الاسباب المعينه على تعظيم الله
الله لا إله إلا هو، المالك الحقيقي لكل شيء وفي يده كل شيء، خلق الإنسان وجميع المخلوقات لعبادته وتسبيحه. وتعظيم الله هو أساس الإيمان وروحه، لأن الإنسان لا يستطيع فهم وحدانية الله وقدرته بدون التأمل في هذه العظمة التي تظهر في كل ما حوله، ولذلك من المهم الاستعانة بجميع الوسائل الممكنة لتعظيم الله.
معنى تعظيم الله
التعظيم لغة هو اسم معرف مشتق من الفعل عظم أي كبر ، ومعنى التعظيم هو التكبير ، التبجيل والتفخيم. ومنه فإن تعظيم الله يقصد به مهابته واتقاءه ، من خلال إدراك جلالته وعظمته وتبجيله. وصفة العظمة في الله تعالى تظهر في كل شيء ، فهو عز وجل عظيم الذات وعظيم الأفعال والصفات، وليس من عظيم غيره وكل من دونه سبحانه صغير ولا يجوز تعظيم غير الله.
وقال الأصفهاني في تعظيم الله : العظمة صفة من صفات الله لا يمتلكها أي شخص، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضا، فمن الناس من يعظم للمال، ومنهم من يعظم للفضل، ومنهم من يعظم للعلم، ومنهم من يعظم للسلطان، ومنهم من يعظم للجاه، وكل شخص من الخلق يعظم بمعنى ما، أما الله -عز وجل- فيتمتع بالعظمة في جميع الأحوال.
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان يحث أتباعه على تعظيم الله، وذلك ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، حيث قال إن حبرا من الأحبار جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال له: `يا محمد، نحن نرى أن الله يمسك السموات والأرض والشجر والماء والثري وسائر الخلق بإصبعه، ويقول: `أنا الملك`. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم بشدة، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ قول الله: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة…} [الزمر: 67]
أهمية تعظيم الله
يظهر أهمية تعظيم الله سبحانه وتعالى في كونه صلب الإيمان واعترافا بقدرة الله وحكمه على جميع مخلوقاته. وقد صرح شيخ الإسلام ابن تيمية بأهمية تعظيم الله (سبحانه) وإجلاله، فمن يؤمن بالوحدانية في الألوهية لله (سبحانه وتعالى)؛
والرسالة لعبده ورسوله ، ثم لم يُتبع هذا الاعتقاد موجبه من الإجلال والإكرام ، الذي هو حال في القلب يظهر أثره على الجوارح ، بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء بالقول أو بالفعل ، كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه ، وكان ذلك موجباً لفساد ذلك الاعتقاد ومزيلاً لما فيه من المنفعة والصلاح).
فأهمية تعظيم الله كبيرة، على الرغم من أن عظمة الله لا تدرك وتتجاوز جميع الحدود التي قد يتصورها الإنسان. وقد قال أعرابي لرسول الله عليه صلوات الله وسلامه: `نستشفع بالله عليك`. فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: `سبحان الله، سبحان الله!` وظل يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه. ثم قال: `ويحك، هل تعلم من هو الله؟ إن شأن الله أعظم من ذلك، إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه`.
ما هي الاسباب المعينة على تعظيم الله
التعرف على معاني أسماء الله وصفاته
التعرف على معاني أسماء الله وصفاته من الأسباب المعينة على تعظيم الله، لأن البحث في أسماء الله وصفاته يمكن أن يساعد المسلم على فهم وحدانية الله وعظمته وزيادة إيمانه، وهذا العلم هو أعلى السبل وأشرفها للتقرب إلى الله، ويمكن حصر أسماء الله الحسنى وعددها، والتفكر في معانيها ودلالاتها، والتقرب إلى الله بالدعاء بها.
لا يمكن الاستعانة بأسماء الله الحسنى للتعظيم إلا بفهم أثرها ومتعلقاتها وأحكامها ولوازمها، ولتبيان صفات الله العظيمة. وعلى سبيل المثال، اسم السميع من أسماء الله الحسنى يظهر عظمة الله في سماع نجوى الناس ودعائهم وحتى أفكارهم، بغض النظر عن لغتهم أو همسهم، وهو العليم الذي يعلم حاجات عبده قبل ولادته ويدير جميع أمور الكون الذي خلقه.
التفكر في ملكوت الله وعظيم مخلوقاته
التفكر في ملكوت الله وعظم مخلوقاته ليس إلا اعترافا بوحدانية الله وتأملا في إبداعه في خلق كل شيء بدقة وروعة لا متناهية. هذا يعزز خشية الله ومهابته في القلب والنفس، ويجعل الإنسان يتأكد من قدرة الله على خلق أعظم الأشياء من العدم وإحالة أكبر الأشياء إلى هباء.
لا يمكن للإنسان أن يجد الإيمان المطلق والذي لا يشوبه شائبة ولا ريب فيه أمام الملكوت العظيم، إلا بالإيمان بأن الله وحده هو العظيم القادر على كل شيء، وأنه لا يملك من دون الله ضرًا ولا نفعًا لنفسه أو لغيره. وهذا هو واحد من أهم الأسباب التي تساعد على تعظيم الله.
تدبر كتاب الله الكريم
في الكتاب الكريم، يوجد حكمة للناس جميعا، وقد أنزله الله على رسوله كآخر الكتب السماوية وحفظه من أي تحريف بقدرة الله. وقد جاء الكتاب شاملا وكاملا ودليلا للهدى، ليهدي الناس إلى سبيل الله. لذا، لا يكفي فقط قراءته، بل يجب التأمل فيه والسعي لفهم معانيه وتفسير آياته. إن الله أنزله ليكون دليلا للناس لتعظيم الله واتباع طريق الحق في الدنيا والآخرة.