الحقبة التاريخية من عهد ادم إلى إبراهيم
تاريخ البشرية منذ خلق آدم وحتى إبراهيم الخليل عليه السلام
في الديانات الثلاثة – اليهودية والمسيحية والإسلام – يعتقد أن الله خلق آدم عليه السلام أول إنسان، وأنه شعر بالوحدة والعزلة، لذلك خلق الله له من ضلعه السيدة حواء لكي تكون رفيقته وتشاركه في الحياة. وحذر الله آدم وحواء من الاقتراب من الشجرة، ولكن الشيطان الذي رفض السجود لآدم، أغواهما ليأكلا من الشجرة، وسقطا من الجنة ليعيشا على الأرض، وتاب الله عليهما
نزل آدم عليه السلام وحواء إلى الأرض، وكانت حواء تنجب توأما في كل بطن لها. وكانت شريعة الله في ذلك الوقت، قبل أن يسكن الأرض بشرا غير آدم وحواء، أن يتزوج ذكر البطن الأولى من أنثى البطن الثانية والعكس، أما أولاد البطن الواحدة فيحظر عليهم أن يتزوجوا بعضهم
وأنجبت حواء من أحشائها لآدم قابيل ابنه الكبير وهابيل الصغير، ووفقا للشرع، كان من الضروري عدم زواجهما من نفس الأخت في البطن، ولكن قابيل رفض ذلك وأراد أن يتزوج أخته من نفس الأب، وحدثت بينهما القصة المشهورة للخلاف، وقام قابيل بقتل أخيه هابيل، وكان هذا هو أول جريمة أرضية كما هو معروف، وكما ذكرته القرآن الكريم، وبعدهما جاء شيث ابن آدم الذي يعتبر نبيا من قبل المؤرخين، وتكاثروا بالأبناء والبنات، وعاش شيث وأولاده يؤمنون بتوحيد الله سبحانه وتعالى
النبي إدريس عليه السلام
هو النبي الأول بعد آدم وابنه شيث، وذكر في القرآن الكريم: {واذكر في الكتاب إدريس ۚ إنه كان صديقا نبيا * ورفعناه مكانا عليا} [مريم: 56-57]. والغرض من إرسال الأنبياء عبر العصور هو التوحيد، ودعوة الناس لعبادة الله وحده، ونشر العدل والأخلاق في البلاد. ويقال أنه كان أول من خط بالقلم
نبي الله نوح عليه السلام
كانت الفترة بين أدم ونوح حوالي عشرة قرون، كانت فترة توحيد وعبادة لله، كما ذكر ذلك من الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حيث قال: `كان الناس أمة واحدة، فبعث الله الأنبياء مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم. فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم` [البقرة: 213].
لقد جاءت مجموعة من الناس وأرادوا الاحتفال بذكرى الصالحين عن طريق صنع تماثيل لهم، وذلك بأمر من الشيطان، وبعد وفاتهم، جاءت أجيال جديدة وأخبرها الشيطان أن هذه التماثيل هي آلهة تستحق العبادة، ولكن حضر النبي نوح عليه السلام ليدعو الناس للتوحيد، ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته لسنوات عديدة.
بعد حدوث الطوفان الذي غمر الأرض وكل ما عليها، نجا فقط من كان على سفينة نوح، وبدأوا عهدا جديدا للإنسانية، حيث تكاثرت الأجيال وانتشرت في جميع أنحاء الأرض، وعادوا لعبادة الأصنام والشرك
نبي الله إبراهيم عليه السلام
إبراهيم عليه السلام هو من ذرية سام بن نوح عليه السلام، أرسله الله قومه يدعوهم لعبادة الله الواحد، مجادلة النمرود، ويحكي القرآن عن نجاته من النار التي ألقي فيها لما هدم أصنامهم وأقام عليهم الحجة، وترك إبراهيم عليه السلام لهم الأرض، وسافر وزوجته، ولما زار مصر وأهداه ملكها زوجته هاجر التي أنجب منها إسماعيل، ثم أنجب من سارة إسحاق، ومات إبراهيم عليه السلام، لتنتهي حقبة زمنية بدأت بآدم عليه السلام، وحتى إبراهيم عليه السلام.
