احكام اسلاميةاسلاميات

الغاية الحقيقية من خلق البشر

يوجد الكثير من الآيات التي تدل على حكمة الله تعالى وعلمه فيما يخلق أو يشرع، فقد قال الله تعالى: “وهو العليم الحكيم” [التحريم: 2]، “إنا كل شيء خلقناه بقدر” [القمر: 49]، وقد ذكر العلماء أن الحكمة الحقيقية والهدف من خلق الإنسان والجن هو العبادة، فقد قال الله تعالى: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” [الذاريات: 56]

الحكمة والغاية من خلق البشر :
يقول العلماء إن الله تعالى خلق الإنس والجن بحكمة عظيمة وهدف حميد. وهو أن يعبدوا الله تبارك وتعالى، كما ورد في كتابه الكريم: `وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون` (الذاريات: 56)، `أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون` (المؤمنون: 115)، `أيحسب الإنسان أن يترك سدى` (القيامة: 36)، وغيرها من الآيات الحكيمة التي تدل على حكمة خلق الجن والإنس وهي العبادة فقط، دون غيرها. فقد قال الله تعالى: `ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين` (الذاريات: 57-58).

مفهوم العبادة التي من أجلها خلق البشر :
يقول العلماء أن المفهوم العام للعبادة هو : التذلل لله عز وجل، محبةً وتعظيمًا بفعل أوامره، واجتناب نواهيه، على الوجه الذي جاءت به شرائعه، قال الله تعالى { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حُنَفَاءَ } [البينة: 5]، فهذه هي الغاية والحكمة من خلق الجن والإنس، لذلك من تمرد على العبادة يكون رافضًا ونابذًا لهذه الحكمة التي خلق من أجلها، وفعله يشهد بأن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق عبثًا، وهو إن لم يصرح بذلك، لكن هذا مقتضى تمرده واستكباره عن طاعة ربه.

وفقا لشيخ الإسلام، ابن تيمية، المفهوم الخاص بالعبادة هو: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، مثل الخوف والخشية والتوكل والصلاة والزكاة والصيام وغيرها من شرائع الإسلام.

الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية :
ذكر بعض العلماء فهما آخر للعبادة وهو العبادة الكونية والعبادة الشرعية، ومن ذلك يعني أن الإنسان يمكن أن يكون خاضعا لله سبحانه وتعالى بشكل كوني وشرعي، حيث تأتي العبادة الكونية بصفة عامة للمؤمن والكافر، والبر والفاجر، فقد قال الله تعالى: `إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا` [مريم: 93]، وهذا يعني أن كل ما في السماوات والأرض مخضع لله سبحانه وتعالى بشكل كوني، ولا يمكن أبدا أن يكون معارضا لله أو يعارض إرادته الكونية.

وأما العبدة الشرعية : “فالتذلل لله تعالى هو أمر شرعي، وهو خاص بالمؤمنين بالله سبحانه وتعالى الذين يطيعون أمره. ومن هذا التذلل بعض الأنواع التي تفوق فيها الخاص على العام، مثل عبادة الرسل عليهم الصلاة والسلام. قال الله تعالى: “تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا” [الفرقان: 1]، وقال أيضا: “وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا” [البقرة: 23]، وغيرها من وصف الرسل بالعبودية.

هل يجازى من يختص بالعبادة الكونية عوضا عن العبادة الشرعية
يجيب فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن هذه المسألة فيقول : هؤلاء لا يثابون عليه، لأنهم خاضعون لله تعالى شاءوا أم أبوا، فالإنسان يمرض ويفقر ويفقد محبوبه من غير أن يكون مريًا لذلك، بل هو كاره لذلك، لكن هذا خضوع لله عز وجل خضوعًا كونيًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى