التحديات التي تواجه الإدارة الإستراتيجية
تواجه إدارة أي مؤسسة العديد من التحديات والصعوبات التي تمنعها من تنفيذ مهامها الإدارية والتنظيمية والتنسيقية والإشرافية على شكل جيد وفعال.
وتلك التحديات غالبا ما تتمثل في ظهور تغيرات طارئة تفاجئ المؤسسة والقائمين عليها، إلا أن من طبيعة الخطة الاستراتيجية أنها تضع احتمالات عديدة لكل أمر طارئ، ومن تلك التحديات ما يلي :
1- ظهور تغيرات متسارعة
من يتابع الساحة الإخبارية والإعلامية حاليا بالتأكيد ستلاحظ ظهور تغيرات عديدة على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية والفنية والاجتماعية والتكنولوجية وغيرها الكثير من المجالات التي لا يكاد يمر يوم أو بالكاد عدة ساعات، حتى تتغير الأحوال وتتبدل بلا أي داع؛ والجدير بالذكر أن تلك التغييرات هي ما تثير الجدل وتزيد من شدة التحديات أمام الشركة لأن تلك الشركات غالبا ما تكون قد عقدت خطتها لتنفيذ مشاريع وقرارات معينة قبل أن تصطدم بشبح التغيير.
2- ارتفاع حدة المنافسة
من بين التحديات التي تواجه أي مؤسسة، عملية المنافسة التي تواجهها من قبل منافسيها ونظرائها، ومن الملحوظ أن المنافسة لم تعد مقتصرة فقط على إنتاج السلع والخدمات، بل تجاوزت ذلك إلى ظهور وسائل أخرى مخفية وخبيثة يمكن أن تتسبب في أضرار لا يحمد عقباها.
3- تغيير العمالة
في الآونة الأخيرة بدأت الشركات والمؤسسات على اختلافها تعتمد على نظم التسويق والتمويل والدعاية والعلاقات العامة بمختلف أنواعها من أجل تحسين صورة المؤسسة والنهوض بها، بعد أن كان يتم الاعتماد الكلي على الكادر العمالي المتميز الماهر.
لا شك أن هذه الخطوة قد حجمت كثيرًا من التقدم والتطور في عملية التصنيع من حيث استخدام المواد الخام وجودة الإنتاج، وتركزت فقط على المظهر والتغليف، وانتشار المنتج في الأسواق وتصميم العروض والتخفيضات والخصومات والبروتوكولات التعاون…إلخ.
4- ندرة الموارد
معالزيادة الهائلة في أعداد السكان في مختلف أنحاء العالم، بدأت الموارد والمواد الخام وحتى الأساسيات اللازمة للتصنيع، مثل الماء والوقود وبعض المواد الزراعية، في الانخفاض نتيجة تدهور الأراضي وانتشار المبيدات المسرطنة وغيرها من العوامل التي أثرت على البيئة.
يجب على كل مؤسسة أن تأخذ في الاعتبار مسألة الموارد عند وضع أي خطة استراتيجية، حتى تكون على يقين وضمانة تامة بأنها لن تتعرض لأي تحديات في المستقبل.
5- الاهتمام بالبيئة
أدى انتشار المؤسسات والهيئات المدنية والخدمية ومنظمات المجتمع المدني وتلك الجمعيات الخيرية التي تهتم بالبيئة ونظافتها، إلى عرقلة الكثير من خطط عمل الشركات والمؤسسات التي فوجئت بصدور قرارات تمنع استكمالها لما بدأته، أو تمنع اعتمادها على مواد خام معينة بنسب معينة وكذلك الاعتراضات التي أعاقت سير العمل بسبب أدوات ومعدات ضارة بالبيئة.
يجب على كل إدارة شركة وضع خطتها الاستراتيجية بما يتوافق مع جميع معايير الصحة والبيئة والمجتمع.
6- التحديات الاستراتيجية
من أبرز ما قد يواجه إدارة أي مؤسسة هو تدني خططها واستراتيجياتها التي تؤهلها للتقدم والتطور ومواجهة كل جديد، فماذا تستفيد الإدارة القوية بأية مؤسسة إن توافر لديها عمالة ماهرة ومتميزة، وكذلك أدوات ومعدات غاية في التقدم والرقي، إلا أنها لم تفز بقدرتها على وضع خطة استراتيجية جيدة تراعي معايير رسالة الشركة وسياساتها ووضع أهدافها ومتابعتها ومراقبتها والعمل على دعم الصالح منها ومعالجة السلبي ؟!
مما سبق يتضح مدى أهمية الخطة الاستراتيجية في النهوض بالمؤسسة والارتقاء بها، كما اتضحت كم التحديات التي من المتوقع إطاحتها لأية مؤسسة والقضاء تماما عليها وإفشال خطتها، وكذا اتضحت ضرورة أن تكون للمؤسسة نظرة مستقبلية ثاقبة ترى خلالها أية بوادر قصور أو خلل حتى لا تكون في موقف صعب عندما تفاجئها بأية أزمات طارئة.