التهاب القولون البكتيري

يشير التهاب القولون إلى التهاب بطانة القولون الداخلية، وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب القولون، بما في ذلك العدوى ومرض التهاب الأمعاء والتهاب القولون التقرحي والتحسسي والقولون المجهري والبكتيري .

تختلف أعراض التهاب القولون حسب السبب، وقد تشمل الألم في البطن والتشنج والإسهال مع وجود دم في البراز، وهذا يعتبر أحد العلامات المميزة للتهاب القولون. إذ أن وجود الدم في البراز ليس طبيعيا على الإطلاق، ويجب البحث عن الرعاية الطبية لتقييم السبب. وبناء على التاريخ الصحي والفحص البدني، قد يكون من الضروري إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد سبب التهاب القولون، وتشمل هذه الاختبارات تحاليل الدم وعينات البول والبراز والتنظير القولوني .

ما هو التهاب القولون البكتيري

يحدث التهاب القولون البكتيري عندما تسبب البكتيريا عدوى في الأمعاء، وهذا يسبب التهابًا في القولون، وقد يعاني المريض أيضًا من أعراض مثل القيء وتشنجات البطن الحادة والإسهال، وعلى الرغمة، فإن الفيروسات تسبب العديد من التهابات الجهاز الهضمي بينما العدوى البكتيرية شائعة أيضًا .

يمكن أن يحدث القولون البكتيري نتيجة عدم النظافة الشخصية، ويمكن أن ينتقل العدوى بعد الاتصال الوثيق بالحيوانات أو تناول الطعام أو الماء الملوث بالبكتيريا أو بمواد سامة تنتجها البكتيريا .

يتسبب التهاب القولون البكتيري في إسهال من النوع الالتهابي، ويتميز بوجود دم وصديد ومخاط في البراز، وقد تم تصنيف هذه الأمراض على أنها التهاب الأمعاء والقولون النزفي البكتيري .

أعراض التهاب القولون البكتيري

تختلف أعراض التهاب القولون البكتيري وتعتمد بشكل كبير على البكتيريا المسببة للعدوى. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض فقدان الشهية، القيء، الغثيان، الإسهال، وآلام وتشنجات في البطن، ووجود دم في البراز، وحمى. ويجب الاتصال بالطبيب إذا لم تتحسن الأعراض بعد خمسة أيام لدى البالغين، وإذا استمر الطفل في التقيؤ لأكثر من 12 ساعة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة أشهر، كما يجب الاتصال بالطبيب إذا كان الطفل يعاني من الإسهال أو القيء .

تتضمن الأعراض المرافقة لالتهاب القولون البكتيري الحمى والألم البطني الشديد، وتتراوح الأضرار المرضية من التهاب الأمعاء والقولون السطحي إلى التهاب الأمعاء والقولون المنتقل مع التقرح .

علاج التهاب القولون البكتيري

يهدف العلاج إلى تجنب المضاعفات المحتملة مثل التهاب المسالك البولية الناجم عن العدوى البكتيرية، جفاف الجسم الناتج عن الإسهال المتواصل، فقر الدم والضعف الشديد، بالإضافة إلى زيادة فرص الإصابة بالفشل الكلوي. من الضروري عدم فقدان كميات كبيرة من الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم، حيث يحتاج جسمك إلى هذه الأملاح بكميات معينة للعمل بشكل صحيح .

في حالة إصابتك بتهاب القولون البكتيري الشديد، قد يتم إدخالك إلى المستشفى لتناول السوائل والأملاح عن طريق الوريد، وعادةً ما يتم تناول المضادات الحيوية في الحالات الشديدة .

إذا كانت حالتك أخف، فقد تتمكن من العلاج في المنزل، ويجب عليك شرب السوائل بانتظام على مدار اليوم، وخاصة بعد نوبات الإسهال، وتناول كميات صغيرة من الطعام بشكل متكرر، وتضمين بعض الأطعمة المالحة .

تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالبوتاسيوم، مثل عصير الفواكه والموز، مفيد لصحة الجسم، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية، وفي حالة عدم القدرة على الحفاظ على السوائل، يجب الذهاب إلى المستشفى .

يمكن أن تساعد بعض المكونات المتوفرة في المنزل في الحفاظ على التوازن الغذائي وعلاج الإسهال، فالزنجبيل يمكن أن يساعد في مكافحة العدوى وتخفيف آلام المعدة والبطن، ويمكن للخل والريحان تهدئة المعدة وتقويتها ضد الالتهابات المستقبلية .

