الحالات التي عالجها فرويد
الحالات المرضية التي قام فرويد بعالجها
اعتقد العديد من الأشخاص إن نظريات وأفكار فرويد ذات فكر ومعتقد قديم ولكن بعد النتائج العلاجية التي حققها فرويد لا يمكن إنكار التطوير الخاص بتقنيات علم النفس التي حققها بالإضافة إلى نتائج التحليل النفسي لذلك سوف نقوم بذكر بعض الجالات المرضية التي قام فرويد بعلاجها وهم التالي:
Mathilde Schleicher
كانت هناك امرأة تدعى ماتيلد شلايشر، وهي تعد واحدة من أوائل الحالات التي عالجها فرويد عندما بدأ ممارسة مهنة الطب في قسم الأعصاب في عام 1886. بدأ مرض هذه المرأة بعدما تخلى عنها خطيبها، وظهرت عليها أعراض الصداع النصفي وزادت مشاكلها الصحية حتى تعرضت للإكتئاب العميق، ولذلك تم اختيار فرويد ليقوم بعلاجها. وفعلا، بدأت معه الجلسات العلاجية باستخدام التنويم المغناطيسي منذ أبريل 1886، وفي يونيو 1889 تعافت تماما من حالتها الإكتئابية.
بعد شهر من تاريخ سابق، عانت المريضة مجددا من الأرق والهوس وحدوث تشنجات منتظمة، وتم إحالتها مرة أخرى للعلاج عند فرويد، وتم تشخيص حالتها بمرض اضطراب ثنائي القطب والهوس، وتم علاجها لمدة سبعة أشهر متواصلة باستخدام عدة أنواع من المهدئات، وبدأت نوبات الهوس تتلاشى تدريجيا حتى شفيت وخرجت من العيادة في شهر مايو عام 1890، ولاحقا أصيبت بتليف الكبد وتوفيت في شهر سبتمبر من نفس العام.
ليتل هانس
كان هناك صبي يبلغ من العمر خمس سنوات يدعى `ليتل هانس`، وكان يتلقى العلاج عند فرويد بعدما جلبه والده بسبب خوفه الشديد من الخيول، وتبين أن الصبي اكتسب هذا الخوف بعدما رأى الخيول ترتدي كمامات سوداء وتجر عربات كبيرة تحمل أشخاصا، وكان المنزل قريبا من أسطبل الخيول. وقد عزا فرويد خوف الصبي من الخيول إلى ارتباط الصبي بكمامات الوجه السوداء التي كان يرتديها والده، ولهذا السبب ربط فرويد خوف الصبي من الخيول بالخوف من والده، وأكد ذلك في العديد من جلسات العلاج. وقد تم علاج الصبي تماما عندما كان في التاسعة من العمر.
Anna O
كانت هناك امرأة مريضة تدعى بيرثا بابنهايم وتلقب بـ (آنا أو)، وكانت تعالج عند فرويد بسبب الهستيريا التي أصيبت بها بعد تفاقم مرض والدها ووفاته. بدأت بعدها تعاني من العديد من الأعراض مثل التقلبات المزاجية والهلوسة والسعال العصبي والنوبات والشلل الجزئي، وأحيانا تعاني من نسيان اللغة الألمانية التي كانت تتحدثها، لكنها لا تنسى اللغة الإنجليزية والفرنسية. خلال جلسات العلاج الأولى، كانت تتحدث عن قصص خيالية وغير واقعية، لذلك لجأ فرويد إلى استخدام التنويم المغناطيسي في العلاج لإعادتها إلى قصص واقعية تسببت في إصابتها، ولتشجيعها على التحدث. استخدم فرويد العديد من أساليب العلاج حتى شفيت.
إيدا باور (دورا)
كانت إيدا باور واحدة من مرضى فرويد، بعدما أحضرت من قبل والدها لعلاجها من حالة الهستيريا التي ظهرت بعد سن السابعة، وتفاقمت حالتها بعدما علمت بمرض زوجها التناسلي، مما أدى إلى انهيار إيدا. ولقد تم علاجها بالعلاج المائي واستخدام الصدمات الكهربائية. وبعد سنوات من العلاج، التقت إيدا بأصدقاء لا ترغب في رؤيتهم، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية وتطورها إلى الاكتئاب، حتى بلغت حالتها الهستيرية الهبوطية حد تهديدها بالانتحار. ولكن بعد تشخيص فرويد لحالتها، أكد أن السبب وراء مرضها هو العلاقة المتوترة مع والدها. وبعد ذلك، رفضت إيدا متابعة العلاج مع فرويد، مما أدى إلى تفاقم حالتها المرضية حتى توفيت في عام 194.
