الرهاب المدرسي لدى الاطفال وطرق العلاج
يمر جميع الأفراد في مرحلة معينة من حياتهم بفترة الخوف من المدرسة، وهذه الفترة تنغص على فرحة الطفولة، خاصة إذا كانت المدرسة جديدة وتتطلب من الطفل التأقلم على بيئة جديدة. يؤثر ذلك على سلوكياته، ويرغب في الحصول على وقت كاف للتأقلم مع المكان الجديد. فكرة الخوف من المدرسة أو رهاب المدرسة تعتبر نوعا من الاضطرابات النفسية المصحوبة بالقلق، ويحدث عادة في الأطفال الذين يبلغون من العمر ست سنوات أو سبع سنوات، أما الأطفال الأكبر سنا فيعانون من رهاب اجتماعي، ويشعرون بالخوف عند التعامل مع عدد كبير من الأشخاص.
أسباب رهاب المدرسة
أول شيء هو الخوف من المدرسة دائما و هذا يكون بسبب الأهل، حيث أن الأهل من شدة حرصهم على تعليم الأطفال يقومون بتوجيه نصائح مشددة للطفل، فتوحي اليهم هذه النصائح صعوبة ماهم قادمون عليه و بالتالي تكون النتائج عكسية، و من ضمن الأسباب أيضا هو البدء في الدراسة و خاصة ان كانت المدرسة جديدة على الطفل، حيث أن الانتقال من مدرسة الى مدرسة مختلفة لا يعتبر أمر سهل عند الطفل، و أيضا اذا حدثت مشكلة عائلية عند الطفل تؤثر على نفسيته مثل وفاة شخص أو مرض مزمن، و من الأسباب أيضا تعرض الطفل الى تجربة قاسية وتظل في فكره دائما، مثل التعرض الى حادثة اغتصاب أو اذا رأى حادثة كبيرة أو مظهر مأساوي، و العنف في المنزل دائما ضد الطفل أو سوء في معاملته.
يؤثر شعور الطفل بعدم قدرته على اللحاق بأقرانه في السن وزملائه في المدرسة على خوفه من المدرسة. بعض الأطفال يعانون من فوبيا المدرسة بسبب حالة طبية، مثل فقد الانتباه أو فرط الحركة، ويمكن أن يكون تغيب الطفل عن المدرسة لفترات طويلة بسبب المرض أو الإجازات الرسمية سببا لشعور الطفل بأن الدراسة طويلة ومملة. ويشعر الطفل بالقلق عندما يتعرض للتهديد بالاستبدال بمولود جديد الذي سيأخذ مكانه في حياة والديه.
أثر المبنى المدرسي
المدرسة من الممكن تكون عند الطفل أحب اليه من البيت و يفضل البقاء فيها باستمرار، و هذا في حالة ان كان المبنى المدرسي جاذب اليه و يتصف بالعصريه و يساعده في التوجيه الى مستقبله، أيضا يجب أن يكون المبنى المدرسي يشمل على صفوف صحية و تكون بألوان متناسقة و محببة لدى الأطفال، و أيضا مرافق تخدم الأنشطة بأنواعها المختلفة و المختبرات العلمية، و لابد أيضا أن يوجد في المبنى مرافق خاصة بالأنشطة الرياضية مثل الملاعب و المسابح و صالات الرياضة، و الاهتمام بالترفية و الفنون و الموسيقى و الأنشطة من هذه الأنواع.
حيث أنه ان كانت البيئة المدرسية بيئة سليمة تراعي صحة الطالب و تبعده عن الضغوط النفسية، و أيضا لا تقوم بفرض السياسة و لا يوجد بها قهر من المدرسة، و توسع من الاهتمام بمشاعر الطالب و توفر بيئة ناجحة و صالحة للتعليم، فان ذلك يساعد في الاهتمام بمستقبل الطالب و يكون مستقبل ناجح، و أيضا مطلوب من الأسرة ان تقوم بمتابعة الطفل و الاهتمام به و توجيهه دائما و تحميسه، و تقوم بزيادة دافعيته الى التعليم و زيادة شعوره بالمسؤولية تجاه اسرته و مستقبله.
علاجات الرهاب من المدرسة
في حالات الخوف من المدرسة و الذعرلا يتم وصف أدوية لهذه الحالة، و لكن يجب عمل عدة خطوات تساعد في حب الطفل للمدرسة و لا يخاف منها، في البداية ان كان الطفل يشعر بالخوف و الذعر من المدرسة فلا يجب ابقائه في المنزل و غيابه من المدرسة، و ان كان الطفل يعاني من موضوع الذهاب الى المدرسة، فلا بد أن هناك مشكلة يعاني منها الطفل و يجب حلها و الذهاب الى المدرسة و التحاور و معرفة المشكلة من جذورها، و لا يتم تغيير المدرسة في حالة الخوف منها حيث أن الخبراء النفسيين في هذه الحالة يعطون وقت للتأقلم على المدرسة، و على المدرسة عدم تسليم الطلاب الكتب المدرسية في أول يوم دراسي، بل يتم الانتظار يوم أو يومان حتى يكون الطالب قد تعود على المدرسة و على زملائه.