احكام اسلاميةاسلاميات

الحالات التي تجب فيها الدية المغلظة والحالات التي تجب فيها الدية المخففة

الدية المغلظة و الدية المخففة

تعتبر الدية في التعريف الفقهي في التشريع الإسلامي هي المال المستحق بسبب قتل شخص ، فيدفع تعويض عن الدم، أو تعتبر مال واجب القضاء على الحر في نفس قتلت ، أو فيما أقل من النفس في أحوال، و الدية أنواع إما دية مغلظة ، أو دية مخففة ،والدية المغلظة تعني في التعبير اللغوي الدية المشددة ، وتعني الدية القوية ، والدية المخففة تعني الدية التي خفف تشديدها، وذلك التخفيف أنواع منه تخفيف المدة.

الحالات التي تجب فيها الدية المغلظة

  •  القتل العمد

 فالقتل العمد في الإسلام يعتبر من الكبائر الكبرى، لأن الإسلام يحرص على حفظ الحقوق، وأهمها حق النفس، وهذا الحق أكثر قدسية وتحريما من غيرها، بل ويعتبر أشد حرمة من تدمير الكعبة نفسها في نظر الله. ودليل على تحريمه هو قول الله تعالى في القرآن الكريم (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) [النساء: 93].

  • القتل في الحرم 

وذلك لأن القتل في الحرم يعتبر من المفاسد الشديدة ، ومن ذلك الحديث الذي جاء عن أبي شريح رضي الله عنه قال ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (( «إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دمًا، ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحدٌ ترخَّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا: إن الله قد أذِن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذِن لي فيها ساعةً من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب)

  • القتل شبه العمد 

المقصود بالقتل بواسطة آلة نادرًا ما تتسبب في الوفاة بقدر ما هي تستخدم للتأديب وليس للقتل، مثل استخدام العقاب دون نية القتل، وعلى الرغم من ذلك، يحدث القتل أحيانًا نتيجة لذلك، وهو شائع في أنواع العقوبات وما يشبهها.

  • القتل في الأشهر الحرم 

في العموم ، يحظر القتل ، إلا بوفق الضوابط الإسلامية المعترف بها شرعا ، وكل ما يتجاوز ذلك يعتبر محرما ويزيد من الإثم على من يرتكبه في الشهور المقدسة، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. وقد قال الله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ۚ ذٰلك الدين القيم ۚ فلا تظلموا فيهن أنفسكم) [التوبة: 36] .

  • أن يكون القتل على يد من كان محرم

 الصفة التي يتحلى بها المسلم ويُحرم عليه خلالها بعض الأعمال قبل أن يتحلل من إحرامه، تشمل الإحرام وأداء المناسك، والحج والعمرة وقبل الذبح والذبيحة.

اختلف العلماء فيما يتعلق بالدية المغلظة، فأتباع المذهب الحنفي يرون أن الدية لا تزداد، وأتباع المذهب المالكي يرون أنها لا تزداد إلا في حالة القتل المتعمد بعد قبول من ولي الدم، وفي حالة أخرى إذا كان القاتل هو والد القتيل، أما الشافعية والحنابلة فإنهما يرون أنها لا تتغير عن الأسباب المذكورة سابقا، وتتمثل زيادة الدية في إضافة الثلث، أو زيادة الدية نفسها، أو تسريع دفعها، حيث يعلم أنها تدفع على مدى ثلاث سنوات أصلا، أو أنها تؤثر في مال القاتل وليس في عاقلته

الحالات التي يجب فيها الدية المخففة

عندما يحدث القتل بدون قصد، يعتبر قتلا غير متعمد، ويشير إلى أن الموت حدث دون أن يكون للقاتل نية أو رغبة أو فعل متعمد، مثل الحوادث غير المتعمدة في حوادث السيارات التي يتوفى الأشخاص فيها بدون قصد. في مثل هذه الحالات، يجب دفع الدية والكفارة. وتتمثل الكفارة في تحرير رقبة، وهو أمر يصعب تنفيذه في الوقت الحالي بسبب عدم وجود رقبة مستعبدة أو عبد لتحريرهم. وبالتالي، يمكن استبدالها بالصيام لمدة شهرين متتاليين، وفقا لقوله تعالى: `ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة`. وأيضا استنادا إلى قوله تعالى: `فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما` [النساء: 92]. 

دية القتيل في الإسلام

من خلال الاستشارة علماء المسلمين، نجد أن العديد من أهل العلم قد اتفقوا على مفهوم الدية، وفي نظرهم، الدية تدفع بالإبل. وتعد دية المسلم الحر مائة إبل، ويرتكز العلماء على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد. وهناك من يقول أيضا أن الدية يمكن أن تدفع بالذهب والفضة والورق. وبناء على ذلك، فإن الدية لأصحاب الذهب تحدد بألف دينار. وهذا يعني أنه يمكن للشخص الذي يرغب في تسديد الدية باستخدام الذهب أن يختار بين الإبل وغيرها، وليس مقتصرا على الإبل فقط.

ويجب على أصحاب الورق دفع اثني عشر ألفًا من المال النقدي، وعلى أصحاب البقر دفع مائتي بقرة، وعلى أصحاب الشاة دفع ألفي شاة، وعلى أصحاب الحلل دفع مائتي حلة، والفضة.

قيمة الدية المغلظة

ومعنى تغليظ الدية هو تشديدها، وفي هذا السياق، التغليظ في الدية يكون في نوعية الدية. فإذا كانت الدية معينة للإبل، فإنه يتم دفع الدية في حالة ذبح الإبل، وتقسم الدية إلى ثلاثين حقة وثلاثين جذعة، وأربعين خلفة تولد من تلك الإبل. أو تقسم الدية إلى خمسة وعشرين بنت مخاض وخمسة وعشرين بنت لبون وخمسة وعشرين جذعة، بعدما كانت مخمسة عشرة بنت مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون عشرين حقة ومثلها جذعة. والهدف من كل هذه التقسيمات هو إظهار تشديد الدية وتغييرها، فبدلا من دفع مبلغ محدد، يتم زيادته بناء على التغيير في الكمية

قيمة الدية المخففة

الدية المخففة في حالة الإبل هي مائة إبل لمن يقدم الدية. يعتبر الفقهاء أن مائة إبل هو الأصل وهو ما يعتمده جمهور أهل العلم. وفي حالة البقر، تكون الدية مائتان بقرة لمن يقدمها. أما في حالة الشاة، فيجب أن يقدم ألف شاة لمن يقدم الدية. وفي حالة الذهب، يجب أن يقدم ألف دينار. أما إذا قدمت بالفضة، فتكون الدية اثنتا عشرة ألف درهم. قيمة الدية تختلف حسب كل بلد وأسعار السوق. يمكن تخفيف الدية عن طريق تأجيلها لمدة ثلاث سنوات، وهذا يعتبر تخفيفا في المدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى