الأم المصابة بالاكتئاب تؤثر سلبا على تطور طفلها الإدراكي
تعاني تقريبًا واحدة من كل 10 نساء في الولايات المتحدة من الاكتئاب، ومع ذلك يمكن أن تمتد العواقب إلى أطفالهن، حيث يؤثر اكتئاب الأم سلبًا على تطور الطفل الإدراكي حتى سن 16 عامًا، وفقًا للباحثين .
تؤثر الأم المصابة بالاكتئاب سلبًا على تطوُّر طفلها الإدراكي
تعاني ما يقرب من 10 من النساء في الولايات المتحدة من الاكتئاب، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ومع ذلك قد تمتد العواقب إلى أطفالهن حسبما يقول الباحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الذين وجدوا أن اكتئاب الأم يمكن أن يؤثر سلبا على تطور الطفل الإدراكي حتى سن 16 عاما، وقد تم نشر النتائج في عدد أبريل من مجلة تنمية الطفل ” Child Development ” .
الإجراءات التي قام بها الباحثون
قام الباحثون بمسح ما يقرب من 900 طفل أصحاء وأمهاتهم اللواتي يعشن في سانتياغو على فترة خمس سنوات، من عمر الطفولة إلى سن 16 سنة، وقد لاحظ الباحثون كيف كانت الأمهات الحوامل والأمهات المستجيبات لأطفالهن في كل فترة عمرية، وكذلك كم قدمت الأمهات مواد تعليمية مناسبة للعمر، وتم تقييم الأطفال على القدرات الإدراكية اللفظية باستخدام اختبارات الذكاء القياسية خلال كل تقييم، وتم اختبار الأمهات لأعراض الاكتئاب .
ما اكتشفه الباحثون
قالت الدكتورة باتريشيا إيست، عالمة أبحاث في قسم طب الأطفال بكلية الطب في جامعة سان دييغو، كاليفورنيا: لقد اكتشفنا أن الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب شديد لم يكن لديهن استثمار عاطفي في أطفالهن، ولم يوفرن لهم مواد تعليمية للدعم مثل الألعاب والكتب بنفس مستوى الأمهات غير المصابات بالاكتئاب، وهذا تأثر بدوره على معدل ذكاء الطفل عند الأعمار: 1، 5، 10 و 16 عاما”، وتابعت: “إن استقرار وطول العمر لهذه النتائج يشيران إلى التأثير الدائم للاكتئاب على الآباء والأمهات وتطور أطفالهم .
على مقياس من 1 إلى 19، كان متوسط معدل الذكاء اللفظي لجميع الأطفال الذين شملتهم الدراسة وهم في سن الخامسة يبلغ 7.64. اكتشف الباحثون أن الأطفال الذين ينحدرن من أمهات يعانين من اكتئاب شديد يظهرون متوسط معدل ذكاء لفظي يبلغ 7.30 مقارنة بـ 7.78 لدى الأطفال الذين لا يعانون من اكتئاب أمهاتهم. تشير إيست إلى أن الفروق الصغيرة في معدل الذكاء بين 7.78 و 7.30 لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بمهارات الأطفال اللفظية والمفردات. تظهر نتائج دراستنا طويلة المدى أن الأطفال قد يعانون من تأثيرات سلبية طويلة الأمد بسبب الاكتئاب المزمن للأم .
الأمهات التي تعاني من الاكتئاب
خلال فترة الدراسة تم تحديد نصف الأمهات على الأقل بالإصابة بالاكتئاب، وفقا لاستبيان يحتوي على أسئلة مثل `هل أنت حزينة؟ وهل تبكي في كثير من الأحيان؟`، تقول إيست: `بالنسبة للأمهات في الدراسة، كان هناك العديد من عوامل الإجهاد في حياتهن، ومعظم الأمهات، على الرغم من معرفتهن بالقراءة والكتابة، كانت لديهن فقط تسع سنوات من التعليم، ولم تكن تعمل خارج المنزل، وكن يعيشن في منازل صغيرة مزدحمة مع أسر كبيرة، وهذه هي العوامل التي ساهمت على الأرجح في اكتئابهن`، وتابعت إيست: `العديد من الأمهات يعانين من الاكتئاب في الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، ولكن بالنسبة لبعضهن، فإن الاكتئاب يستمر` .
حول البيانات التي تم جمعها
أفادت إيست بأن بيانات الدراسة تشير إلى أن حوالي 20 في المائة من الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب شديد يستمر حتى عام الطفل الأول، يظل الاكتئاب معهن لفترة طويلة. وأضافت إيست: `بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية، تظهر النتائج أن التعرف المبكر والتدخل والعلاج لاكتئاب الأمهات أمران أساسيان، حيث يساعد توفير الموارد للأمهات المكتئبات على إدارة أعراضهن بطريقة مثمرة، ويضمن وصول أطفالهن إلى إمكاناتهم الكاملة .
الخطوات المستقبلية للباحثين
قال مؤلفو الدراسة إن الخطوات المستقبلية تتضمن المزيد من تحليل البيانات لمعرفة كيف يؤثر اكتئاب الأم على أعراض الاكتئاب الخاصة بالأطفال، من خلال الطفولة والمراهقة والإنجاز الأكاديمي للأطفال وصحتهم، مثل احتمالية زيادة الوزن أو السمنة، ومن بين مؤلفي هذه الدراسة : فيكتوريا وو، وإيرين ديلكر، وإستيلا بلانكا، وشيلا غاهاجان من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وبيتسي لوزوف من جامعة ميشيغان .
تم دعم هذا البحث جزئيًا من قبل المعاهد الوطنية للصحة (R01-HD-033487، R01-HL-088530، R01-DA-021181، و TL1TR001443) .