يجب تجنب تناول المنتجات الألبانية أو الفاكهة أو الأطعمة الغنية بالألياف لمنع تفاقم الإسهال. يمكن أن تساعد الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي تعمل على تحييد حمض المعدة في مكافحة هذا العدوى. كما يمكن أن تساعد الأدوية التي تعالج أعراض مثل الإسهال والغثيان وآلام البطن في تخفيف التوتر والألم الناجم عن هذه العدوى. لا تتناول العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية ما لم ينصحك طبيبك بذلك .

أسباب التهاب القولون البكتيري

تتسبب العديد من البكتيريا في التهابات المعدة والأمعاء والقولون، بما في ذلك بكتيريا اليرسينيا التي توجد في لحم الخنزير، وبكتيريا المكورات العنقودية الموجودة في منتجات الألبان واللحوم والبيض، وبكتيريا الشيغيلة التي توجد غالبا في المياه وحمامات السباحة. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي اللحوم ومنتجات الألبان والبيض على بكتيريا السالمونيلا، وتحتوي الدواجن على هذه البكتيريا أيضا. وبعض أنواع البكتيريا الموجودة في اللحم المفروم والسلطة .

يمكن أن يحدث التهاب القولون البكتيري عندما تقدم المطاعم أطعمة ملوثة لعدد كبير من الأشخاص، ويمكن أيضا أن يؤدي انتشار المرض إلى سحب المنتجات والأطعمة الأخرى. ويمكن نقل التهاب القولون بسهولة من شخص لآخر إذا كان الشخص يحمل البكتيريا على يديه، وعندما يلامس الشخص الطعام أو الأشياء أو أشخاصا آخرين بهذه البكتيريا، فإنه يعرض الآخرين للإصابة بالعدوى. ويمكن أيضا أن تنتقل العدوى إلى جسمك إذا لمست عينيك أو فمك أو أي جزء آخر من جسمك الذي يكون مفتوحا بأيدي ملوثة .

إذا كنت تسافر كثيرًا أو تعيش في منطقة مزدحمة، فأنت معرض بشكل خاص لخطر الإصابة بالعدوى، ويمكن أن يساعد غسل يديك بشكل متكرر واستخدام معقم اليدين الذي يحتوي على أكثر من 60٪ من الكحول على تجنب الإصابة بالعدوى من الأشخاص المحيطين بك .

تحتوي العديد من الأنواع البكتيرية على البكتيريا المرضية الشائعة التي تسبب التهاب القولون البكتيري ، ويتم نقل المرض عن طريق انتشار البراز والتلوث المائي والغذائي ، وعلى الرغم من أن التاريخ الصحيح وتحديد العوامل المحددة للخطر تساعد في التشخيص ، فإن التشخيص النهائي يتطلب تحديد نوع البكتيريا ، لذلك يجب أن يكون الطبيب ملما بعلم الأمراض وعلم الأوبئة والطرق الخاصة بالتشخيص والإدارة السريرية .

يتم استعمال اختبارات محددة للكشف عن أسباب الأمراض الهضمية، وتشمل اختبارات البراز والمستقيم والأنسجة، وتحديد السموم البكتيرية المحددة. وبالرغم من أن العديد من هذه الالتهابات القولونية البكتيرية تتحسن بشكل ذاتي، إلا أنه يجب استخدام المضادات الحيوية للمرضى ذوي الخطورة العالية والمرضى الذين يعانون من أمراض معقدة .

كيفية منع التهاب القولون البكتيري

إذا كنت تعاني حاليا من التهاب المعدة والأمعاء ، يجب عليك اتخاذ تدابير السلامة لمنع انتشار البكتيريا إلى الآخرين. يجب عليك غسل يديك بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام. كما يجب عليك عدم مشاركة الطعام مع الآخرين حتى تتحسن الأعراض. قم بتجنب الاتصال المباشر مع الآخرين أثناء مرضك، وبعد تحسن الأعراض، حاول الانتظار لمدة 48 ساعة على الأقل قبل العودة إلى العمل .

يمكنك أيضا المساعدة في منع انتشار التهاب القولون البكتيري عن طريق تجنب استهلاك الحليب الغير مبستر واللحوم النيئة والمحار النيئ، واستخدام لوحات تقطيع وأواني منفصلة للحوم النيئة والمطبوخة عند إعداد الوجبات، وغسل السلطات والخضروات جيدا، وضمان تخزين الطعام في درجات حرارة منخفضة جدا إذا كان سيتم تخزينه لأكثر من ساعتين .

تشمل التدابير الوقائية الأخرى الحفاظ على نظافة المطبخ باستمرار، وغسل اليدين بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الأطعمة المختلفة، وبعد لمس الحيوانات وقبل الأكل، بالإضافة إلى شرب المياه المعبأة أثناء السفر والحصول على اللقاحات الموصى بها .