار من بين ذكور وإناث الحيوانات والنباتات لتتكاثر جنسيا وتنتج نسلا يحمل الصفات المطلوبة. ويطلق على هذه الحيوانات اسم “العرق”، وعلى النباتات اسم “الضرب”. توجد تقنيات مختلفة لاختيار الحيوانات والنباتات، مثل التوالد الداخلي والتوالد الخارجي والتهجين. يستخدم المزارعون وعلماء الأحياء هذا المفهوم لتحسين الصفات الوراثية للحيوانات والنباتات، ولكن هذه العملية يمكن أن تؤدي إلى ظهور صفات غير مرغوبة بسبب التأثيرات الطبيعية والصناعية المختلفة.
أهم الفروق بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الصناعي
الانتخاب الطبيعي
يتمحور آلية الانتخاب الطبيعي حول ولادة صفات وراثية جديدة لم تكن موجودة من قبل، وينتج عن ذلك كائن حي جديد يكون أرقى من السابق.
يحدث الاختيار الطبيعي عندما تتغير الظروف الطبيعية للبيئة.
حدوث تغيّرات عشوائية في جينوم الكائنات الحية يؤدي إلى تنوّع الكائنات الحية.
الانتخاب الصناعي
– آلية الانتخاب الصناعي تعتمد على جمع الجينات أي: توجد بالفعل تكوينات جينات جديدة لدى كلا النوعين الأصليين.
يختار الإنسان الكائنات الحية التي تتناسب مع احتياجاته ومتطلباته.
يحدث التنوع في الكائنات الحية من خلال الانتخاب الذي يقوم به المربي.