علم النفسعلم وعلماء

التنمر الأخوي يزيد احتمالية حدوث اضطرابات ذهنية ثلاث أضعاف

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للتخويف أو التنمر من قبل إخوتهم في مرحلة الطفولة يزيد احتمال إصابتهم بالاضطرابات الذهنية والعقلية، مثل الفصام، في مرحلة البلوغ المبكرة بنسبة تصل إلى ثلاثة أضعاف. وقد وجد الباحثون أيضا أن الأطفال الذين يشتركون في أعمال التنمر والتعنيف بين الإخوة بشكل متكرر هم الأكثر عرضة للاضطرابات الذهنية والعقلية والنفسية، سواء كانوا جناة أو ضحايا في هذه الحالات .

يزيد التنمر الأخوي احتمالية حدوث اضطرابات ذهنية بنسبة ثلاث مرات
يشير بحث جديد في جامعة وارويك إلى أن الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر والتخويف من قبل إخوتهم خلال مرحلة الطفولة يعانون ثلاث مرات أكثر من الآخرين من الاضطرابات العقلية والذهنية مثل الفصام في مرحلة البلوغ المبكر .

يترأس البروفيسور ديتر وولك (وهو أعلى منصب) قسم علم النفس في جامعة وارويك، وتعد هذه هي أول دراسة لاستكشاف العلاقة بين التنمر الأخوي وزيادة احتمالية الإصابة بالاضطرابات الذهنية .

تفاصيل الدراسة
أكمل ما يقرب من 3600 طفل دراسة استبيان مفصل وضع للوالدين والأطفال حول البلطجة الأخوية عند سن الاثني عشر، ثم تم في وقت لاحق إجراء فحص سريري موحد لتقييم الأعراض الذهنية عندما بلغ الأطفال سن الثامنة عشرة .

ومن بين المراهقين كان هناك 664 من ضحايا البلطجة الأخوية، وكان هناك 486 طفلا مارسوا البلطجة والتنمر على أخوتهم، وكان هناك 771 طفلا من ضحايا التخويف من قبل أشقائهم في سن الثانية عشر، وقد تم وضع خمسة وخمسون من مجموع 3600 طفل في هذه الدراسة لكي تتم عليهم دراسة احتمالية إصابتهم باضطراب ذهني في سن الثامنة عشر .

اكتشافات الباحثون
وجدت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر والعنف الأخوي في كثير من الأحيان، يكونون عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية بشكل أكبر. ويمكن أن يشمل ذلك إما الشقيق المعتدي، أو الضحية، أو كلاهما. فالأطفال الذين يشاركون في الصراع الأخوي (سواء كانوا الشقيق المعتدي أو الضحية) بشكل متكرر في الأسبوع أو الشهر، يكونون عرضة للإصابة بالاضطرابات العقلية بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من الأطفال الآخرين .

يكون الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء في المنزل ومن قبل أقرانهم في المدرسة أكثر تأثرًا سلبًا، حيث يكونون أربعة أضعاف أكثر عرضة للاضطرابات النفسية من غيرهم الذين لا يتعرضون لأي نوعٍ من التنمر أو البلطجة على الإطلاق .

تصريحات القائمين على الدراسة
علق البروفسور ديتر وولك من قسم علم النفس بجامعة وارويك قائلا : ” لقد تم تجاهل البلطجة والتنمر من قبل الأشقاء حتى وقت قريب على نطاق واسع، وتعد هذه المشكلة صدمة قد تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة مثل الاضطراب الذهني، حيث يقضي الأطفال وقتا طويلا مع أشقائهم في المنزل، وإذا ما تعرضوا للتسلط والإقصاء، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية ، واضطرابات خطيرة في الصحة العقلية، كما يظهر هنا في هذه الدراسة للمرة الأولى ” .

أما البروفيسور سلافا دانتشيف من جامعة وارويك فيضيف : إذا حدث التنمر والبلطجة في المنزل أو المدرسة، فإن خطر الإصابة بالذهان يزداد بشكل كبير، حيث لا يوجد للمراهقين مكان آمن ورغم أننا نتحكم في العديد من العوامل الصحية العقلية والاجتماعية، فإن مشاكل العلاقات الاجتماعية يمكن أن تكون علامة مبكرة لتطور مشاكل صحية عقلية خطيرة .

الخلاصة
توصل الباحثون إلى أنه ينبغي على الآباء والأمهات والمهنيين الصحيين أن يكونوا على دراية بالنتائج الطويلة الأجل للصحة العقلية، التي يمكن أن تنتج عن العدوان المتبادل بين الأشقاء، وأنه يتعين تطوير إجراءات للحد من هذا العدوان والوقاية منه داخل الأسرة على نحو كامل .

الأمراض النفسية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب، تسبب أفكارا وتصورات غير طبيعية، وغالبا تشمل الهلوسات والأوهام، وكثيرا ما يعاني المصابون من الضيق الشديد والتغيرات الكبيرة في السلوك والمزاج، مما يزيد من احتمالية الانتحار والمشاكل الصحية المختلفة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى