السمات المشتركة بين دول الوطن العربي
يتكون الوطن العربي من 22 دولة، وتنتشر تلك الدول بين قارتي إفريقيا وآسيا، وتوجد على خريطة العالم ، بالتحديد في شبه الجزيرة العربية أو ما يعرف بالخليج العربي في قارة آسيا وأيضا بين شمال وشرق قارة إفريقيا والشام. وتشترك تلك الدول في بعض السمات مثل الدين واللغة وبعض العادات والتقاليد التي تورثتها الأجيال منذ القدم وحتى الوقت الحاضر، مثل بعض عادات الزواج، وتشترك الدول العربية في ثلاث سمات مشتركة وهي:
- أولًا الدين: ذكرت بعض الأبحاث والدراسات العلمية أن عدد المسلمين في الوطن العربي يبلغ حوالي 350 مليون مسلم من أصل 377 مليون عربي، وهذا دليل قاطع على اشتراك دول الوطن العربي في الدين كسمة من السمات التي تميز الدول عن بعضها البعض، حيث يبلغ عدد مسلمي جمهورية مصر العربية حوالي 73,800,000 مسلما، ويوجد داخل المملكة العربية السعودية حوالي 25,493,000 مسلما.
عدد المسلمين في الجزائر يبلغ حوالي 40,400,000، وفي السودان يكون أقل بقدر ضئيل حيث يبلغ عدد المسلمين فيه حوالي 39,027,950. أما في المغرب فعدد المسلمين يبلغ حوالي 32,381,000، وفي العراق 31,108,000، وسوريا 20,895,000، واليمن 24,023,000، وفي الصومال 9,231,000.
يبلغ عدد المسلمين داخل ليبيا حوالي 6،325،000 شخص، وفي موريتانيا يبلغ عددهم 4،171،633 مسلم، وفي فلسطين يبلغ عددهم 4،298،000 مسلم، وفي الإمارات العربية المتحدة يبلغ عددهم حوالي 3،577،000 مسلم، وفي الكويت يبلغ عددهم 2،636،000 مسلم، وفي لبنان يبلغ عددهم 2،542،000 مسلم.
- ثانيًا اللغة: تتحدث جميع سكان الوطن العربي اللغة العربية، وهي اللغة الرسمية في بعض البلدان الأخرى مثل تركيا ومالي وتشاد وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وإيران. يتجاوز عدد المتحدثين باللغة العربية في العالم 467 مليون نسمة، مما يجعلها رابع اللغات انتشارا في العالم.
كان المتحدثون باللغة العربية في الأصل سكان شبه الجزيرة العربية. ومع ظهور الإسلام وانتشاره داخلها وفي بقية بلدان العالم العربي ، انتشرت اللغة وأصبحت اللغة الرئيسية في جميع بلدان العالم العربي. على سبيل المثال ، كان المصريون يتحدثون اللغة الهيليوغرافية ، ثم أصبحت لغتهم القبطية. وبعد دخول الإسلام إلى مصر عن طريق الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه ، أصبحت اللغة العربية اللغة الرسمية لمصر تدريجيا.
- ثالثًا التاريخ: تشارك البلدان العربية في معظم الأحداث التاريخية، حيث كان معظم سكان المنطقة العربية في الأصل من مجموعة سامية داخل شبه الجزيرة العربية، وانتشروا في جميع مناطق الوطن العربي خلال الهجرات والسفر بغرض التجارة من داخل شبه الجزيرة العربية إلى البلدان الأخرى المجاورة.
بدأ الإسلام نشره في بلاد المغرب العربي على يد الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه، وجاء بعده المسلم موسى بن نصير رضي الله عنه. وتحت قيادة طارق بن زياد تم فتح بلاد الأندلس، ومن ثم دخل الإسلام السودان ومصر، وتوغل داخل كل البلدان العربية.
العادات والتقاليد المشتركة بين بلدان الوطن العربي
تتفق بلدان الوطن العربي في العديد من العادات والتقاليد والأخلاق الفاضلة التي تميزها عن غيرها من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم. ومن بين أهم هذه العادات والتقاليد حسن الضيافة والكرم.
بالإضافة إلى العادات والتقاليد الأخرى التي تورثها الأجيال، فإن الإسلام دخل وانتشر في جميع أنحاء الوطن العربي، وهو الأساس والأصل لمعظم تلك التقاليد والعادات الحسنة. ومن بين أهم تلك العادات والتقاليد:
- حسن الضيافة والكرم.
- رسم الحناء.
- بعض الأطعمة والمشروبات.
- بعض عادات الزواج.
حسن الضيافة كتقليد مشترك بين البلدان العربية
تعتبر حسن الضيافة والكرم من العادات العربية الأساسية والمقدسة، وتعود أصول هذه العادات إلى اثنين من العوامل الرئيسية، الأول هو الدين الإسلامي الذي يشجع دائمًا على الكرم وحسن الضيافة ومعاملة الضيف بأفضل طريقة ممكنة.
بدليل قول الله سبحانه وتعالى في سورة هود: وجاءت قومه يهرعون إليه، وكانوا يعملون السيئات من قبل، فقال: يا قومي، هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، فاتقوا الله ولا تخزوني في ضيفي. أليس منكم رجل رشيد؟.
العادات المشهورة بالترحال لدى البدو دائما جعلت حسن الضيافة والكرم واجبا على كل فرد منهم، وذلك للبقاء على قيد الحياة، ففي الترحال داخل البيئة الصحراوية يجعل الفرد بحاجة دائمة للتزود بالمؤن والزاد، وذلك عن طريق مروره بالقرى والقبائل المتواجدة على جانبي طريقه وطلب الضيافة منهم.
الحناء كعادة وتقليد مشترك بين البلدان العربية
الحناء هي إحدى العادات والتقاليد الأكثر لذة ورقة التي ترتبط بها الدول العربية، حيث ظهرت الحناء قبل حوالي 5000 عام، واعتبرها العرب رمزا للحظ الجيد والصحة، واستخدمتها النساء العرب في الماضي لتعزيز الخصوبة، حيث تختلط الحناء بالماء النقي أو ماء الزهر وتوضع في راحة اليد وعلى القدمين.
كما استخدم العرب القدماء الحناء في الطب وصبغ الألوان كصبغ فراء الحيوانات، وما زال العرب يستخدمونها في الوقت الحاضر في حفلات الزفاف عن طريق رسمها على الأيدي والأرجل بالعديد من الرسومات والزخارف المعقدة.
الأطعمة والمشروبات المشتركة بين البلدان العربية
معظم الأطعمة والمشروبات الموجودة في معظم بلدان الوطن العربي هي موروثات قديمة، كما أن الدين الإسلامي هو المسيطر الرئيسي على ذلك، حيث يحرم على المسلمين بعض الأطعمة والمشروبات مثل لحم الخنزير والميتة وبعض أنواع الحشرات والزواحف والحيوانات، بالإضافة إلى حرمانهم من تناول الخمور وأي شيء يؤثر على العقل.
على الرغم من حظر تناول لحم الخنزير وتناول الخمور في أغلب دياناتهم ومعتقداتهم، يتناول أغلب سكان المنطقة هذه الأطعمة والمشروبات، على عكس معظم البلدان في أوروبا.
من الأفضل للمسلم أن يقوم بإضحية الشاة كل عام، مثل الخرفان والجداول والأبقار والماعز، وذلك لجعل اللحوم تدخل في أغلب أكلات العرب، مثل الفتة والكبسة وغيرها. كما يشتهر العرب بشرب القهوة والشاي ومنقوع التمر والعديد من المشروبات الأخرى.