الأحكام المتعلقة بالحيض

التعرف على أحكام الحيض هو واجب شرعي على كل امرأة مسلمة وضرورة لقضاء العبادة على وجه صحيح، مما يستوجب معرفة وقت الحيض ومدة الحيض ومدة الطهر بين الحيضتين وعلامة طهر الحائض. وقد تناولنا ذلك بالشرح والتفصيل، وكذلك ما يحرم في فترة الحيض مع توضيح بعض الأحكام المترتبة على الحيض وذكر الدليل من الكتاب والسنة.

ما هو الحيض ؟
– تعريف الحيض : هو الدم الذي يفرزه الرحم عندما يصل المرأة إلى فترة زمنية معينة، ثم يتكرر في أوقات معينة
– وقت الحيض : يبدأ الحيض لدى المرأة عند بلوغ تسع سنين هجرية ولا يحدث قبل ذلك، وفقًا لقول عائشة رضي الله عنها `عندما تصل الفتاة إلى تسع سنوات فإنها تصبح امرأة`، ويتوقف الحيض عندما تصل المرأة إلى سن الخمسين ولا يحدث بعد ذلك، وفقًا لقول عائشة رضي الله عنها `عندما تصل الخمسين سنة، يتوقف الحيض عندها`.

– مدة الحيض : يتراوح طول الحيض بين يوم وليلة وخمسة عشر يومًا، وغالبًا يكون مدته ستة أو سبعة أيام، وذلك وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لحمنة بنت جحش: `تحيضي ستة أيام إلى سبعة في علم الله، ثم اغتسلي`.
– مدة الطهر بين الحيضتين : على الأقل ثلاثة عشر يوما، وبقية الشهر بعد انتهاء الحيض.
– علامة طهر الحائض : إذا تم قطع الدم، سوف يحتبس في القطنة دون تغييره.

ما يحرم بالحيض :
1. الصوم والصلاة :تحرم المرأة التي تحيض من الصيام والصلاة، وذلك بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم: `أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم`، وهذا يعني أنه ليس للمرأة الحائض الصوم والصلاة، وإذا فعلت ذلك فإنها تأثم ويعتبر صومها وصلاتها باطلين.

2. الطواف بالبيت : ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة حين حاضت: `افعلي ما يفعل الحاج غير أنك لا تطوفي بالبيت`.

3. تحريم الجماع : فلا يجوز للرجل أن يقترب من زوجته وهي في حالة الحيض، وذلك بناء على قول الله تعالى: `ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين` [البقرة: 222]. ويجب على الرجل أن ينتظر حتى تطهر زوجته بأداء الاغتسال، وقد أباح الله للرجل أن يمارس الحياة الزوجية مع زوجته أثناء فترة الحيض، باستثناء الاتصال الجنسي، كتخفيف للرغبة الجنسية.

4. مس المصحف : لا يجوز للمرأة لمس المصحف أثناء دورتها الشهرية، وذلك بناءً على قوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79].

5. اللبث في المسجد : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا أحل المسجد لجنب ولا حائض.

الأحكام المترتبة على الحيض :
إذا طُهرت المرأة في وقت الصلاة، يجب عليها الاستحمام لتصلي الصلاة قبل خروج وقتها.
ويشير مصطلح `الدم الذي يحرم به الصوم والصلاة` إلى الحيض الذي تعاني منه المرأة إذا كانت في سنالحيض، ويتوقف ذلك المنع عندما ينتهي هذا الحيض أو يحدث أي نزيف آخر غير الحيض، مثل النزيف بعد الجراحة أو غيرها.
– لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته وهي حائض، وإن فعل فهو آثم وعليه أن يردها إلى عصمته، حتى يطلقها وهي طاهرة طهرًا لم يجامعها فيه، لحديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر ذلك لرسول الله، فتغيظ منه رسول الله صل الله عليه وسلم وقال : « مره فليراجعها ثم ليطلقها طاهرًا أو حاملًا ».
– إذا حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة فإن نسك الحج يتم، حتى وإن كان ذلك قبل السعي لأن السعي يصح من المرأة الحائض.
– يسقط عن المرأة الحائض طواف الوداع وذلك لحديث عبد الله بن عباس رضي الله  عنهما قال : « أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض ».