العلاقة بين فيتامين د وأمراض المناعة الذاتية
تزايد استخدام فيتامين د أو فيتامين أشعة الشمس بشكل كبير خلال العقد الماضي لعلاج الأمراض والوقاية منها. تجرى دراسات جديدة باستمرار تثبت فعالية فيتامين د، ويقدر أنه ينشط حوالي 8% من الجينوم بأكمله. نظرا لاستخدامه الواسع في عمليات مختلفة في الجسم، ما زالت العديد من خصائصه تكتشف واحدة تلو الأخرى .
فيتامين د ومرض المناعة الذاتية
توجد علاقة قوية بين نقص فيتامين د ومرض المناعة الذاتية والسرطان والأمراض الخطيرة الأخرى، ويترتب على انخفاض فيتامين د في الجسم خطرا أعلى لتطوير الأمراض المزمنة، سواء كانت أمراضا جهازية مثل الذئبة والتهاب المفاصل أو أمراضا خاصة بالأعضاء مثل التصلب المتعدد ومرض السكري. كما يرتبط قلة فيتامين د بالخرف وفقدان الذاكرة وكذلك سرطان البروستاتا والثدي. وقد أظهرت الدراسات أن مكملات فيتامين د يمكن أن تساعد في علاج ومنع العديد من الأمراض المزمنة الشائعة التي تشكل تهديدا للحياة في بعض الأحيان .
أمراض المناعة الذاتية الرئيسية المرتبطة بفيتامين د هي التصلب المتعدد واضطرابات الغدة الدرقية والتهاب المفاصل ومرض الأمعاء الالتهابي والتهاب الغدة الدرقية Hashimoto والذئبة. وتشير مجلة علم المناعة إلى أن حالات المناعة الذاتية هي السبب الثالث للوفاة، ولكن السبب الرئيسي للموت ليس المرض نفسه، بل الالتهاب الذي ينشأ عن هذه الحالات ويؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري .
العلاقة بين فيتامين د والتهاب القناة الهضمية
يمكن القول إن الالتهاب المزمن هو الآلية الأساسية لجميع الأمراض، حيث يؤدي الالتهاب إلى حدوث تسرب في القناة الهضمية، وتحدث هذه الحالة نتيجة تلف البطانة المعوية، ويمكن أن يكون السبب وراء ذلك حالة مناعة ذاتية أو عدوى أو استهلاك الغلوتين أو السكر أو غيرها من السموم، وتسمح البطانة الملتهبة للأمعاء بانتقال جزيئات الطعام والسموم الأخرى إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى زيادة الالتهاب .
هذا أيضا يؤثر على القدرة على امتصاص العناصر الغذائية والفيتامينات، مثل فيتامين د. فيتامين د هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، وهذا يعني أن الجسم يحتاج إلى امتصاص الدهون لامتصاص فيتامين د. بالإضافة إلى ذلك، يعد فيتامين د ضروريا للأمعاء لإنتاج الخلايا الجذعية، والتي تساعد على نموها وإغلاق أي ثغرات في الأمعاء .
كيفية تقييم مستويات فيتامين د
يقول الباحثون بالفعل أن معظم الناس يعانون من نقص فيتامين د، وقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن المستويات العالية من فيتامين د ضرورية مما كان يعتقد من قبل، وهذا يعني أن النقص أكثر انتشارا مما كان يظنه العلماء، ويمكن أن تساعد المستويات الصحيحة لفيتامين د في تنظيم هرموناتنا ومستويات الالتهاب، مما يمنع الأمراض بشكل فعال، وقد يعاني الشخص من نقص فيتامين د إذا كان :
1- إذا لم تتعرض للكثير منضوء الشمس، سواء بسبب إنفاق الكثير من الوقت داخل المنزل أو العيش في مكان لا يتلقى الكثير من الضوء الشمسي، فإن ذلك يُقلِّل من كمية فيتامين د التي ينتجها الجسم .
يجب استخدام واقي الشمس ذو قيمة SPF عالية، حيث يحجب SPF الأشعة فوق البنفسجية لمنع الجسم من إنتاج فيتامين د، وعندما يصبح الجلد ورديا طفيفا، فهذا يعني أن الشخص حصل على ما يكفي من فيتامين د لهذا اليوم، ويجب استخدام لوسيون SPF 15 غير السام بدلا من الواقي من الشمس الثقيل، وقضاء بعض الوقت في الظل أو ارتداء الملابس الخفيفة والقبعة، وكلما كانت بشرة الشخص أكثر سمرة، كلما زادت حاجته إلى الشمس لإنتاج فيتامين د .
الجرعة المناسبة من فيتامين د
سيستفيد البالغ العادي من مكملات فيتامين د بحوالي 5000 وحدة دولية يوميا، الأطفال والنساء الصغيرات يكون جيد لديهم من 200-2000 وحدة دولية يوميا، ويمكن للأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية الاستفادة من تناول جرعات كبيرة من حوالي 40000 وحدة دولية في اليوم، لكي يساعد الفيتامين في علاج بطانة الأمعاء الخاصة بهم، ومع ذلك، يجب أن يتم هذا فقط تحت إشراف طبيب محترف .