الحساسية النفسية و الامراض الجلدية
في موضوع سابق ناقشنا ان كان هناك علاقة بين الحساسية النفسية و الامراض الجلدية ، و كانت الاجابة بنعم . فذكرنا بعض تلك الامراض ، و قلنا ان الحساسية النفسية و الامراض الجلدية يعتبروا وجهان لعملة واحدة ، فبعض الاشخاص تتسبب لهم الحساسية النفسية بظهور بعض الامراض ، و هناك اخرين يكون لديهم حساسية نفسية بسبب معانتهم من أحد الامراض الجلدية.
تحدثنا في الموضوع السابق عن الثعلبة الموضوعية، والبهاق، وتقرحات الفم، والحكة والاكزيما العصبية، وقصف أو نتف الشعر. لذا دعونا نستكمل ما بدأناه في الموضوع السابق .
1) تساقط الشعر :- في كثير من الأحيان يواجه الأشخاص العديد من الاضطرابات الخارجية التي تؤثر بشكل كبير على دورة الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل كبير في مناطق مختلفة من فروة الرأس، وتظهر هذه الحالة عادة بعد مرور فترة قد تمتد لعدة أسابيع أو أشهر من التعرض للحالة النفسية الصعبة والقاسية، وفي بعض الأحيان يكون السبب مختلفا، كما في حالات الولادة والجراحات الكبيرة والإصابة بارتفاع درجة الحرارة واتباع حمية غذائية غير صحية لها دور كبير في تساقط الشعر .
المشكلة تكمن هنا في أن سقوط الشعر لا يقتصر على منطقة محددة كما هو الحال في حالات مرض الثعلبة، وإنما يشمل جميع مناطق الرأس. وقد يستمر السقوط لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع ثم يتوقف. في هذه المرحلة، تبدأ البصيلات المضطربة في العودة إلى نشاطها الطبيعي، وبذلك يعود الشعر للنمو بشكل طبيعي خلال عدة أشهر بدون علاج. ولكن في بعض الحالات، يقوم الطبيب بوصف بعض الفيتامينات والمهدئات .
في هذا المرض يمكننا ان نرى بوضوح العلاقة بين الحساسية النفسية و الامراض الجلدية . فاما ان يكون البداية سبب نفسي ادي الى ظهور المرض ، و ان كان سبب اخر كالولادة او الحمية ، فان المريض يدخل في حالة نفسية سيئة ، و تكون الحساسية النفسية مرتفعة عنده بشكل كبير ، فهو يعتقد ان الجميع ينظر اليه .
2) الحزاز :- الحزاز هو مرض مزمن وغير معد يؤثر على الجلد والأغشية المخاطية. وتتمثل أعراضه في حبيبات مسطحة ومرتفعة اللون البنفسجي مع حكة شديدة. لا يزال سبب الإصابة بهذا المرض غير معروف، ولكن هناك نظريات طبية تشير إلى أن سبب الإصابة هو رد فعل للجسم عندما تحدث اضطرابات متكررة في الحالة النفسية، مثل القلق والتوتر والانفعال. تظهر الإصابة بوضوح في الجهة الداخلية من المعصم والساعد والفخذ. في بعض الحالات، يمكن أن يؤثر المرض على مناطق أخرى أكبر من الجلد والأغشية المخاطية .
إذا لاحظت تغيرا في شكل الجلد، يجب عليك مراجعة الطبيب المتخصص لتشخيص حالتك وعلاجها. إن الاهتمام بالراحة النفسية والجسدية يلعب دورا كبيرا في نجاح العلاج. في بعض الحالات، قد يستغرق العلاج عدة أسابيع. يجب استخدام المراهم والأدوية الموصوفة بانتظام وعدم التهاون بها، ويجب تجنب حك المناطق المصابة لتجنب ظهور بثور جديدة .
3) الهربس البسيط :- يعد الهربس مرضا فيروسيا جلديا معديا، يسببه فيروس يسمى هربس، ويوجد نوعان من الإصابة به، الأول يصيب الوجه حول الشفاه والخدود عادة، وقد يصيب الفيروس في بعض الأحيان أجزاء أخرى من الجسم، والنوع الثاني يصيب الأعضاء التناسلية لدى الرجال والنساء، وينتقل العدوى عن طريق الملامسة المباشرة للمريض أو العدوى الذاتية أو عن طريق الاتصال الجنسي .
تنقسم الإصابة بالفيروس إلى نوعين: النوع الأول هو الإصابة للمرة الأولى بالمرض، والنوع الثاني هو تكرار الإصابة بالمرض .
1) الاصابة للمرة الاولى : تحدث بسبب عدوى فيروسية .
2) الاصابة المتكررة : تحدث عادة بسبب حدوث خلل في جهاز المناعة، و في بعض الأحيان تحدث عقب الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، أو أثناء الدورة الشهرية لدى السيدات، في أحيان أخرى يكون ارتفاع درجة حرارة الجسم هو السبب في حدوثها، وأحيانا أخرى يكون التعرض لأزمة نفسية هو السبب. في بعض الأحيان يكون السبب غير معلوم. ينشط الفيروس الكامن، الموجود من الإصابة في المرة الأولى مؤديا إلى حدوث إصابة أخرى، تسمى: الهربس البسيط، وتظهر أعراضه في شكل: حبيبات مائية صغيرة متجمعة، تحيطها هالة حمراء، وعادة ما يسبق هذا الظهور حكة وحرقة شديدة في مكان الإصابة. في الحالات البسيطة يختفي المرض دون الحاجة للتدخل الطبي، في الحالات الشديدة يقوم الطبيب بوصف أدوية موضعية، كالمراهم والكريمات أو أدوية تؤخذ عن طريق الفم .