ما هي قصة أدم وحواء
تروي القرآن الكريم قصة خلق آدم، حيث أراد الله خلقا يعمر الأرض، فخلق آدم وحواء من ماء وطين، وهذا ما أخبر به الله. وعندما قال الله للملائكة: “اسجدوا لآدم”، سجدوا جميعا إلا إبليس الذي رفض وقال: “هل أسجد لمن خلقت من طين؟”، فأخبره الله بأن آدم هو الخليفة على الأرض وأنه سينتشر ذريته على الأرض. ويأتي هذا الحديث في سورة الإسراء الآية 61 و62
ثم خلق الله آدم من حمأ مسنون، ثم خلقه من صلصال، ثم تكوين آدم عليه السلام في صورة وهيئة، وبعد مدة نفخ الله فيه من روحه ووهبه البصر والسمع، وخلق الله حواء من ضلع آدم لتكون زوجته ومسكنه
بعد أن أغوى الشيطان آدم وحواء، هبطوا إلى الأرض وتابوا إلى الله، فتاب الله عليهم، ليبدؤوا رحلتهم البشرية على سطح الأرض، وبدؤوا في إعمارها والإنجاب، ثم تعرضوا لأول حادثة على الأرض، وأول جريمة، ثم تكاثروا وربوا أبناءهم على التوحيد، ورزقهم الله بنبي صالح، ومن بعده نزلت رسالة أخرى، حتى حان الوقت الذي ينكرون فيه الناس عبادة الله، فبدأت رسالات الله بالتوالي لتهديتهم.
بحث مختصر عن إبراهيم عليه السلام
إن الناظر في التاريخ، والمتابع يجد أن شجرة ذرية إبراهيم عليه السلام هي السبب في أن أطلق عليه أبو الأنبياء، إنه عليه السلام من ذرية نوح ( واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً ) مريم/41، وكان إبراهيم عليه السلام صاحب صفات وأخلاق قد أثنى عليها الله في كتابه الكريم، وكيف أنه كان عابد لله شاكر لنعمته، وأنه من الصالحين في الآخرة كما ذكر في سورة النحل.
وبالنسبة لأبنائه، ولد له اسماعيل عليه السلام الذي يعتبر جد العرب، وإسحاق عليه السلام الذي يعتبر أبا ليعقوب عليه السلام الذي يعرف باسم إسرائيل، ومن نسل إسماعيل عليه السلام جاء النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نسل إسحاق عليه السلام ويعقوب عليه السلام جاء يوسف عليه السلام وجميع أنبياء الله الآخرين صلى الله عليهم وسلم
وكما سبق بيان حياة إبراهيم عليه السلام، حيث دعا قومه من أهل العراق فرفضوا الدعوة وحاربوه، وسافر إلى الشام، وتركهم وعندما أنجبت زوجته هاجر عليها السلام ابنهما إسماعيل عليه السلام، ذهبوا كما أمرهم ربهم إلى أرض الحجاز، وعاشوا في مكة، وجاءت القبائل واستقرت حولهم، وكبر إسماعيل عليه السلام وتزوج منهم، وكانوا من قبائل اليمن وعمروا الأرض فيها، وبنوا مع والده الكعبة المشرفة
ولدت سارة إسحاق عليه السلام، والذي ولد بعده ابنه يعقوب عليه السلام، والذي أنجب يوسف عليه السلام. عاشوا في مصر لسنوات حتى جاء فرعون وأذاقهم العذاب، وجاء موسى ليخرجهم من أرض مصر ويعيدهم إلى الأرض المقدسة في الشام مرة أخرى.
حساب تاريخ البشرية بطريقة افتراضية
يفترض أن عمر البشر على سطح الأرض بدأ منذ حوالي خمسة ملايين سنة وحوالي مئتي ألف سنة تقريبا، وذلك بناء على حساب عمر نبي الله نوح عليه السلام، وتلك محاولات لحساب العمر في الفترات التي تتراوح بين آدم عليه السلام ونوح عليه السلام، ويفترض أن آدم عاش حوالي ألف سنة، وبين آدم ونوح عشرة قرون، ومع حساب السنوات بين الأنبياء وأجيال أخرى ومع احتساب تناقص الأعمار بين كل جيل والجيل الذي يليه، تشير النسبة التقريبية إلى أن عمر الإنسان على الأرض على الأقل يتجاوز خمسة ملايين سنة، وتحسب بالسنة الشمسية