السيرة الذاتية للشيخ طاهر الجزائري
طاهر الجزائري” كان أحد علماء اللغة العربية والأدب ولد في عام 1852 وتوفي في عام 1920 م، كان سوري الجنسية من أصل جزائري. كرس حياته لدراسة العلم والأدب وتميز بموهبته وتفوقه بين أقرانه، كما كان لديه أخلاق حميدة وذكاء وحضور. قرر الانتقال إلى مصر وعاش هناك لفترة قبل العودة إلى دمشق، حيث تولى العديد من المناصب العلمية، بما في ذلك مدير دار الكتب الظاهرية، وعضو في المجمع العلمي العربي بدمشق قبل وفاته بعام. توفي في دمشق ودفن هناك.
نشأته ودراسته:
في عام 1852م، الموافق 1268هـ ولد الشيخ طاهر الجزائري في مدينة دمشق، لأب من أصول جزائرية، أخذ مبادئ القراءة والكتابة عن والده ثم التحق بالمدرسة الجمقية، وتخرج منها يتقن مجموعة من اللغات هي العربية والتركية والفارسية، وغيرها من العلوم على يد العلامة الشيخ عبدالرحمن البوشناقي، وانتقل منها إلى ملازمة شيخه وأستاذه الشيخ عبدالرحمن، الذي أثر في تكوين شخصية وأخلاق طاهر الجزائري بصورة كبيرة جدًا، فأخذ عنه التمسك بالشريعة، وكراهية التعصب والجمود، وحب القراءة، والبعد عن الشهرة والبدع، اتصف الشيخ طاهر بالذكاء والثقافة وفصاحة اللسان وقوة الحجة وكراهية النفاق والمحاباة، مما جعله متميزًا بين أقرانه بالحضور والبديهة حتى انه استطاع تعلم العبرية، والفرنسية، والأمازيغية، والسيريانية، والحبشية.
العمل في مهنة التدريس والتأليف:
في عام 1875م، تم تعيين الشيخ طاهر كمعلم في المدرسة الابتدائية الظاهرية، وفي عام 1877م انضم إلى الجمعية الخيرية، التي أصبحت فيما بعد “ديوان المعارف.” بسبب تفوقه في مجال التعليم، تم تعيينه في عام 1878م بوظيفة مفتش عام على المدارس الابتدائية. بعد ذلك، ظهرت لديه رغبة قوية في كتابة الكتب، وقد تمكن من تأليف جميع كتب المرحلة الابتدائية، بما في ذلك “إرشاد الألباء إلى تعليم ألف باء” و “مدخل الطلاب إلى علم الحساب” و “الفوائد الجسام في معرفة خواص الأجسام” وغيرها من المواد الدراسية. حرص الشيخ طاهر على نشر العلم في مدينته دمشق، حيث سعى لإنشاء تسع مدارس في دمشق، بما في ذلك اثنتان للإناث. وبسبب اهتمام الوالي بأعماله، تم تعيينه بوظيفة مفتش عام للمعارف، لنشر المعرفة والمبادئ العربية والوطنية، وهذا ما كان الشيخ طاهر يحرص على القيام به.
الشيخ طاهر بين مصر ودمشق:
في عام 1907م قرر الشيخ الهجرة إلى مصر والاستقرار بها، واستقر هناك بيت صغير لا يتصل بأحد سوى ببعض العلماء الذين حضروا للاستفادة من علمه، عاش حياته زاهدًا في متاع الدنيا وعكف على التأليف ودراسة البحث العلمي، كان له الكثير من المراسلات مع بعض المستشرقين من الأجانب بلغات مختلفة، كما شارك في تحرير بعض الصحف والمجلات الأدبية، وظل بالقاهرة حتى عام 1918، حين عاوده الحنين لوطنه سوريا وبلدته دمشق فقرر العودة مرة أخرى إلى دمشق وبالفعل في عام 1919 عاد مرة أخرى إلى دمشق وتم تعيينه مدير لدار الكتب الظاهرية، وعضو للمجمع العلمي بدمشق حتى توفى في عام 1920م.
الشيخ طاهر الجزائري مسيرة من العطاء المتواصل:
شهدت حياة الشيخ طاهر الجزائري مسيرة من العطاء والجهد المبذول المتواصل فقد حرص طوال حياته على الاهتمام بالعلم والتسلح به مما جعله ينشئ العديد من المدارس وحلقات العلم وتأليف الكتب الدراسية، كذلك عكف على دراسة اللغة العربية و علم النحو والتاريخ الإسلامي وكذلك العلوم العصرية وتحدث بالعديد من اللغات الحية، عاش حياته مدافعًا عن الدين ومحاربًا الخرافات والبدع والعادات والمعتقدات المخالفة للشريعة.