الصحابية ام ايمن بركة بنت ثعلبة
نسب ام ايمن رضي الله عنها
أم ايمن هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، وهي تُعرف بكنيتها أم ايمن بسبب اسم ابنها أيمن بن عبيد، ولكن تم تغيير اسمها لاحقًا إلى أم أسامة بن زيد، ولكن الاسم الأكثر شيوعًا لها هو أم ايمن.
أم أيمن قبل البعثة النبوية
عندما ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت أم أيمن أول من استقبله ، حيث قامت برعايته حتى قامت أمه بإرساله إلى حليمة السعدية. كانت أم أيمن تعتبر مربية النبي ، حيث لم تفارقه منذ ولادته. وعندما بلغ النبي سن السادسة ، توفيت أمه آمنة بعد أن فقد النبي والده الذي لم يره. لذلك ، كانت أم أيمن تعتبر الأم المثالية للرسول صلى الله عليه وسلم ، ترعاه وتخدمه. واستمرت في بيت النبي حتى وفاته.
كانت أم أيمن تحدث عندما كانت في يثرب ورسول الله صلى الله عليه وسلم طفلا صغيرا. قالت: جاءتني رجلان من اليهود نصف النهار في المدينة وقالا: `أخرجي لنا أحمد`. فأخرجته فنظرا إليه وقبلاه مليا. ثم قال أحدهما لصاحبه: `هذا نبي هذه الأمة، وهذه دار هجرته، وسيحدث في هذه البلدة أمر عظيم من القتل والأسر`. قالت أم أيمن: وكل شيء من كلامهم كان واضحا لي.
عن أم أيمن قال: كنت أحتضن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم غفلت عنه يوما، فإذا بعبد المطلب يقف فوق رأسي ويقول: `يا بركة!` فقلت: `لبيك`، فقال: `أتدرين أين وجدت ابني؟` فقلت: `لا أدري`، فقال: `وجدته مع بعض الغلمان قرب السدرة، فلا تغفلي عنه، فإن أهل الكتاب يزعمون أنه نبي هذه الأمة، وأنا لا أؤمن بهم عليه`.
وعن ام ايمن رضي الله عنها قالت: لم يشكو رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدًا من الجوع أو العطش، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، وكان يشرب ماء زمزم عندما يستيقظ في الصباح، وقد يتم عرض الطعام عليه وهو يقول إنه شبعان
زواج ام ايمن وحياتها
تزوجت أم أيمن من الخزرجي عبيد بن زيد من بني الحارث، وأنجبت له ابنًا اسمه أيمن، ولذلك تعرف بلقب أم أيمن. كان ابنها أيمن من الأوائل الذين استجابوا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من الذين ثبتوا معه حتى استشهد.
بعد وفاة زوجها عبيد، أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يتزوجها تقديرا لمكانتها وإسلامها ورعايتها له. فقد قال: (من يرغب في أن يتزوج امرأة من أهل الجنة، فليتزوج أم أيمن). فأسرع زيد بن حارثة، الذي كان مولى رسول الله عليه الصلاة والسلام، أو كما كان يعرف في الجاهلية باسم زيد بن محمد (قبل إلغاء عادة التبني)، بالزواج من أم أيمن. وقد أنجبا ابنا يدعى أسامة بن زيد، والذي كان عند النبي صلى الله عليه وسلم في مكانة الحسن والحسين، وهما ابنا فاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب.
في غزوة مؤتة، التي وقعت في السنة الثامنة من الهجرة في جمادى الأول، قاد زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وجعفر بن أبي طالب جيشا إلى الشام لمواجهة الروم، ولكن القادة الثلاثة استشهدوا.
في السنة العاشرة من الهجرة، جهز النبي عليه الصلاة والسلام جيشا آخر لمحاربة الروم في مؤتة، وكان قائد الجيش أسامة بن زيد، الذي كان في ذلك الوقت في العشرين من عمره. وأصيب النبي عليه الصلاة والسلام بمرضه الأخير، ولكنه أصر على إرسال جيش أسامة، وتوفي النبي عليه الصلاة والسلام، وتولى أبو بكر الخلافة، وأصر على تنفيذ رغبة رسول الله بتنفيذ الجيش، وحقق هذا الجيش نتائج مباركة.
منزلة أم ايمن عند رسول الله
كانت أم أيمن من أقرب الناس لرسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان يقول: (أم أيمن أمي بعد أمي)، وكان يناديها بقوله: (يا أمه)، وكان يقول أيضا: (هذه بقية أهل بيتي). وكانت أم أيمن لا تفارق النبي عليه الصلاة والسلام، وعندما هاجر إلى المدينة المنورة، قامت باتباعه. وفي بعض كتب السير، يروى أن أم أيمن قد هاجرت الهجرتين إلى الحبشة والمدينة المنورة.
حضرت أم أيمن جميع المناسبات والأحداث في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، بما في ذلك الغزوات، وكانت تعالج الجرحى وتوزع الماء، وفي غزوة خيبر كانت أم أيمن واحدة من النساء القلائل اللواتي رافقن النبي صلى الله عليه وسلم.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمازح أم أيمن ويداعبها ويضحكها حتى يرتاح قلبها، فعاشت أم أيمن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، لا تفارقه، وعندما توفيت حزنت عليه كما تحزن الأم على ابنها الفقيد.
ام ايمن في رثاء النبي عليه الصلاة والسلام:
عيني تجود، فإنها للدموع دواء، فزد من البكاء
حين قالوا الرسول أمسى فقيـدا *** ميتـا كان ذاك كل البـلاء
وابكيا خير من رزئناه في الدنيـا *** ومن خصه بوحــي السماء
ألقيت منك دموعا غزيرة حتى يقضي الله فيك أفضل القضاء
فلقد كان ما علمت وصولا *** ولقد جاء رحمة بالضيا
ولقد كان بعد ذلك نورا *** وسراجا يضيء في الظلما
طيب العود والضريبة والمعدن، والخيام ختام الأنبياء
الاحاديث التي روتها ام ايمن
روت ام ايمن عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة: عن ام ايمن رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم اوصى بعض أهل بيته فقال: “لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج، ولا تترك الصلاة متعمدًا؛ فإنه من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله، إياك والخمر فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله، لا تنازعن الأمر أهله، وإن رأيت أنه لك لا تفر من الزحف، وإن أصاب الناس موت وأنت فيهم فاثبت، أنفق على أهلك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم، وأخفهم في الله”
وعن أم ايمن قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يجب أن يُقطع يد السارق في الجحفة، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الجزاء على السارق دينار أو عشرة دراهم.
وعن ام ايمن قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يجب عدم ترك الصلاة عمدًا، لأن من يترك الصلاة عمدًا فإنه يُفرط في حقه الذي يحميه الله ورسوله
وفاة أم ايمن رضي الله عنها
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لم يتركوا منزل أم ايمن، وكان أبو بكر الصديق يزورها ولا ينقطع عنها، وعاشت أم ايمن في خلافة أبي بكر وخلافة عمر، وعندما قتل عمر بن الخطاب، قالت أم ايمن قولها المأثور: الآن وهي الإسلام.
عاشت أم ايمن لأكثر من تسعين عاما، وتوفيت بعد وفاة عمر بن الخطاب ببضعة أيام في السنة 23 من الهجرة.