الصحة النفسية للجنين في رحم امه
تناولت العديد من الأبحاث العلمية مدى ارتباط الحالة النفسية للأم بالجنين، ولكن مؤخرا تبين أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية للجنين قبل ولادته .
الصحة النفسية للجنين
أثبتت العديد من الأبحاث والدراسات أن حالة الأم النفسية تؤثر سلبًا على صحة الجنين، وعلى وجه الخصوص على صحته الدماغية والقلبية، وهناك دراسات حديثة تتناول الحالة النفسية للجنين، هذا الكائن الذي يعامله الطب ككائن بدائي .
تم إجراء هذه الدراسات بسبب العديد من المحاولات لخلق إنسان متساوٍ نفسيًا، وذو قدرات فائقة ومؤهلات تساعده على أن يصبح إنسانًا جيدًا في المستقبل .
يجب الإشارة إلى أن هذه الدراسات أثبتت أن حالة الجنين النفسية تتأثر منذ لحظة الإخصاب، وأن التخطيط للحمل هو من أفضل الأمور التي يجب اتباعها، والمقصود هنا أن هناك العديد من الأشياء التي تؤثر على الأجنة، ومن بينها الحمل المتتابع .
عوامل تؤثر على حالة الجنين النفسية
أثبتت الدراسات أن أفضل فترة بين الحمل هي 4 سنوات، حيثتستطيع الأم خلال هذه الفترة استقبال جنين جديد ويتم ولادة طفل سليم نفسياً .
تعد رغبة الأم في الزواج من خلال الإرادة الشخصية من بين العوامل التي تؤثر على صحة الجنين النفسية، حيث لوحظ أن الأمهات اللاتي تزوجن بإرادتهن ينجبن أطفالًا أكثر صحة من حيث الحالة النفسية، بينما يُنجب الأطفالأكثر صحة نفسيًا من الأمهات اللاتي اضطررن للزواج .
ننتقل إلى المرحلة التالية، وهي رغبة الأم في الحمل. إذا لم تكن الأم ترغب في الحمل، فهذا يعني أن الطفل سيتأثر نفسيا بذلك. وكل هذه الأمور تنتج عن بعض التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الأم نتيجة لتلك الحالة النفسية .
عندما تكون الأم الحامل غير راغبة في الحمل، يحدث الانفصال بين الأم والجنين، وتتغير العلاقة الطبيعية بينهما. في الأوقات الطبيعية، يكون الأم والجنين في حالة واحدة تقريبا بفعل الرابطة بواسطة الحبل السري، ولكن في هذه الحالة يتم فصل الطفل تماما عن الأم ويبقى هناك رابط غذائي فقط. لوحظ أن الأجنة التي تعرضت لهذه الحالة تعاني من اضطراب في حركاتها داخل أرحام أمهاتها، كأن الطفل يعبر عن رفض أمه له .
تأثير حالة الأم النفسية على الجنين
قد لاحظ أنه عند تعرض الأم لبعض الضغوط النفسية والعصبية، يتحرك الجنين بحركات شديدة وأكثر عصبية داخل بطون أمهاتهم، ويرجع ذلك إلى تعرضهم لمستوى عالٍ من الهرمونات التي تنتقل عبر المشيمة من جسد الأم إلى جسد الجنين .
تشير العلامات التي تدل على تعرض الجنين للإصابة النفسية داخل رحم الأم إلى أنه عند الولادة، يلاحظ وجود أعراض مثل العصبية الشديدة والبكاء المتكرر لفترات طويلة وصعوبة النوم .
لقد لوحظ أيضًا أن الأجنة في الأرحام تظهر عليها ملامح السعادة والفرح والحزن منحين لآخر، ويرجع ذلك إلى التأثيرات التي يتعرض لها الطفل في الرحم والتي تؤثر على حالته النفسية .
وحتى وقت الولادة، كلما كانت الأم أكثر هدوءا، وكلما كان بجوارها أشخاص ترتاح لهم، وبشكل خاص إذا كان الزوج بجوارها، فإن الولادة ستكون بأمان وهدوء، وستخفف هذه الراحة النفسية من ألم الولادة لكل من الأم والطفل .
تأثر الجنين بالمؤثرات الخارجية
وأخيرا تأتي مرحلة العوامل الخارجية، وتحدث هذه المرحلة عندما يصل الجنين إلى الشهر السادس، حيث تكتمل حاسة السمع لديه، ولاحظ أن الأطفال الذين اعتادوا على سماع أصوات الموسيقى الهادئة، وكذلك الأطفال الذين اعتادوا على سماع صوت القرآن الكريم، خلال فترة الحمل كانوا أكثر ذكاء، إلى جانب أنهم أصبحوا أشخاصا نفسيا متوازنين .