الحضارة الآرامية
تعد الحضارات هي تلك الفترات التي قد شكلت كل من الماضي والحاضر، وكان العالم قد شهد العديد من الحضارات المختلفة في جميع شعوب الأرض، وكانت كل حضارة بها ما يميزها عن غيرها، كما كانت كل حضارة يحكمها مجموعة من القوانين والعادات، بالإضافة إلى ان كل حضارة كان بها العديد من العلوم التي ميزتها عن غيرها، ولكل حضارة أيضا آثار واضحة إلى يومنا هذا، وفي هذا المقال سوف نقوم بتناول الحضارة الآرامية بجانب من التفصيل.
الحضارة الآرامية
كانت تلك الحضارة موطنها الأساسي في وسط وشمال سوريا، بالإضافة إلى الجزء الشمالي الغربي من البلاد، في المنطقة المحاطة بين النهرين. كما كانت الجزيرة العربية الموطن الأصلي لهم، ويرجع نسبهم إلى آرام بن سام بن نوح. انتهى حكم الدولة الآرامية بغزو الاشوريين، وتعرضوا لهجمات متعددة من الكنعانيين والعبرانيين والحيثيين. وسميتهم المؤرخون اليونانيون بالسريان.
كما أنهم يشعب يعود نسبهم إلى آرام بن شام كما ورد في العهد القديم، وكانوا الآراميون قد انطلقوا من الصحراء السورية في العام 2300 قبل الميلاد، واستقروا بشكل مبدئ في حران، كما أنهم قاموا بتأسيس العديد من الممالك المستقلة، ودخلوا في مختلف الصراعات مع الأشوريين بالإضافة إلى العديد من الشعوب المجاورة لهم مثل الحيثيين الذين كانوا في شمال سوريا وفي داخلها، ولكن الأشوريين قد استطاعوا في نهاية تلك المعارك من السيطرة على النفوذ الآراميني والقضاء عليه بشكل كامل في عام 710 قبل الميلاد، وانتهي الأمر بسقوط أخر مملكة لهم في شمال سوريا.
على الرغم من أن الأشوريين حققوا انتصارات عسكرية تامة على الحضارة الآرامية، إلا أنهم كانوا لهم نفوذ حضاري وثقافي كبير في ذلك الوقت، وخاصة في تلك الممالك التي بقيت تحت سيطرتهم، ولعبت تلك الممالك دورا كبيرا حتى سقطت في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد، ومن بين تلك الممالك مملكة الرها التي تقع الآن في تركيا، ومملكة تدمير التي تقع في سوريا، وكذلك مملكة الحضر التي تقع في العراق.
حيث أطلقت المؤرخون تسمية السريان على الأراميين قبل الميلاد بفترة طويلة، وتختلف وجهات النظر بين المؤرخين حول هذا الاسم، فبعضهم يربطه بسوريا وبعضهم يربطه بأشوريا. أصبحت تسمية السريان شائعة بوضوح بعد اعتناق الأراميين المسيحية في القرن الأول الميلادي، وأصبحت الكلمتين الآرامية والسريانية تعنيان نفس المعنى.
أشهر الممالك الآرامية التي سقطت في الفترة التي كانت قبل الميلاد
مملكة بدان آرام
تقع هذه المملكة في حوض البيليخ، ومركزها هو مدينة حران، وتم ذكرها في مختلف النصوص المصرية، ويعود أصلها إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد.
مملكة آرام نهرين
تقع تلك المملكة بين نهري خابور والفرات، وتمتد تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، واستمرت حتى القرن الثامن قبل الميلاد قبل أن تتعرض لغزو من قبل سرجون الثاني في عام 717 قبل الميلاد، واليوم تحولت إلى مدينة جرابلس السورية.
مملكة بيت عديني
تقع تلك المملكة بين نهر البليخ في الشرق ونهر الفرات في الغرب، وانهارت تلك المملكة تحت حكم الآشوريين في عام 856 قبل الميلاد، وذلك في عهد شلمنصر الثالث.
مملكة بيت باخياني
كانت عاصمة تلك المملكة غوزانا الميتاتية القديمة، وهي تل خلف اليوم، وتقع بالقرب من رأس العين السورية.
مملكة بيت زماني
تقع تلك المملكة بين نهر الفرات وينابيع الخابور، وكانت عاصمتها مدينة آمد، بالإضافة إلى ديار بكر في سوريا، وتم القضاء عليها بشكل نهائي في القرن العاشر قبل الميلاد.
مملكة شم أيل
تأسست تلك المملكة في القرن العاشر قبل الميلاد، وهي واحدة من أكبر الممالك الآرامية التي امتدت من حلب إلى حوض النهر الأسود، وكانت عاصمتها زنجرلي، وكانت تدفع أموال الجزية للأشوريين.
دويلات معكا وجشور ورجوب
تقع المنطقة التي يتم الحديث عنها في الجنوب الغربي من الهلال وتمتد حتى الخصيب، وتقع في أقصى الشمال من فلسطين، وتحديداً بالقرب من جبل الشيخ، وكانت تقع بين دمشق واليرموك، ووردت ذكراً لهافي العهد القديم أنها كانت موجودة في أيام الملك داود.
مملكة لركم نشأت
تقع تلك المملكة في المنطقة الجنوبية وكانت موجودة في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وكانت مدينة مر كاسي هي عاصمتها، وقد سقطت المملكة بأيدي سرجون الأشوري.
مملكة سوجي
نشأت تلك المملكة بين نهريّ الأخابور و الليخ في نهاية القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وتم القضاء عليها في عام 879 قبل الميلاد