العلاقة بين مرض الوردية ومشاكل الجهاز الهضمي
في الآونة الأخيرة، تم الكشف عن ارتباط بين مرض الوردية ومشاكل الجهاز الهضمي، وخاصة القولون العصبي ومرض فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. وعلى الرغم من عدم تأكيد هذا الاقتراح حتى الآن، إلا أن هناك بعض الأدلة النظرية التي تدعم هذا الافتراض .
ما هو مرض الوردية ؟
الوردية هو مرض يصيب الجلد وخاصةً بشرة الوجه، وهو يتسبب في تشويه مظهر البشرة ونضارتها وذلك نظراً لأنه يتسبب في إظهار عقيدات وبثور على الوجه، وعادةً ما يبدأ هذا المرض ببطء ثم يزداد مع مرور الوقت، وتكون بدايته على هيئة احمرار يشبه احمرار الورود ، وهذا هو السبب في تسميته الوردية .
لا يزال السبب الرئيسي للإصابة بمرض الوردية غير معروف، ولكن العامل الرئيسي المساهم في حدوثه هو اضطراب في نظام المناعة، مما يؤدي إلى حدوث رد فعل التهابي، ويعتقد بعض الباحثين أن هذا يمكن أن يحدث بسبب البكتيريا الموجودة على جلدنا، بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية وأي شيء يسبب التهابا .
القولون العصبي ومرض فرط نمو البكتيريا بالأمعاء الدقيقة :
تشمل متلازمة القولون العصبي مجموعة من الأعراض الرئيسية مثل الألم المزمن في البطن والانتفاخ المتكرر وعدم الراحة في المعدة، وحتى الآن لم يتم الكشف عن سبب واضح لآلية حدوث متلازمة القولون العصبي .
من المعروف أن الأمعاء البشرية تحتوي على كمية معينة من البكتيريا التي تعد جزءا طبيعيا من جسم الإنسان. ومع ذلك، عند إصابة الشخص بمرض زيادة نمو البكتيريا في الأمعاء، يزداد وجود هذه البكتيريا بشكل كبير، والتي غالبا ما تتواجد في القولون .
العلاقة بين الوردية ومشاكل الجهاز الهضمي :
إن الأمعاء البشرية هي مستودع للصحة البشرية وأي أمراض في الجهاز الهضمي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات استقلابية كبيرة، وقد أجريت دراسة بحثية منذ حوالي أربعين عامًا في مستشفى رويال فيكتوريا في إنجلترا من قبل فريق من العلماء، حيث قامت الدراسة أمعاء الجثث الذين يعانون من الوردية .
أظهرت الدراسات أن بطانة القناة الهضمية في الأمعاء الدقيقة تتكون من أكياس صغيرة حيث تنتشر بكتيريا الأمعاء بكثرة، وأن حوالي 35% من مرضى الوردية يعانون من تغيرات كثيرة في بطانة أحشائهم .
وجدت دراسة بحثية أخرى أجريت في عام 2008 أن هناك علاقة بين مرض فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة والتهاب الأمعاء التقرحي، حيث تم اكتشاف إصابة بعض الأشخاص بمرض فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة وتم علاجهم ببعض المضادات الحيوية. تعافى 70% من الأشخاص الذين كانوا يعانون من كل من فرط نمو البكتيريا والتهاب الأمعاء التقرحي تماما بعد اتباع دورة من المضادات الحيوية .
وكشفت الدراسة عن إصابة بمرض زيادة نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالوردية، لذا إذا كانت لديك مشاكل في الجهاز الهضمي وأيضا تعاني من الوردية، فقد يكون من الجيد مراجعة طبيب الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يؤدي علاج مشاكل الجهاز الهضمي إلى شفاء من الوردية أيضا .