الاعجاز القرآني في علم الفلك و النجوم
يذكر في القرآن الكريم، في العديد من الآيات، الأمور التي تم تأكيدها بالعلم بعد عدة سنوات، ومن بين هذه الأمور ما يتعلق بالفلك ومواقع النجوم وغيرها .
الإعجاز الفلكي في القرآن الكريم
مواقع النجوم
– كان من بين الإعجازات التي تحدث عنها القرآن الكريم ، ما ذكر عن النجوم ، في الآية الكريمة ﴿فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ الواقعة: 75-76 ، و قد كان العرب قديما يستخدمون النجوم ، في العديد من المقاييس ، إلى أن تم دراسة النجوم بالدراسات الحديثة ، و تبين أن السماء تتكون من أعداد هائلة ، من النجوم و الأجرام ، حتى أن المجرة الواحدة تضم الملايين من النجوم ، و قد لاحظ العلماء المساحة الشاسعة التي تبعدنا عنها .
أما عن جوانب الإعجاز العلمي، فقد كان من الصعب للعقل البشري تصورها، بما في ذلك سرعة ودوران النجوم وحركتها وجاذبيتها المدهشة، وقد أثبت العلم أن رؤية هذه النجوم بهذا الحجم تتعذر من سطح الأرض، وهذا يثبت عظمة الخالق عز وجل .
دوران الأرض
– تحدثت العديد من الآيات عن الأرض ، و قد أشارت إلى كونها مستديرة ، و قد تجلت الآيات التي وصفت عدد من الأمور الكونية ، في تلك التي قصت لنا قصة سيدنا إبراهيم ، على وجه التحديد و كان من أشهر هذه الآيات ، قوله تعالى ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ﴾ [الزمر: 5] .
وبالنسبة للإعجاز العلمي في الآية، فإن كلمة “تكوير” أثبتت أن الأرض كروية، وذلك قبل إثبات كروية الأرض بسنوات عديدة، بالإضافة إلى أن الآية أثبتت دوران الأرض، ومن ثم تعاقب الليل والنهار، وذلك في وقت لم يكن الإنسان فيه يعرف ذلك .
معجزة إنشقاق القمر
هناك العديد من الآيات التي تحدثت عن معجزات سيدنا رسول الله ، و التي كان من بينها معجزة انشقاق القمر ، و قد ذكر هذا الأمر في الآية الكريمة ، ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرّ﴾ [القمر: 1-3] ، تلك الواقعة التي سمعناها من رواة الحديث ، حين قيل أنهم طلبوا من النبي ، أن يشق القمر حينها ظل يدعوا ربه ثم أشار إلى القمر ، فانشق إلى نصفين متباعدين ، و حينها لم يؤمن الكافرين أيضا ، و يذكر أن العلم الحديث قد أثبت وجود شق طولي عميق بطول سطح القمر ، و حتى عندما تم دراسة التركيب الداخلي و الجيولوجي للقمر ، كانت الحقيقة أن القمر قد تعرض للانشقاق يوما ، و قد كان هذا الأمر سببا في دخول عددا من العلماء للإسلام .
الإعجاز العلمي في سورة التكوير
تضم هذه السورة القرآنية عددا كبيرا من الإعجازات العلمية، ومن أهمها ما ورد في الآية الكريمة `إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت` [التكوير: 1-2]، وقد أثبت العلم فيما بعد أن النجوم تتميز بحياتها الطويلة وتعدد مراحلها، وعلى الرغم من طول هذه الحياة، إلا أنها تموت في النهاية. وهذا يفسر حديث الله جل وعلا. أما بالنسبة لكلمة `إذا الشمس كورت`، فقد ورد في التفاسير أنها تعني التغير والانطفاء، وقد أثبت العلم بالفعل أن الشمس، مثل الشمعة، ستأتي عليها يوما وتنتهي. ولم تعرف هذه المعاني إلا في نهاية القرن العشرين .