منذ بعث الرسول، عليه الصلاة والسلام، وهو يدعو إلى الحق ويحمل رسالة الإسلام ليبلغها للعالم، ويتضمن هذا الدين الخير والتسامح والخلق الكريم. نزلت سورة الحجرات لتأكيد على هذه الرسالة الكريمة وتعليم المسلمين آداب الإسلام والخلقالكريم
سورة الحجرات
– سورة الحجرات هي سورة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدنية المنورة ، وهي ككل السور التي انزلت في المدينة تحمل الكثير من التوجيهات الأخلاقية وكل ما يتعلق بتعاملات المسلمين مع بعضهم البعض.
تتكون سورة الحجرات من ثماني عشرة آية فقط، وثلاثمائة وثلاث وأربعون كلمة، وألف وأربعمائة وستة وسبعون حرفًا، ويتميز أكثر ما يميزها بتوجيهها للمسلمين لآداب التعامل وتعليمهم آداب الإسلام .
سبب تسمية سورة الحجرات :
– سميت سورة الحجرات بذلك الاسم، نسبة إلى بيت الرسول صلى الله عليه والسلام ، حيث كان بيت النبي مكون من عدة حجرات تسكن فيها زوجات الرسول ، وقد ذكر الله تعالى في السورة بيت النبي ومدى حرمة ذلك البيت.
فضل سورة الحجرات
تتمتع سورة الحجرات بفضل عظيم، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من قرأ سورة الحجرات يعطى مثل الأجر الذي يعطى لمن أطاع الله وعصاه، وهذا يدل على أهمية قراءة هذه السورة وفضلها .
سبب نزول سورة الحجرات
– أنزل الله تعالي سورة الحجرات لتعليم المسلمين آداب التعامل مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم رفع صوتهم على صوته، كما نهى المسلمين على مناداة الرسول باسمه حيث قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ).
كما نهى الله المسلمين عن رفع أصواتهم على بعضهم البعض، وخص الله سيدينا أبو بكر وعمر بتحذيرهما من رفع أصواتهما في مجلس الرسول، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ).
الدروس المستفادة من سورة الحجرات :
تحتوي سورة الحجرات على عدد كبير من التوجيهات التي تهدف إلى تعليم الناس الأخلاق والآداب، ومن بين الدروس التي يمكن استخلاصها من سورة الحجرات:
تعلم من سورة الروم أهمية التأكد من صحة الأخبار قبل نقله، حتى لا يتسبب نقل الأخبار الزائفة في إلحاق الضرر بأشخاص أبرياء، فقد وصف الله تعالى ناقل الحديث الكاذب بالفسق والفساد في الأرض.
– نتعلم من سورة الحجرات ألا نسئ الظن بالناس، فقد نهى الله عن كثرة الظن، كما نهى عن التجسس، وألا يتحدث شخص عن آخر في غيابه فقد حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
تعلمنا من سورة الحجرات مبدأ الأخوة والتفاهم بين المسلمين، حيث وضعت المبادئ الأساسية للتسامح بينهم لتجنب تصاعد الخلافات.
من السورة الكريمة نتعلم احترام كبير السن والمقام، وعدم النداء إليه بدون الألقاب المناسبة، ونتعلم أيضًا عدم رفع أصواتنا فوق بعضنا البعض .
نتعلم من هذه الآيات العظيمة أن الله خلق جميع الشعوب سواء، وأن التقوى والإيمان والعمل الصالح هم الأشياء التي تميز بين الأفراد، ونتعلم من سورة الحجرات عدم السخرية من الآخرين وأن يتعامل الناس مع بعضهم بأحسن الأسماء.
-كما نتعلم مبدأ الإصلاح بين الجهات والأشخاص الذي بينهم خلافات، وأن نحكم بينهما بالعدل، ولكن عندما تطغى جه على الأخرى فيجب أن تحاول ارجاع هذه الفئة إلى عقلها حتى ولو بالقوة، حيث قال تعالي (إِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)