الساعة البيولوجية في جسم الانسان

الساعة البيولوجية هي نظام موجود في جسم الإنسان ومسؤول عن جميع العمليات الحيوية التي تحدث في جسم الإنسان على مدار اليوم، وتنظم الساعة البيولوجية نوم الإنسان واستيقاظه وغيرها من العادات الدورية التي يقوم بها الإنسان.

ما هي الساعة البيولوجية

الساعة البيولوجية أو الحيوية هي ساعة ذاتية توجد داخل كل إنسان، ولكنها تتأثر بالموثرات الخارجية، مثل التنقل بين المناطق التي تختلف في التوقيت، فعند السفر بين منطقتين بفارق ساعة توقيت، يحتاج الإنسان ليوم كامل حتى يعيد ضبط ساعته الحيوية أو البيولوجية.

تقوم هذه الساعة بتحديد أوقات النوم والاستيقاظ، وتنبه الشخص إلى الوقت، وإذا شعر الجسم بحاجة إلى النوم، فإنها تنبه الفرد بذلك، كما تساعد على تحديد وقت تناول الطعام، وتتحكم في حرارة الجسم خلال الليل والنهار، وبالتالي فهي المسؤولة عن تنظيم حياة الإنسان بشكل عام.

يتم ضبط هذه الساعة وفقًا لجدول زمني خاص بكل فرد، حيث يتم تنظيم كل شيء بطريقة مناسبة لصحة وحياة الفرد، ويتبع هذا الجدول الخاص بالبشر إيقاعات بيولوجية يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية.

تؤدي هذه الساعة إلى تغيير مستوى الهرمونات والمواد الكيميائية في الدم طوال اليوم، وتختلف في كل مرحلة عمرية. كما تنسق أنشطة وخلايا الجسم على مدار اليوم وتتكيف مع التغيرات المحيطة. تنظم عمل الكليتين والجهاز العصبي والكبد، وتختلف هذه التغيرات بناء على الوقت. فعملها في الليل يختلف عن عملها في النهار.

يختلف معدل عمل أجهزة الجسم خلال اليوم، فتختلف سرعتها في النهار عن الليل، ودليل ذلك هو شعور الإنسان بالبرودة في الليل أكثر من النهار، وذلك بسبب تشغيل الأجهزة بأبطأ وترتيبها بحيث يستريح الجسم وترتاح جميع أجهزته، وتعود درجة الحرارة للارتفاع خلال فترة النهار حيث تعمل الأجهزة بأقصى سرعتها.

مكان تواجد الساعة البيولوجية

تمكن العلماء من تحديد مكان الساعة في الجسم الإنساني بدقة، وتبين أنها مجموعة من الخلايا العصبية الموجودة في وسط المخ، وتشكل النواة فوق التصالبية، وهي المسؤولة عن الروتين اليومي للشخص. وتنقسم النواة إلى جزئين، الأول يوجد في الجزء الأيمن من المخ والثاني يوجد في الجزء الأيسر من المخ.

يتألف كل جزء من هذه النواة من عدد كبير من الخلايا العصبية، ويصل عددها إلى عشرة آلاف خلية عصبية، وتوجد هذه الخلايا ملاصقة لبعضها البعض، وتقوم بالتواصل مع كافة أجهزة الجسم لتنظيم عمل أجهزة الجسم على مدار اليوم.

تقع النواة المسؤولة عن تنظيم عمل أجهزة الجسم في قاع الجمجمة، فوق مكان انتقاء العصبيين البصريين، ويتوقف عمل هذه النواة على الضوء، حيث يرتبط بين النور والإضاءة وعمل الأجهزة الداخلية لجسم الإنسان.

ضبط الساعة البيولوجية في جسم الإنسان

عندما ينتقل شخص من مكان إلى آخر ويكون هناك اختلاف في التوقيت بين المكانين، يحدث اضطراب في ساعة الجسم الحيوية للشخص. وبالتالي، يحدث اضطراب في وظيفة كل أجهزة الجسم. من الضروري ضبط هذه الساعة مرة أخرى لتعود للعمل بشكل منتظم. وقد وصل علماء يابانيون إلى وسيلة مناسبة لاستعادة انتظام الساعة الحيوية وعمل أجهزة الجسم معها.

يوجد هرمون في جسم الإنسان يساهم في تذكره للمنطقة الزمنية التي يعيش فيها، ويمكن أن يؤثر على هذا الهرمون بحيث يمكن أن تنسى الساعة الحيوية المنطقة الزمنية السابقة، وبالتالي يمكن أن تعود إلى العمل بشكلٍ منتظم في المكان الجديد.

نصائح لضبط الساعة الحيوية

– لابد من تحديد وقت محدد للنوم والإلتزام به، كما يفضل أن يلتزم الشخص بروتين موحد لكل أيامه، حتى تنتظم الساعة الداخلية وتعمل بإنتظام، فيجب أن ينهي الشخص كل أعماله قبل ميعاد النوم الذي يحدده ويثبته ويلتزم به، حتى تستطيع الساعة الحيوية أن تهئ الجسم للنوم بأن تخفض حرارة الجسم وتقلل من التوتر والعصبية.

يجب معرفة أن الضوء هو ما يحفز الجسم للاستيقاظ، لذلك يجب فتح المصابيح في الغرفة صباحًا أو فتح الستائر للسماح للضوء بدخول الغرفة في الصباح لتحفيز الجسم وتنشيطه ومساعدته على الاستيقاظ والتحضير لليوم.

الليل يحفز الجسم على النوم والاسترخاء، ولذلك يفضل النوم في مكان مظلم خالي من الإنارة، حيث إن الضوء ينشط الجسم ويحفز المخ ويجعله يستيقظ.

لتنظيم الساعة الحيوية، يجب ممارسة الرياضة بانتظام وتجنب تناول الطعام قبل النوم، والتقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، خاصة عندما يقترب موعد النوم.