العلاج النفسي بالصدمات الكهربائية
تعد جلسات العلاج بالصدمات الكهربية آخر مراحل العلاج النفسي عندما لا تحقق الأدوية والجلسات النفسية الفائدة، وعندما يلاحظ الطبيب النفسي للمريض عدم تحسنه بعد مدة من العلاج. في الماضي، كانت هذه الجلسات مرعبة ومزعجة للمرضى حيث يخضعون لها بدون تخدير. أما في الوقت الحالي ومع التقدم العلمي، أصبحت أقل ألما مع استخدام المخدر، واستخدمت بتركيز أقل في الكهرباء. فأصبحت فوائد العلاج تتفوق على أضراره، وفيما يلي شرح تفصيلي لأسباب العلاج بالصدمات الكهربية وطريقة العلاج والأعراض الجانبية المصاحبة له وتأثيره على العقل والجسم
يستخدم الأطباء العلاج بالصدمات الكهربائية لعدة أسباب
الاكتئاب هو واحد من الأمراض الأكثر شيوعا بين الناس، ويصعب علاجه إذا تدهورت الحالة، خاصة إذا كانت هناك عوامل وراثية، وتتضمن بعض العوامل التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب
1- حدوث مشاكل عائلية والاضطراب العاطفي
2- حدوث مشكلات مادية ووظيفية
3- وفاة شخص عزيز
4- ذكريات سيئة في الطفولة والتربية في بيئة نفسية غير صحية
يمكن علاج كل هذه الحالات أو تحسينها باستخدام الجلسات الكهربائية والأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن قد لا تتحسن الحالة بعد كل هذه المحاولات، وربما تصبح سيئة لدرجة التفكير في الانتحار. في هذه الحالة، يلجأ الطبيب إلى العلاج بالصدمات الكهربائية، وفيما يلي طريقة العلاج بالصدمات الكهربائية
طريقة العلاج بالصدمات الكهربية
1- رصد الموجات الكهربية لدماغ المريض
يتم تخدير المريض حيث يتم إعطاؤه مادة مخدرة تساعده على الاسترخاء العضلي لتجنب حدوث أي كسور في العظام في حالة حدوث تقلصات عضلية حادة
يتم علاجها بتحفيز الدماغ عن طريق وضع قطب على صدغ المريض لبضع ثوان، مما يسمح بتدفق تيار كهربائي ضعيف في الدماغ. يساعد هذا التيار في زيادة تدفق الدم إلى الدماغ وبالتالي يعزز الروابط الدماغية المسؤولة عن المزاج وإفراز المخ للمزيد من الناقلات العصبية
ينبغي تكرار هذه الجلسات عدة مرات لتجنب حدوث أي تراجع للمريض
الأثار الجانبية للعلاج بهذه الطريقة
يعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية آمنًا للغاية، ولكن قد يؤدي إلى حدوث بعض الآثار الجانبية
1- فقدان الذاكرة: قد يواجه المريض صعوبة في تذكر الأحداث التي وقعت قبل الجلسة، وتعرف هذه الحالة باسم `فقدان الذاكرة الرجوعية`، وهناك بعض الحالات التي يصعب عليها تذكر الأحداث الواقعة قبل أيام وأسابيع وربما قبل سنوات من بدء العلاج بالصدمات الكهربائية، وتستمر هذه الحالة حتى بعد انتهاء فترة العلاج، ولكن هذه الحالة من فقدان الذاكرة تتحسن تدريجيا خلال أشهر قليلة
2- التشوش : بعد تلقي المريض علاج صدمات كهربائية، يشعر بالتشويش على الفور ويستمر هذا الشعور لفترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أسابيع، ومن أعراض التشويش عدم قدرة المريض على تحديد موقعه وسبب وجوده في هذا المكان، ويمكن أن تستمر هذه الأعراض لعدة دقائق أو ساعات، وقد يحتاج المريض للراحة لعدة ساعات بعد العلاج، وفي حالات نادرة يمكن أن تستمر هذه الأعراض لعدة أيام أو أكثر، ويتم ملاحظة حدوث التشويش بشكل أكبر بين البالغين الأكبر سنا من قبل الأطباء.
– الآثار الجانبية البدنية
يمكن أن يتعرض المريض خلال علاجه لصدمات كهربائية تسبب الغثيان والقيء والصداع وآلام الفك والعضلات والتشنجات العضلية، ولكن يمكن علاج هذه الأعراض بالأدوية.
– مضاعفات تناول الأدوية
هناك مخاطر للتعرّض للمضاعفات الطبية مثل أي نوع من العمليات الطبية، خاصةً النوع الذي ينطوي على التخدير، وأثناء العلاج بالصدمات الكهربية، يزيد معدل ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم، وفي حالات نادرة يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى مشكلات خطيرة بالقلب، وإذا كان المريض يعاني من مشكلات بالقلب فقد يزيد العلاج بالصدمات الكهربية من درجة الخطورة.