التغيرات التي تحدث في الجسم عند الجوع
يؤدي الشعور بالجوع إلى العديد من التغييرات في الجسم التي تؤثر في التصرفات، حيث يمكن أن يكون للجوع تأثيرات خطيرة على الحالة العقلية للشخص البالغ إذا سمح له بالتفلت عن السيطرة .
التغيرات التي تحدث في الجسم عند الشعور بالجوع
1- انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم
عند الشعور بالجوع، يحدث أولاً اقتراب المواد الغذائية من الوجبة السابقة من النفاذ. على الرغم من وجود عناصر غذائية مخزنة في الجسم لحالات الطوارئ، إلا أن الجسم يحتاج إلى تناول الطعام مرة أخرى لتفادي استخدام هذه المواد المخزنة .
الجلوكوز الذي يأتي من الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات هو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم والدماغ. وإذا قلت مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير، فإن الجسم يتعرض للخطر لأن الدماغ لن يكون لديه وقوده المفضل للعمل. ولكن يحاول الجسم الحفاظ على حياة الدماغ بأي ثمن، حتى إذا لم يتوفر ما يكفي من الجلوكوز، فإن العقل يصعب عليه التركيز والتصرف بشكل صحيح، وبالتالي يشعر الإنسان بالغضب .
2- يعد الجوع علامة خطرة على العقل
يحتوي الجسم على العديد من الأنظمة التي تساعد على تشجيع الشخص على تناول الطعام لتجنب الشعور بالجوع، وعندما يبدأ سكر الدم في الانخفاض، ترسل المعدة إشارة عبر العصب المبهم إلى الدماغ تفيد بأنها تحتاج إلى الطعام، وعادة ما يرافق ذلك الشعور بالفراغ وربما بعض الغرغرة في المعدة، وبمجرد وصول الإشارة إلى الدماغ، يقوم الدماغ بإطلاق سلسلة من الإشارات إلى الأعضاء الأخرى في الجسم للإشارة إلى وجود حالة طارئة تتطلب التدخل بالطعام .
يقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى الأعضاء لبدء استخدام مخزون السكر المتوفر
كجزء من آلية التحذير يبدأ الجسم بإفراز الهرمونات استجابة لذلك، وهناك نوعان من الهرمونات الرئيسية التي يتم إطلاقها لتهدف إلى تشجيع الجسم على استخدام السكر المخزن حتى ترتفع مستويات السكر في الدم مرة أخرى، تسمى هذه الهرمونات بهرمون الجلوكاجون وهرمون النمو، ويتم تخزين الجلوكوز في الجسم في شكل يسمى الجليكوجين الذي يوجد بشكل أساسي في العضلات والكبد، ويخبر الجلوكاجون وهرمون النمو الجسم بالبدء في إطلاق الجليكوجين من أجل استعادة مستويات السكر في الدم، المشكلة هي أنه لا يوجد الكثير من الجلوكوز المخزن، حيث لا يتعدى حوالي 2.000 سعر حراري .
4- زيادة هرمونات التوتر
بما أن الجلوكوز المخزن محدود، فإن الدماغ يرسل أيضا إشارة طوارئ ليخبر الجسم بتحرير هرمونات التوتر من الغدة الكظرية، وهما هرمونان : الأدرينالين و الكورتيزول، ويتم إطلاق هذه الهرمونات لتفعيل آلية ” القتال أو الهروب ” من أجل تحفيز الشخص على الخروج والعثور على بعض الطعام بأي ثمن، كما أنها تسبب الشعور بالقلق والتوتر لأن الجسم يستعد فعليا للقتال من أجل الحصول على الطعام، وبالتالي فالجسد يفسر عدم البحث عن الطعام الذي يعد شيء عادي يمكن القيام به لفترة من الوقت، ككارثة كبيرة وتهديدا للسلامة الشخصية، مما يسبب الشعور بالتوتر والانزعاج .
5- هبوط هرمونات الشعور الجيد
بالإضافة إلى الطفرة التي تحدث في هرمونات التوتر، فإن هرمونات الشعور الجيد مثل الدوبامين تهبط، وهناك هرمون آخر يثور عندما تكون المعدة فارغة يسمى جريلين، والجريلين هو هرمون يأتي من المعدة وهو إشارة إلى الدماغ لتخبر الشخص بضرورة تناول الطعام، وعندما يكون الجريلين عاليا في غياب الغذاء، تنخفض مستويات الدوبامين، وفي الأساس نبدأ في الشعور بالحزن والغضب لأنه يكون هناك مستوى أقل من هرمونات ” الشعور الجيد “، في حين تستمر هرمونات الإجهاد والتوتر في الارتفاع، وتؤثر مستويات الدوبامين أيضا على الوظيفة العقلية والتركيز والقدرة على التحكم في العواطف .
6- مهاجمة أي شخص وكل شخص
أجريت دراسة في عام 2014 لقياس مستوى الجلوكوز في الدم لدى الأزواج المتزوجين خلال فترة 21 يوما ليلا. طلب من الباحثين أيضا أن يقوموا بوخز دبابيس في دمية تمثل شريكهم لتعكس مدى غضبهم تجاهه في ذلك اليوم، بهدف قياس مستوى العدوانية تجاه شركائهم. وطلب أيضا من المشاركين أن يصرخوا في وجوه شركائهم بصوت عال من خلال سماعات الرأس. وتوصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين كان لديهم أدنى مستويات السكر في الدم كانوا أكثر غضبا، وقاموا بوخز المزيد من الدبابيس في الدمية وصراخهم كان أعلى تجاه شركائهم بأصوات عالية. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة صغيرة الحجم، إلا أننا يمكننا أن نرى أن مستويات السكر في الدم والهرمونات المرتبطة بالجوع قد تؤثر على غضبنا وتؤثر بشكل مباشر على علاقاتنا الشخصية .