الرأي الشرعي في تجميد البويضات
تجميد البويضات أو ما يعرف بحفظ الخلية البيضية الناضجة عن طريق التجميد، قد تكون واحدة من الطرق التي تساعدك على تحقيق أحلامك في الإنجاب. تساعد هذه الطريقة النساء على الحمل في المستقبل، حيث يتم استخراج البويضة من رحم المرأة وتجميدها للاستخدام المستقبلي، سواء للاستخدام في وقت لاحق أو للتلقيح بحيوان منوي من الزوج وزراعتها في رحم الأم للحمل بما يعرف بأطفال الأنابيب.
رأي الشرع في تجميد البويضة وأطفال الأنابيب
بعد الاطلاع على هذا الموضوع من قبل المختصين في الجانب الطبي والفقهي، والتشاور فيه، تم التوصل إلى قرار بشأن جواز هذا الأمر في الدين الإسلامي، وكان هناك العديد من النقاشات حول هذا الموضوع التي سنناقشها هنا. وقد تم اعتراض على هذا الأمر لعدة أسباب، ومنها:
يتطلب هذا الأمر الكشف عن العورة المغلظة للمرأة أكثر من مرة، وفي أماكن حساسة وحرجة، ولكن هذا الأمر لا يشكل حياة المرأة بشكل كبير.
-حتى يتم إتمام هذه العملية، يجب استخلاص السائل المنوي من الرجل بطريقة غير قانونية، أي بدون ممارسة الجنس بين الرجل وزوجته. فقد ذكر الله في الآيات من 5 إلى 7 في سورة المؤمنون (والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون). لذلك، فإن الاستماء محظور حتى لو كان بعض الناس يتجاهلون هذا الأمر، ولا يعني أن زيادة الاقتراف في الحرام يجعله مباحا.
-الخوف من اختلاط الأنساب خلال عمليات الحصول على ماء الرجل والبويضة من المرأة وتحضيرهم للتلقيح، من الممكن أن يحدث خطأ بقصد أو بدون قصد فالخطأ البشري وارد، فمن الممكن أن يتسبب قليلين الأخلاق وفاسدين الزمة بالتبديل بين الحيوانات المنوية أو البويضات، وهناك بعض حالات التجارة في هذه الأمور.
-من الممكن أن يكون الطبيب يريد أن يظهر قدرته على علاج العقم سواء عند الرجال أو النساء فيقم بتبديل الجزء المصاب مثل الحيوانات المنوية للزوج أو بويضة المرأة بأخرى سليمة حتى تنجح العملية ويثبت نجاحه ويحقق الشهرة من خلف هذا الاحتيال، رغم الضرر الذي من الممكن أن يحصل بسبب هذا الفعل من اختلاط في الأنساب وهو محرم شرعاً.
ومع ذلك فقد أقر أغلب علماء المسلمين على إجازة عملية أطفال الأنابيب وهذا لمراعاة رغبة الأزواج ممن يبتليهم الله ببعض الأمراض والمشاكل التي تمنعهم من الحمل وإنجاب الأطفال، والتي تعد قريبة من رغبة الإنسان في الحياة فتجد بعض النساء تبقي على جنينها برغم على أن هذا الأمر به خطر عليها، فقد ساوه علماء المسلمين بالرغبة في الحياة وهي من الضرورات الخمس، ولهذا أجاز علماء المسلمين هذه العملية ولكن بشرط ضرورة الحفاظ على الأنساب وعدم تعرضهم للاختلاط.
حفظ البويضات أو تجميدها
يوجد عدة أغراض لتجميد البويضات أو حفظ بويضات المرأة المخصبة، منها:
يمكن أن تفشل عملية حقن البويضة بعد تلقيحها مرة أخرى في الأم، ويتم الاحتفاظ ببعض البويضات المخصبة للمحاولة في وقت لاحق بعد عدة أشهر.
يشملالعلاج حقن البويضة الملقحة في رحم الأم للحمل مرة أخرى، ولكن يتم ذلك بعد مرور حوالي سنتين من الحمل السابق.
يمكن بيعها أو التبرع بها لامرأة أخرى، وهذا يحدث في بعض البلدان.
-استعمالها في بعض التجارب والإجراءات الطبية.
تختلف طرق حفظ البويضات الملقحة بسبب اختلاف أغراض استخدامها، فالغرض الثالث مثلاً يُحرم بسبب عدم جواز اختلاط الأنساب، والغرض الرابع غير جائز لأن مكانة الإنسان التي وضعها الله له أكرم من أن يجري عليها التجارب، وتُعد البويضة الملقحة بداية لحياة الإنسان.
الغرضان الأول والثاني هما موضع نقاش وجدل بين علماء المسلمين، ولكنهم أجازوا ذلك بشرط توافر أربعة ضوابط
-الضابط الأول: عملية التخصيب تتم بين زوجين، حيث يكون الحيوان المنوي من الزوج والبويضة من الزوجة، عندما يتم إدخال البويضة في رحم المرأة أثناء العلاقة الزوجية بين الزوجين. وبالتالي، لا يجوز ذلك في حالة حدوث الطلاق بين الزوجين أو وفاة أحدهما.
-الضابط الثاني: – “يتم حفظ اللقاحات المخصبة بأمان تحت رعاية مشددة لمنع اختلاط الأنساب.
-الضابط الثالث: لا يتم تبرع أو بيع البويضة الملقحة، ولا يتم زرعها في رحم امرأة أخرى لأي سبب من الأسباب.
-الضابط الرابع: هل يوجد أي آثار جانبية على الجنين بسبب تجميد البويضة مثل التشوهات الخلقية أو التأخر العقلي وغيرها من الأمور، أم لا؟.