فاني موسر
فاني موسر كانت حالة مرضية تم علاجها بواسطة فرويد، وكانت تتمتع بجوانب حياتها الجيدة، مع زوج محب وطفلين، وكانت وريثة وحيدة لعائلة نبيلة. تزوجت من عائلة ذات شهرة تجارية في صناعة الساعات السويسرية. ومع ذلك، بعد ولادتها للطفل الثاني، توفي زوجها بسبب نوبة قلبية. بعد وفاته، نشر ابنه من امرأة أخرى شائعات تتهمها بقتله. وتم توريط القضية في القضاء، مما أدى إلى بيعها لشركة زوجها الخاصة بالساعات. وتم براءتها وقدمت العديد من التبرعات لعدة مستشفيات، وأصبحت شخصية مشهورة. ولكنها تعرضت لحالة عصبية دفعتها للذهاب إلى فرويد للعلاج
وبدأ علاجها مع فرويد داخل مصحة في فيينا وتم تشخصيها بالإصابة بالإكتئاب الشديد والتشنجات العصبية وتم علاجها عن طريق استخدام التنويم المغناطيسي حتى يتم تشجيعها على سرد الواقع الخاص بها من أجل حذف أجزاء محزنة داخل ذاكرتها وبعد تحسن حالتها رجعت مرة أخرى إلى المصحة بعد عام من الخروج ولكن في هذه المرة أنتكست حالتها رغم الاستمرار في العلاج المناسب لها حتى توفيت عام 1925.
هيلدا دوليتل
هيلدا دوليتل كانت تعمل كاتبة وشاعرة، وبدأت حالة المرض لهيلدا عندما أنجبت أول طفل لها وهو ميت في عام 1915، ثم أنجبت طفلة أخرى في عام 1918. بعد ذلك، أصيبت بحالة غريبة تجعلها غير قادرة على الكتابة، وتسمى حالة إعاقة الكتابة. توجهت إلى فرويد للعلاج، وبفعالية العلاج المستمر، تم شفاؤها. استكملت مشوارها الكتابي بعد جلسات العلاج، وقامت بكتابة بعض جلسات العلاج الخاصة بفرويد أيضا.
دانيال بول شريبر
كان والد بول شريبر طبيبا وكان يعاقب الأطفال عندما يبكون لمنعهم من ذلك، وكان أيضا يجبرهم على تناول حمام بارد بالاعتقاد بأنه سيجعل الأطفال أكثر انضباطا، وكان يجبرهم على ارتداء جهاز تقويم العظام ابتداء من سنتين وحتى ثمانية أعوام لضمان وقوفهم بشكل مستقيم، وإذا اعترض أحد الأطفال على ذلك أو رفض أداء الأنشطة المكلفة له، كان يعاقبه ويعاقبه بشدة، واستمرت المعاملة القاسية حتى وفاته. كان دانيال في التاسعة عشرة عندما توفي وعندما بلغ الخامسة والثلاثين انتحر أخوه الأكبر، ثم تعرض دانيال لانهيار عقلي عندما كان يترشح لمنصب سياسي مهم.
قد قام فرويد بتشخيص حالته المرضية بأنه يعاني من حساسية شديدة تجاه الضوضاء، وظل في المستشفى، وكان شخصا عاطفيا للغاية، وعانى من صعوبات في الكلام. استمر علاجه لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك تعافى لمدة ثمانية أعوام قبل أن يتعرض لانكسار جديد ويعود مرة أخرى إلى المستشفى. بقي في المستشفى لمدة ثمانية أعوام، وخلال هذه الفترة كتب كتابا أعجب به فرويد كثيرا. وخلال فترة علاجه، يعتقد أنه كان يظن أن لديه جسد امرأة، وهذه الأوهام هي التي يتعامل معها فرويد خلال علاجه.